العاشرة صباحاً: سألت عن مدير مركز الشرطة ، قالوا في اجتماع ، غريبة! تحدثت مع ثلاثة رجال أمن يجلسون في مكتب السكرتارية: أريد أن أدخل لأستشيره! قال أحدهم برتبة جندي: اذهب لرئيس التحقيق. ذهبت. وجدت عنده ثلاثة أشخاص: فلبيني يبدو عليه مظاهر غير طبيعية، عربي معه ورقة ، وسعودي. جلست، غيرت مكاني نتيجة هواء التكييف، دخل النقيب بدر، جلس، أخذ ورقة من العربي ووقعها، خرج وخرج معه الفلبيني وجلست على مقعده أمام المكتب. السعودي كان يريد إخراج أخيه من التوقيف وقال للضابط لكي لا أفهم الحكاية: قبضتم عليه في حالة غير طبيعية (تذكرت نومي البارحة ) وأريد إخراجه إلى مستشفى الأمل (نسيت منوم البارحة) ! أشار عليه أن يكفله ويخرجه وحاول الشاب الذي قال إنه مشرف طلابي التهرب لكنه استسلم. حين خرج ، غيرت كرسيي وجلست مكانه لنفس السبب السابق. حكيت له حكاية المقاول الذي استلم دفعات العقد وهرب ولم يكمل العمل. قال لي: اذهب ل ( عبدالرزاق ) وهو متخصص في هذه القضايا. وصف لي المكتب ( أول سيب يمين ، آخر السيب ، أول مكتب بعدها على اليسار )،كان عبدالرزاق وحيداً أمام ملفات وقلت له: إن المسافة بيننا لا تسمح للحديث بوضوح. طلب مني أن أتحدث وشرحت له الأمر . سألني: أوراقك موجودة؟ صحيح ، لكنني أريد أن أنهي الأمر بأسرع وقت ممكن ( البيت أصبح مكب نفايات والمقاول لا يرد ومنقطع عن العمل وعائلتي أخرجتها لهذه الأسباب ، وكامل مستحقاته المالية استلمها وفوقها أكثر)! سألته عن الإجراء : نستدعيه، ثم نستدعيه ، ثم نستدعيه وإن لم يحضر نحيل الأمر للمحكمة! الاستدعاء والمحكمة كم يأخذ هذا الإجراء؟ حسب إفادة عبدالرزاق الذي ابتسم وحسب ما أعرف وحسب إرادة الله (سنة سنتين)! خرجت منه بعد أن قلت له: إنني أريد حلا عاجلاً ، قال لي: ( قابل المدير ) و ... عدت لمكتب المدير، سألت الجندي النحيل الجديد الواقف ال ... المدير؟ قال لي (خلاص صلاة)، كان المؤذن يستنشق وقتها في دورة مياه بيته. طلبت منه أن أقابله لخمس دقائق وكرر أن المدير ( يتوضأ) تعال بعد الصلاة. قلت له: إن ورائي عملا وأطفالا، وتذكرت البيت، وأعطاني ظهره. أعطيته ظهري وخرجت. لكي أعود لأسكن ببيتي وتعود عائلتي ويلتزم المقاول وصاحب المؤسسة السعودي الذي اشترى بيتا في جدة ومزرعة على طريق الدلم، أحتاج إلى سنتين، رغم أن كامل حقوق صاحب البيت في الرياض وبيت جدة ومزرعة الدلم أصبحت في حسابه. الرجل يعرف أن عدم وجود نظام يحميني في صالحه لذا تركني أركب أعلى ما في خيلي . وأنا لا يوجد لدي إلا حمار و ...سلَف. لكي أعود علي أن أنتظر وضوء المدير، ونحنحة المدير، .... كاتب العدل، ومشاوير المحكمة ، وطوابير شارع الديرة والوقوف بالممرات ، ومواعيد مؤجلة ، وجلسات استماع وحكايات ناس لا أعرفهم، عليهم أن ينجبوا ويتكاثروا ، وعليهم أن يذهبوا للعمل ويحتملوا كل هذه الفوضى والقهر ، عليهم أن ...... لا أستطيع أن أكتب هذه الكلمة! عدت للبيت بكراهية لهذا العالم ، كراهية كبيرة ومتسعة. هكذا قال المواطن الذي لا يريد ذكر اسمه أبداً. [email protected]