دعا معارضون سوريون الاثنين الى قيام «نظام ديمقراطي» في سوريا لدى افتتاح اجتماع لهم هو الاول من نوعه في دمشق لبحث سبل الخروج من الازمة التي تهز البلاد منذ اكثر من ثلاثة اشهر. المعارضون يطالبون من دمشق بنظام مدني ديموقراطي وقال المعارض منذر خدام الذي تراس الاجتماع في كلمة له امام الحضور: «يرتسم طريقان: مسار واضح غير قابل للتفاوض نحو تحول سلمي آمن لنظامنا السياسي، نحو نظام ديموقراطي وفي ذلك إنقاذ لشعبنا ولبلدنا، واما مسار نحو المجهول وفيه خراب ودمار للجميع». «يرتسم طريقان: مسار واضح غير قابل للتفاوض نحو تحول سلمي آمن لنظامنا السياسي، نحو نظام ديموقراطي وفي ذلك انقاذ لشعبنا ولبلدنا، وإما مسار نحو المجهول وفيه خراب ودمار للجميع». واضاف: «نحن كجزء من هذا الشعب حسمنا خيارنا بان نسير مع شعبنا في الطريق الاول ومن لا يريد ان يسير معنا فليسلك طريقه الى الجحيم». وعند افتتاح الاجتماع، انشد المشاركون النشيد الوطني السوري ووقفوا دقيقة صمت ترحما على «الشهداء المدنيين والعسكريين» الذين سقطوا منذ بداية حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الاسد في 15 مارس. من جهته حذر المعارض السوري ميشال كيلو خلال افتتاح الاجتماع من ان الحل الامني للازمة «يؤدي الى تدمير سوريا». وقال ميشال كيلو: ان «الحل الامني يؤدي الى تدمير سوريا» مضيفا «يجب ايقاف الحل الامني الذي يعبر عن عقلية ستأخذ البلد إلى أزمة لن تخرج منها». واضاف: «الازمة تواجه بالعقل والتدابير والقوانين، الازمة في سوريا ازمة طويلة وعميقة ولا تحل بالامن والقمع لانها ليست ذات طبيعة امنية». وقال المحامي والحقوقي انور البني: إنها المرة الاولى منذ بداية الحركة الاحتجاجية التي يجتمع فيها معارضون علنا في دمشق، مشيرا الى ان الاجتماع «لن يشمل احزاب المعارضة». واحتج على الاجتماع معارضون خارج سوريا الذين اتهموا المشاركين فيه بانهم مسيرون من قبل النظام. وقبل بدء الاجتماع قال الصحافي والكاتب نبيل صالح: «من الواضح ان الذين اجتمعوا في انطاليا وبروكسل رددوا ما تنادي به الدول الغربية التي لا تعمل لمصلحة البلاد. معارضتنا معارضة وطنية بدون شك». واضاف: «حول الاصلاحات يجب ان نعطي مهلة زمنية لتطبيق الاصلاحات، فلا يمكن اصلاح امور مضى عليها عدة سنين في بضعة ايام. هناك من يريد تغييرا جذريا ومن يريد تغييرا جزئيا، ليست كل التغييرات جيدة، لا نريد التغيير لاجل التغيير، بل التغيير للافضل وليس الاسوأ». ومن بين الحاضرين بندر عبد الحمي (سينمائي) وسمير السعيفان (اقتصادي) ولؤي حسين وفايز سارة. وفي كلمة متلفزة في 20 من الجاري اقترح الرئيس الاسد حوارا وطنيا يفضي إلى تعديلات على الدستور او دستور جديد. لكنه رفض اجراء الاصلاحات في اجواء من الفوضى والتخريب مشيرا الى امكانية تعديل بعض مواد الدستور. من ناحية ثانية, اعلن ناشط حقوقي امس ان 400 طالب تم اعتقالهم اثناء حملة قامت بها القوات الامنية الاسبوع الماضي في مدينة حلب الجامعية، احيلوا الى القضاء بتهمة الشغب و»تحقير رئيس الدولة». وافاد رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان رديف مصطفى لوكالة فرانس برس « تم الاحد احالة 400 طالب ممن قامت الاجهزة الامنية في حلب باعتقالهم ضمن حملة امنية شنتها على مدينة حلب الجامعية الاسبوع الماضي وبخاصة مساء الخميس». واشار رئيس اللجنة الى ان «احالة الطلاب كانت بتهمة تظاهرات الشغب ومخالفة قانون التظاهر وتحقير رئيس الدولة واطلاق شعارات تؤثر على امن والسلامة الوطنية». وعلى صعيد الأزمة على تركيا يخشى البعض ان يؤدي تدفق اللاجئين السوريين لقيام القوات التركية بعمليات حدودية على مقربة من القوات السورية.واحتدت اللهجة التركية تجاه سوريا وطالبت الاسد علنا بالسير على طريق الاصلاح ووصفت حملته بالوحشية ولكن محللين يقولون ان انقرة لا زالت تأمل ان يغير الاسد موقفه. وقال دبلوماسي غربي على دراية بالمنظور التركي: يبدو الاتراك قلقين لغياب بدائل لنظام مستقر. وتابع ان افضل آمالهم -رغم انهم ليسوا سذجا- ان ينفذ الاسد بشكل ما اصلاحات ذات مغزى سعيا لانقاذ نفسه. وقال جاريث جنكينز وهو محلل امني في اسطنبول: ان الخوف من المجهول عامل رئيسي, وحزب العدالة والتنمية متحفظ جدا. يفضل التعامل مع الشيطان الذي يعرفه. وقد تقرر تركيا التخلي عن الاسد اذا ما انزلقت سوريا نحو حرب اهلية بين جماعات طائفية وعرقية. وكتب مراد يتكين رئيس تحرير صحيفة حريت اليومية في الاونة الاخيرة يشير البعد الاستراتيجي والسياسي الى أن الاستقرار في سوريا حيوي للاستقرار في الشرق الاوسط. ولكن هذا لا يعني دعم النظام الحالي بأي ثمن لأن الحكم البعثى لم يعد بوسعه توفير الاستقرار في ظل اصراره على سياسته الحالية. وقال جنكينز: ان اقامة منطقة عازلة في سوريا ينطوي على مخاطر في ظل مخاوف بعض الدول العربية من طموحات خارجية «عثمانية جديدة» للاتراك ولكنه ذكر ان انقرة ربما تضطر لاقامة المنطقة العازلة في حالة تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين.