دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس قادة الدول العربية الى الاصلاح محذرة من ان التطرف يمكن ان "يملأ الفراغ". وقالت كلينتون، في لهجة غير مسبوقة امام منتدى عالمي تستضيفه الدوحة من بينهم حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة، امام المنتدى الذي يضم ممثلي الحكومات والمجتمع المدني في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا الى جانب دول مجموعة الثماني، ان شعوب المنطقة "سئموا من المؤسسات الفاسدة" والسياسات "الراكدة" مقابل تراجع الثروات المائية والنفطية على حد قولها. وحذرت كلينتون في افتتاح منتدى المستقبل في الدوحة، من ان "دولا قليلة جدا" في المنطقة "لديها خطط" للتعامل من الرؤية المستقبلية القاتمة واعتبرت ان في "اماكن كثيرة من المنطقة، تغرق الاسس في الرمال". ونوهت بالنمو الاجتماعي والاقتصادي في دول الخليج التي زارتها في الايام الاخيرة. وقالت ان "الشرق الاوسط الجديد والديناميكي يجب ان يتعزز على اسس اصلب ويتجذر وينمو في كل انحاء المنطقة". وقالت ان "الذين يتمسكون بالوضع الراهن كما هو قد يتمكنون من الصمود امام مجمل مشاكل بلدانهم لفترة قصيرة ولكن ليس للابد". وبحسب كلينتون فان "آخرين سيملاون الفراغ" اذا ما فشل القادة في اعطاء رؤية ايجابية "للشباب وسبل حقيقية للمشاركة". واعتبرت ان "العناصر المتطرفة والمجموعات الارهابية والجهات الاخرى التي تتغذى من الفقر واليأس، موجودة على الارض وتنافس على النفوذ (...) لذا انها لحظة دقيقة واختبار للقيادة بالنسبة لنا جميعا". ودعت كلينتون الدول العربية الى محاربة الفساد الذي قالت انه يصعب على المستثمرين الخارجيين الاستثمار في المنطقة. كما قالت ان دول مجموعة الثماني مستعدة للتعامل مع اي دول في المنطقة تحرر اقتصادها وتخلق فرصا اقتصادية. وبالنسبة للمجتمع المدني، قالت كلينتون "آن الاوان قد آن ليتم النظر الى المجتمع المدني على انه شريك وليس خطرا". وكانت كلمات كلينتون التي تختتم جولة استغرقت خمسة أيام في منطقة الخليج شديدة اللهجة خلال تجمع لزعماء المنطقة في قطر وقالت ان عددا كبيرا من حكومات الشرق الاوسط لا تلحق بركب التغيرات السكانية والسياسية. وأضافت كلينتون أن رحلتها كشفت الكثير من مؤشرات الامل في وجود شرق أوسط جديد وخلاق مشيرة الى مشاريع الطاقة النظيفة في دولة الامارات العربية المتحدة واشراك الشبان في العملية السياسية باليمن باعتبارها مؤشرات أمل في مستقبل جديد. لكنها قالت ان التقدم متفرق وليس كافيا لانقاذ حكومات المنطقة والكثير منها "غير ديمقراطي ويواجه خطرا متزايدا من حركات التطرف الاسلامي"، على حد تعبيرها. وقالت كلينتون لممثلي الحكومات وقطاع الاعمال والمجتمع المدني في (منتدى المستقبل) "من يتمسكون بالوضع الراهن قد يتمكنون من اخفاء الاثر الكامل لمشاكل بلدانهم لفترة قصيرة لكن ليس للابد." ومضت تقول "اذا لم يقدم الزعماء رؤية ايجابية ويمنحوا الشبان سبلا ذات معنى للمساهمة فان اخرين سيملاون هذا الفراغ. عناصر متطرفة.. جماعات ارهابية وغيرها والتي تستغل اليأس والفقر الموجودين بالفعل...وتتنافس على النفوذ". ويشار الى ان منتدى المستقبل في الدوحة الذي اطلق عام 2004 بمبادرة اميركية عبر مجموعة الثماني يهدف الى ايجاد حوار بين المجتمع المدني والحكومات وقطاع الاعمال الخاص في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.