بدأ الصيف في الوطن العربي بعد شتاء ساخن يمر لأول مرة على أنظمة عربية مثل القاهرة، وتونس واليمن وسوريا وليبيا، شتاء لم يتوقعه إلا الزعيم الفذ معمر القذافي، حين قال بعد يوم من فرار الرئيس التونسي: إن هذا الأخير هو أفضل للشعب التونسي، شتاء لم يمر على هذه العواصم التي لم يتغير بها شيء خلال ثلاثين عاما أو أكثر بما فيها صورة الرئيس الا ما ندر و بالتوريث. ** وفي لوس انجلوس حيث اكتب الآن، لا أجد ان العالم يعبأ بنا، فجميع محطات التلفزة الأمريكية لا تعرض ماذا يحدث في سوريا على سبيل المثال أو في صنعاء إلا محطة وحيدة تستعرض حياة رئيس عربي وصفته بالأهبل حكم شعبه أربعين عاما ولم يزل يحكم. أما الصفحات الأولى من الصحافة الأمريكية فهي منشغلة إما بقضية اقتصادية أو فضيحة مالية أو بتحركات البيت الأبيض وتحديدا حول أفغانستان والجنود الامريكيين هناك. في الخبر حين قلت لابنتي قبل السفر بيوم : إننا سنهرب من الطقس، قالت لي : بل الى حضارة أخرى، لكن علي أن أعود الى حاضرتي مهما طال السفر ، انه الوطن ، ففي المرة المقبلة علي أن أتحدث عن قضايانا من إسكان وبطالة وقرارات وانتخابات بلدية فاترة ** لا أحد مكترث لا بربيعنا العربي ولا في شتائنا الذي نعتقد انه ذهبي، لا أحد أصلا مهتم بنا، كل ما هنالك إعلام موجه من بعض الجاليات العربية والمسلمة يرهقون أنفسهم بإيضاح حقيقة الشعوب العربية ونضالها وقيمها التي تتطلع الى اللحاق بركب الثقافة العربية وتقف أمامها زعامات مخجلة في تاريخها، وزعامات ستتجه في يوم ما الى مزبلة التاريخ ولن يستذكرها أحد. ** وفي مطار مثل لوس انجلوس ليس هناك إغراء اكثر من ان تشاهد أفواج السياح القادمين الى مطار من الولايات المختلفة وبلدان أوروبا ومختلف بقاع العالم لتمضية اجازة في ولاية الأحلام والعودة منها الى أوطانهم مطمئنين الى مستقبل أبنائهم، إلا التعساء من الوطن العربي وبعض البلدان المملوءة بالخوف وانقلاب الحال، وفيما يغفو العالم على إشراقة مفعمة بالنشاط والجديد لحق المواطنة، نشرق في الشرق على طموحات فرد أو أحد أقاربه ينكلون بالبشر والعباد. ** وفي الخبر حين قلت لابنتي قبل السفر بيوم : إننا سنهرب من الطقس، قالت لي : بل الى حضارة أخرى، لكن علي أن أعود الى حاضرتي مهما طال السفر ، انه الوطن ، ففي المرة المقبلة علي أن أتحدث عن قضايانا من إسكان وبطالة وقرارات وانتخابات بلدية فاترة، وعن جهود ربيع سعودي آت يقوده عبد الله بن عبد العزيز، فيما كانت الشعوب العربية تناضل نحو ربيعها. كنا منشغلين في الداخل بقضايا ومعارك تنموية كبرى، أفسدها سلوك مشين من أقلية متهورة سجلت ولاءها في غفلة تاريخية لأجندة دول أخرى. ** اذا .. في الصيف ضيعنا طاسة العرب مع لبنها وفي الواقع المحلي خلطنا قضايانا باللبن من سياقة المرأة الى البطالة وبرنامج نطاقات. [email protected]