أتمنى أن يكون الموظف متميزا فعلا بناء على لباقته، وحسن تعامله، ومقابلته للجمهور، لا أن يكون تميزه بناء على إجادته للحاسب الآلي الذي من المفترض أن يجيده قبل أن يتم وضعه لخدمتي! مررت بالأحوال المدنية، في مدينة الدمام، وفي نفسي أقول، لعل الله يلم شملي، ببطاقة الهوية الوطنية الجديدة، التي تحتاج للذهاب لمصدرها لمدة أسبوعين، ومن ثم تمكث في حاسوب مدير الاستقبال أسبوعين آخرين لأني فقدت البطاقة القديمة، وهذا بمثابة الإعلان عنها، وبعد ذلك تذهب للرياض لمدة أسبوعين، ليصبح المجموع ستة أسابيع. وأثناء تجوالي داخل أروقة أحوال الدمام وجدت ثلاث لوحات موضوعا عليها أسماء ثلاثة موظفين متميزين لهذا العام. صرخ في مخيلتي الفنان فايز المالكي وقال لي: (معقولة !) أحد هؤلاء الموظفين (المتميزين)، يتأفف من المراجعين، حتى أني أصبحت أدقق في وجه كل مراجع، لأتأكد من عدم وجود عيب خلقي في وجهه، يجعل ذلك الموظف يتأفف بتلك الطريقة!. ولا أدري بناء على ماذا،أو كيف، أو متى، أصبح ذلك الموظف متميزًا ؟!. هل التميز يكون بناء على معايير معينة، وعلى مقدار خدمة الموظف للجمهور والمراجعين، وابتسامته لهم، وتسهيل أمورهم ؟، أم أنه اعتباطي، بناء على عدد مرات التأفف في وجوه المراجعين؟. المضحك في الأمر أن أسفل لوحة التميز التي تظهر فيها صورة الموظف، معايير التميز التي وضعتها الإدارة، منها عبارة تقول : (أجدت استخدام الحاسب الآلي)! فتردد صوت في أعماقي يقول: لزوم نبلغ الشيخ بالسالفة! سؤالي : هل نحن في العصر الجوراسي ، بحيث يكون هنالك موظف في دائرة حكومية لب عملها يرتكز على استخدام الحاسب الآلي، تميز لأنه( يجيد ) استخدام الحاسب ؟!. إن كان الجواب: نعم، فتلك مصيبة، وإن كان: لا، فالمصيبة أعظم. وأتمنى أن يكون الموظف متميزا فعلا بناء على لباقته، وحسن تعامله، ومقابلته للجمهور، لا أن يكون تميزه بناء على إجادته للحاسب الآلي الذي من المفترض أن يجيده قبل أن يتم وضعه لخدمتي!