منطقة الحدود الشمالية تشغل مساحة حوالي 8% من مساحة بلادنا الغالية، ويقطنها قرابة 400 ألف نسمة، وتتكئ هذه المنطقة على تاريخ كبير وعريق متمثلا في منازل درب زبيدة التي تقطع أراضيها والذي اهتمت به السيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد الخليفة العباسي والذي مازالت آثاره باقية إلى وقتنا الحاضر فيما يبلغ عدد محطاته في محافظة رفحاء 12 محطة تشمل برك وقلاع وآبار وقصور، جانب من درب الحج في محافظة رفحاء وكثير منها مازال محتفظا بمعالمه الأثرية غير أنها لم تحظ بالاهتمام من قبل هيئة السياحة والآثار .. فلا حماية تذكر ولا صيانة ولا حتى لوحات إرشادية، هذا ما يراه العديد من سكان المنطقة عموما ومحافظة رفحاء على وجه الخصوص، وحول موضوعنا يقول إبراهيم الرشيد :" المنطقة غنية بالآثار التاريخية التي مازالت شاهدا على عصور ماضية وتستحق أن تلتفت لها الهيئة العليا للتنشيط السياحي كونها تحتضن فيها أشهر الآثار التاريخية وهو درب زبيدة، ومن المعالم الأثرية في المنطقة قصر الإمارة التاريخي في لينة والذي تم بناؤه في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه في فترة توليه مقاليد الحكم كما تم ترميمه قبل عامين تقريبا بتكلفة وصلت 4 ملايين ريال، ويشغل القصر مساحة لا بأس بها إذ تزيد مساحته عن 3000 متر مربع في وسط لينة والتي تبعد عن محافظة رفحاء مسافة 105 كم باتجاه الجنوب على الطريق الرابط بين مدينة حائل ورفحاء"، ومن جهته يؤكد حمد الجرواني ما جاء به مواطنه الرشيد ويضيف :" للمنطقة أهمية كبرى تكمن في موقعها الاستراتيجي في الحدود مع الأردن والعراق حيث تخترقها الطريق الدولي الرابط بين بلاد الشام والمنطقة الشرقية والوسطى، فالمنطقة بمدنها ومحافظاتها بدءا من الشعبة ورفحاء والعويقيلة وعرعر وطريف محط رجل المسافرين عبر هذا الطريق والذي تقع عليه العديد من الفنادق والشقق المفروشة والاستراحات والتي تحتاج لتنظيم واهتمام من قبل الهيئة العليا للتنشيط السياحي، واهتمام الهيئة بذلك سوف يكون العامل الرئيس لجذب السياح للمنطقة بإحياء تراثنا العريق"، وحول محور الموضوع يضيف المواطن سلطان عقاب الشمري قائلا :" من الأمور المهمة في المنطقة أنها مازالت بطبيعتها البكر فهي تحوي تنوعا في الطبيعة مابين سهول وجبال ودحول وكثبان رملية وأودية للطلح وفياض السدر، ولو استغلت في مجالات السياحة وخاصة في فصول الربيع والشتاء في مجالات الألعاب الصحراوية والتنزه، وللمنطقة جاذبية من قبل قناصي الطيور والحباري والأرانب والصقور لأن أراضيها مفضلة لدى الطيور المهاجرة وبخاصة طيور الحبارى والصقور، وهنا أناشد الهيئة بأن تؤدي دورها في تطوير المنطقة سياحيا وأن تجعل لها نصيبا من برامجها السياحية وميزانياتها السنوية ".