دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في افتتاح منتدى المستقبل في الدوحة، قادة الدول العربية الى الاصلاح محذرة من ان التطرف يمكن ان "يملأ الفراغ". وقالت كلينتون امام المنتدى الذي يضم ممثلي الحكومات والمجتمع المدني في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا الى جانب دول مجموعة الثماني، ان شعوب المنطقة "سئمت من المؤسسات الفاسدة" والسياسات "الراكدة". ونوهت بالنمو الاجتماعي والاقتصادي في دول الخليج التي زارتها في الايام الاخيرة. وقالت ان "الشرق الاوسط الديناميكي يجب ان يتعزز على اسس اصلب ويتجذر وينمو في كل انحاء" المنطقة. وقالت ان "الذين يتمسكون بالوضع الراهن كما هو قد يتمكنون من الصمود امام مجمل مشاكل بلدانهم لفترة قصيرة ولكن ليس للابد". واعتبرت أن "آخرين سيملأون الفراغ" اذا ما فشل القادة في اعطاء رؤية ايجابية "للشباب وسبل حقيقية للمشاركة". وبالنسبة للمجتمع المدني، قالت كلينتون "آن الاوان ليتم النظر الى المجتمع المدني على انه شريك وليس خطرا". والمنتدى الذي اطلق في 2004 بمبادرة اميركية عبر مجموعة الثماني يهدف الى ايجاد حوار بين المجتمع المدني والحكومات وقطاع الاعمال الخاص في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وبالرغم من اطلاقه في خضم الحرب على الارهاب واجتياح العراق وارتباطه الوثيق بادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، قررت دول مجموعة الثماني ودول المنطقة الابقاء على المنتدى، وهو سينظم في الدورة المقبلة في الكويت، برئاسة مشتركة بين الكويت وفرنسا. وتتمثل 120 منظمة من المجتمع المدني العربي في المنتدى. وقال مشاركون في جلسة مفتوحة مع كلينتون ونظيرها البحريني الشيخ خالد بن احمد ال خليفة ان هناك "مراجعة حقيقية تتم حاليا لمنتدى المستقبل" وامكانية استمراره. وقال الناشط والاعلامي التونسي صلاح الدين الجورشي الذي مثل المجتمع المدني في الحوار مع كلينتون والشيخ خالد، "هناك انقسام حاد في المجتمع المدني" حيال المنتدى. واضاف ان "جزءا كبيرا يقول ان لا جدوى منه"، خصوصا ان "الحصيلة ضعيفة وضعيفة جدا على المستوى العملي" مشيرا الى عددا من المنظمات تنسحب من المنتدى.