يعتبر "درب زبيدة" من أشهر المعالم الإسلامية على الإطلاق، ومن أهم الطرق الصحراوية البرية الحيوية في العصر العباسي، والذي ينسب للسيدة "زبيدة" بنت جعفر الأكبر بن أبي جعفر المنصور، زوج الخليفة العباسي الخامس هارون الرشيد، ويعاني هذا الطريق الذي يمتد من الكوفة بالعراق، مروراً بشمال السعودية (7 كيلو متر شرق محافظة رفحاء) ثم وسطها إلى أن يصل إلى الأماكن المقدسة في المدينةالمنورة ثم مكةالمكرمة، من الإهمال حيث يعيش مرحلة احتضار حقيقية، باندثار معالمه، على الرغم من أن بعض السيارات لا تزال تسلكه إلا أنه يخيل للمارة أنه طريق صحراوي، وليس معلماً إسلامياً شهيراً، لعدم وجود لوحات تشير إليه. الوضع الحالي للدرب ورغم شهرته وأهميته منذ العصر العباسي إلا أن الوضع الحالي لهذا الدرب والبرك والحصون الواقعة عليه لا يسر أبداً، في الوقت الذي كانت تحتضن سابقاً النشاط التجاري المتبادل بين المناطق الواقعة عليه، وكان لهذا الدرب دور في إثراء الثقافات والعادات العربية وطريقاً ومعلماً مشهوراً للحج. ويطالب الكثير من المواطنين بتجديد هذا المعلم الأثري الإسلامي التاريخي، والاستفادة منه حيث يحتاج هذه الدرب والبرك والحصون إلى ترميم كامل، من خلال تنظيف ما بداخلها من كثبان رملية، وإعادة إعمارها مرة أخرى، لخدمة التاريخ من جهة، ولحماية آثار عظيمة من الاندثار من جهة أخرى، كما أكد عدد من المواطنين ورجال الأعمال، أهمية فتح منفذ حدودي على هذا الطريق، حيث سيكون من المنافذ المميزة والمختصرة بالنسبة للمملكة والعراق، من الناحية الاقتصادية سواء من ناحية الاستيراد أو التصدير وكذلك الحركة السياحية، إلى جانب استقبال حجاج العراق وإيران وتركيا وغيرها من الدول، كما أن "محافظة رفحاء" تعتبر مركزاً تجارياً نشطاً للمنطقة الشمالية، لموقعها الجغرافي المهم، فهي تقع على الطريق الدولي وتتوسط مدن المنطقة، إضافةً إلى قربها من الحدود العراقية (35 كيلو متر). المسافة قليلة وتشير المصادر إلى أن المسافة المتبقية بين "الطريق المسفلت" القادم من الأراضي العراقية ونظيره القادم من الأراضي السعودية لا يتعدى كيلومترات قليلة، ليرتبط الطريقان بطريق الشمال الدولي، الذي يربط دول مجلس التعاون الخليجي مع بلاد الشام والأردن ولبنان وتركيا، وحتى غرب أوروبا، وكذلك بالطريق المختصر الذي يربط منطقة الحدود الشمالية بمنطقة حائل، ثم المدينةالمنورةومكةالمكرمة ومنطقة القصيم، ومنها إلى العاصمة الرياض. فالكل يتمنى إعادة الحياة لطريق "درب زبيدة" الذي أنشئ في عهد أمير المؤمنين هارون الرشيد، وإعادة تأهيله والاهتمام به، ليكون معلماً سياحياً مهماً. يذكر أنه يقع على "درب زبيدة" برك وحصون وقلاع كانت تستخدم لتأمين الحجاج، ومن البرك الأثرية الشهيرة "بركة الظفيري" والتي تعتبر أولى محطات الدرب في الحدود السعودية، وتقع شمال المحافظة بالقرب من الحدود السعودية العراقية، وثاني محطاته هي "بركة العمياء" ويليهن "بركة الجميماء" الواقعة بالقرب من محافظة رفحاء، بالإضافة إلى "بركة الثليماء"، وهناك برك "زبالا" التي تهدمت أطرافها ودفنت بالتراب، وعليها لوحات قديمة لا ترى كتابتها مثل: "بركة الشاحوف" و"أم العصافير" و"الشيحيات" و"حصن زبالا" التي تكاد تختفي معالمه الأثرية.