في الوقت الذي أنعش فيه القرار الملكي، القاضي بتأنيث وظائف محال الملابس النسائية، آمال النساء السعوديات الباحثات عن عمل، في أن يجدن ما يبحثن عنه، كشف رجال عن توجساتهم من ألا تكون هناك آلية محكمة، تصاحب تطبيق القرار، بشكل يضمن للمرأة السعودية العاملة حقوقها، ويصون كرامتها، متفقين على أن تأنيث محال الملابس النسائية، تأخر كثيراً عن موعده.النساء اللائي امتدحن القرار، طالبن بالمزيد من القرارات المماثلة، التي تفتح للمرأة السعودية مجال العمل في الكثير من الدوائر الحكومية، وكذلك القطاع الخاص، مؤكدات أن المرأة السعودية، مازالت تنتظر فرصتها لإثبات نفسها في بيئة العمل.. تأنيث المحال النسائية يوفر آلاف الوظائف للسعوديات قلة الحيلة وبلغت فرحة السعوديات بمحافظة الأحساء بالقرار، ذروتها، خاصة اللاتي يعانين من ضيق ذات اليد، وقلة الحيلة ويحملن مسئوليات جساماً، ممن لم يحالفهن الحظ باتمام تعليمهن الجامعي، حيث عبرن عن سعادتهن الغامرة بهذا القرار الذي جاء في الوقت المناسب ليفتح لهن أبواب الرزق، ويرفع عنهن حرج الحاجة، بالإضافة إلى أنه فرصة كبيرة لسد فراغ الفتيات اللاتي لم يحالفهن الحظ، حتى الآن بالدخول لقفص الزوجية، كما سيفعل دور المرأة في المجتمع، ويتيح المجال للاستفادة من تلك الطاقات المهدرة، كما أعربت أخريات عن سعادتهن بهذا القرار الذي سيمنح النساء فرصة التسوق وشراء مستلزماتهن النسائية بأريحية وبدون أي حرج، ووجهن جميعا رسالة شكرٌ و عرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله على ما قدمه و يقدمه لهذا الشعب الذي يدين له بالحب و الولاء لإحساسه العالي والإنساني بالصغير والكبير من أفراد شعبه رعاه الله، معربين عن امتنانهن له لما قدمه و يقدمه من دعم و مساندة و تعزيز لدور المرأة السعودية منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد حفظه الله. القرار الملكي وذكرت فادية الراشد، رئيسة اللجنة النسائية في الغرفة التجارية الصناعية بالأحساء بأن «صدور القرار الملكي بتأنيث مهن بيع المستلزمات النسائية يدل على ثقته حفظه الله في قدرات المرأة وإيمانه بأهمية دورها كشريك حيوي في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتوطين الوظائف، كما أنه يحترم المرأة ويحفظ كرامتها ويفتح المجال لشريحة كبيرة من الطاقات النسائية المعطلة لتأخذ دورها»، مضيفة «لكن لنجاح ما هدف إليه الملك، يجب عمل برامج تدريبية مكثفة وسريعة للفتيات لإكسابهن المهارات المطلوبة قبل إدماجهن في سوق العمل». تأنيث المحلات النسائية سيفتح أبواب عمل جديدة للفتيات خاصة ممن لم يحالفهن الحظ لإتمام تعليمهن العالي، ممن لم يتزوجن بعد أزمة الفراغ وأكدت نوران السعيد الحاصلة على الثانوية العامة منذ سبع سنوات «سأكون أول المسجلات، فالعمل بالنسبة لي حلم لطالما تمنيته لأحل به أزمة الفراغ و الملل والحاجة التي أعيشها منذ تخرجي ووفاة والدتي، التي لحقت بوالدي، لأقيم مع أخي الذي يعيل زوجة وثمانية أبناء غيري»، ووجهت العبدالله شكرها الجزيل لهذه «المبادرة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين التي تنم عن حب كبير لهذا الشعب الذي يحبه الله، ولهذا وهبه حاكما مثل الملك عبد الله بن عبد العزيز أطال الله في عمره وأبقاه ذخراً لشعبه ولكل مسلم على وجه هذه الأرض». التعليم العالي وأضافت أمجاد العمر أن «تأنيث المحلات النسائية سيفتح أبواب عمل جديدة للفتيات خاصة ممن لم يحالفهن الحظ لإتمام تعليمهن العالي، ممن لم يتزوجن بعد أو اللاتي تزوجن ولكن أزواجهن ضعاف الحال ورواتبهن ضئيلة ويحتاجون لتحسين دخلهم ومساندة زوجاتهن لهم تماما مثل حالتها، وتسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ويرعاه على ما قدمه لشعبه، فهو بحق اليد الحانية التي تمسح عنا جميعاً هم الحاجة». المبادرة الملكية وتذهب أيمان الحمد إلى أن «هذه المبادرة الملكية لتأنيث المحلات النسائية، تعتبر بحق باب فرج للعديد من السيدات اللاتي يجدن حرجا في التعامل مع الجنس الآخر خاصة ممن لم تساعدهن ظروفهن الاجتماعية على كثرة التردد على الأسواق، كما أن التعامل مع النساء في البيع والشراء سيمنح الفرصة للسيدات لاستشارة البائعات فيما يناسبهن وتعتقد أن النساء سيسجلن حضوراً كبيراً ونجاحاً باهراً في هذه المهنة لأنها ليست جديدة عليهن، فلطالما مارسنها منذ القدم وهن أمهر من الرجال في الإقناع و التسويق». بيئة العمل وفي صفوف الرجال، نجد أن ردود أفعالهم حيال القرار متفاوتة ما بين مؤيد ومتوجس من أن يستغل القرار في أشياء تضر بالمرأة، ففي الوقت الذي أيد فيه عمر الحمد وأحمد عيسى القرار، نجد آخرين يشددون على تطبيق القرار بآلية معينة، تحفظ للمرأة السعودية كرامتها في بيئة العمل.ويرى أبوعبدالله أنه «من العيب أن تقف المرأة أمام بائع رجل، وتطلب منه ملابس خاصة»، مضيفاً «حتى نحن الرجال، نخجل أن ندخل هذه المحلات، نشتري ملابس لنسائنا، والحل لهذه المشكلة بسيط جداً، هو توفير محلات خاصة للنساء، يقوم بالبيع فيها نساء، سواء سعوديات أو غير ذلك، ويكون الزجاج عازلا للخارج، كي لا يستطيع أي رجل رؤية ما في داخل المحل، ويمنع دخول الرجال»، مشدداً على «أهمية أن تكون هناك رقابة على المحل من قبل النساء العاملات مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتجنب المشكلات التي تنشأ داخل في المحل». رجل متزوج وذكر عبد العزيز البوعبيد: «من وجهة نظري، في بعض الأحيان لا بد من وجود أشخاص يبيعون في محلات النساء، ولكن هناك ملاحظة مهمة، وهي لو أن هناك رجلا متزوجا، ويريد أن يهدي زوجته ملابس نسائية، ماذا يفعل في حال عدم دخول الرجال لهذا المكان، في هذه الحالة, لا توجد أي مفاجآت زوجية»، مضيفاً «ولابد من تدارك هذا الأمر، مع الوضع في الاعتبار أن هناك مقيمين، يريدون شراء هذه النوعية من الملابس لقريباتهم في بلدانهم عند التمتع بإجازة، الأمر الذي قد يفقد هذه المحال مكاسب كبيرة».