دافع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن خططه لبدء خفض حجم القوات الأمريكية في أفغانستان في مسعى لحشد التأييد لخطة الانسحاب وذلك خلال زيارة قام بها لقاعدة تابعة للجيش في ولاية نيويورك. أوباما يتحدث لجنود من فرقة ماونتين العاشرة « أ ف ب » وتمسك أوباما في حديثه الخميس أمام نحو 200 جندي بمسودة الخطة التي كشف عنها في خطاب يوم الأربعاء وتقضي بسحب عشرة الاف جندي أمريكي من أفغانستان هذا العام على ان يرتفع الرقم الى 33 ألفا بحلول نهاية الصيف القادم وهو ما اعتبره بعض المسؤولين العسكريين برنامجا زمنيا سريعا. وقال أوباما لجنود من فرقة ماونتين العاشرة الذين استمعوا في صمت معظم الوقت "تجاوزنا نقطة يمكننا ان نسحب فيها بعض قواتنا. لا نفعل ذلك بشكل مندفع. بل سنفعل ذلك بطريقة متوازنة لنضمن أن المكاسب التي شاركتم جميعا في تحقيقها تكون مكاسب مستدامة". و قال القادة العسكريون الأمريكيون الخميس: إن الرئيس باراك اوباما تجاهل نصائحهم بالقيام بانسحاب اقل حجما من افغانستان، محذرين من ان قراره ينطوي على مخاطر على المجهود الحربي. وأكد الجنرال ديفيد بترايوس والادميرال مايك مولن رئيس أركان الجيوش الأمريكية أن خطة أوباما لسحب 33 ألف جندي حتى نهاية الصيف المقبل "أوسع" مما أوصيا به. وردا على سؤال طرحه السناتور كارل ليفين عما إذا كان مستعدا للاستقالة بسبب سياسة الحرب، قال بترايوس: "لا أعتقد أنه مناسب لأي قائد التفكير بخطوة من هذا النوع ما لم يكن في وضع صعب جدا جدا". وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس: إنه يؤيد خطة أوباما لكنه أكد أن تراجع الدعم السياسي لحملة مكافحة التمرد كان عاملا أساسيا في اتخاذ هذا القرار. وأكد بترايوس أنه تلقى عدة رسائل الكترونية تفيد أن عليه الاستقالة احتجاجا على ذلك. وأضاف: "إنه قرار مهم ومعالجة أكثر جرأة مما يستطيع رئيس الأركان (مولن) و(قائد القيادة المركزية جيمس) ماتيس وأنا فعله بالتأكيد". وتابع: "إنه ليس أمرا يدعو إلى التخلي عن العمل العسكري او ما يشبه ذلك". ويعتبر كثيرون أن بترايوس الذي سيترك خلال أسابيع منصبه على رأس قيادة القوات التي تكافح تمرد طالبان في أفغانستان، ليتولى إدارة وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)، أنقذ الوضع في العراق. وتشكل شهادته في الكونغرس مصدرا إضافيا لليمينيين الذين ينتقدون أوباما على موافقته على انسحاب متسرع لأهداف سياسية قبل الانتخابات الرئاسية في 2012. وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، قال وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس: إنه يؤيد خطة أوباما لكنه أكد أن تراجع الدعم السياسي لحملة مكافحة التمرد كان عاملا أساسيا في اتخاذ هذا القرار. وأضاف غيتس: إن "فوائد وأضرار" سلسلة من الخيارات نوقشت في اجتماعات البيت الأبيض بما في ذلك "الوضع على الأرض في أفغانستان وكذلك الدعم السياسي هنا" داخل الولاياتالمتحدة. وأوضح أن بترايوس دعا إلى برنامج زمني أبطأ والإبقاء على مزيد من القوات في المكان في موسم القتال الصيف المقبل. وتابع غيتس: إن بترايوس "فضل على ما يبدو خيارات تمنح وقتا أطول"، بينما ذكرت صحف أن وزير الدفاع تولى التفاوض بشأن التسوية حول خطة خفض القوات في أفغانستان. من جهته، قال أعلى ضابط في الجيش الأمريكي مايك مولن إنه يؤيد قرار أوباما لكنه أوصى مبدئيا بانسحاب أصغر حجما. وأضاف: إن "قرارات الرئيس أكثر جرأة وتنطوي على مخاطر أكبر مما كنت مستعدا لقبوله".