أوضح فضيلة الشيخ خالد بن إبراهيم الصقعبي أن المتأمل لنصوص الوحيين يجد أن الشارع أولى جانب الأسرة عناية عظيمة يظهر ذلك حينما يتأمل المسلم التفصيل الوارد لأحكام الأسرة في كتاب الله تعالى كما في آيات الطلاق وآية النشوز وآية الإصلاح وغيرها في الوقت الذي أمر الله تعالى بالصلاة في كتابه وترك تفصيل ذلك للسنة المباركة. زواج المسيار سريه غامضة في العلاقة وأضاف الصقعبي بأن هذا لايعني أن هذا الجانب أهم من الصلاة ولكنه تأكيد على أهمية هذا الجانب. وقال: إنما قدمت بهذه المقدمة السريعة لأبين أهمية إيضاح مثل هذه الجوانب في حياتنا لاستخلاص حكم زواج المسيار من ناحية فقهية مجرد عن النظر إلى آثاره الاجتماعية خطأ محض كما أن النظر إلى هذا النوع من الزواج نظرة اجتماعية لايقل خطأ عن الأول إن لم يكن أشنع منه لذا كان الصواب هو المزج بين الأمرين . وبين بأنه كنظرة شرعية سريعة أن الزواج صحيح نظرا لاستكماله أركان النكاح على خلاف فقهي في هذا النوع من الزواج لكن من تأمل آثاره الاجتماعية لا يمكن لمن لديه أدنى عقل أن يطلق عليه لفظ الجواز بإطلاق ولكن لابد من تقييده . وشدد الشيخ خالد على أننا إذا نظرنا إلى هذا الزواج نجد أنه لا تنبني عليه المقاصد الشرعية من الزواج كالاستقرار والولد والسكن ونحو ذلك من مقاصد النكاح فكيف إذا انضاف إلى ذلك التغرير بالمؤمنات ابتداء من تلك المكالمات الآثمة قبل الزواج لأن غالب تلك الزواجات إنما تتم في بداياتها عن طريق المرأة دون علم أوليائها وهذا الباب احتاج معه إلى وقفات طويلة نظرا لما يرد إليّ من مآس . ثم إننا لو تأملنا هذا النوع من الزواج لوجدنا أن حقيقته هو الزواج بنية الطلاق حتى وإن سماه البعض بزواج المسيار فإن المسميات لا تغير من الحقائق شيئا والزواج بنية الطلاق محرم وأقل أحواله الغش والخديعة للمرأة وقد يقول قائل: كيف يكون زواج المسيار كناحية شرعية جائزا ثم يقال بالمنع منه؟ والجواب عن هذا ماتقدم ذكره من الآثار الاجتماعية السيئة المبنية على هذا النوع من الزواج .