يبدو أنه مع كثرة أسفاره لم ينتبه لتاريخ فصل التيار عن منزله بسبب صدور الفاتورة، أو لعله يعلم تاريخ الفصل ؛ لكنه تأخر عن السداد، وتقاعس .. ليس هذا موضوعنا؛ وإنما الموضوع بقاؤه، وأولاده يصارعون الحر، ويسبحون في لجج الظلام جراء فصل التيار أكثر من أربع عشرة ساعة منها عشر ساعات تقريبا بعد السداد. اتصل المشترك مرّات، وكرّات بالرقم (933) لكنه لم يحظ بحل عاجل، ومسؤول، ولم يسمع سببا مقنعا معقولا في تلك الليلة السوداء سوى «مالك إلا طيبة الخاطر » الكلمة الشاعرية التي طالما شنّفت أذنه، ورددها موظفو طوارئ شركة الكهرباء في تلك الليلة الطارئة على اختلاف أصواتهم، وأسمائهم، وصفاتهم الإدارية ما جعله يحبط أكثر مما هو محبط، ويستيقن مع يقينه أنها الحل الطارئ لدى الشركة، والدرس النظري الجماعي الذي تعلمه موظفو الطوارئ لتهدئة الحلقة الأضعف (المشترك) حتى يفتح الله له والله خير الفاتحين. في المثل القديم قالوا : «حشفاً ، وسوء كيلة» أي : نوعٌ رديء، ووزنٌ مغشوش منقوص .. وهو ما ينطبق تماما على شركاتنا الخدمية التي دائما تلهث مسعورة وراء جلب أموال العامة، وعادة تكون في حالة الاستعداد للانقضاض على مشتركيهم الصغار ( الفريسة الأسهل ) وطرفها لا يرتد عنهم برهة ؛ وكأنها أقسمت يمينا مغلظة ألا تذوق طيب المنام ما لم تستغلهم، وتتبنى مصروفاتهم، وتديرها نيابة عنهم دون أن تتكلّف أمرا فتقدم مقابل ما أخذت منهم، أو قل مقابل جزء يسير مما تأخذه منهم خدمة مريحة مسئولة. وبعد روحة، وجيئة، وأخذ، ورد، وتلويح، وتصريح، والتماس، وتخويف، وحرب، وسلم، يرقب المشترك (المنهك) بصيص نور حين تعاطف معه موظف ما بعد استجداء، واستعطاف، واسترحام فمنحه رقم مسئول صغير مختص أجرى الله على هاتفه نصرا عاجلا لمواطن عاش ليلة نابغية مأساوية لم تنته أحداثها، أو تندمل جراحها الباقية إلا عند تمام الساعة الثالثة فجرا عندما حضر موظف مهذار متأفف بمفتاحه الصغير ليدير قفل الكهرباء من زاوية ال : off إلى زاوية ال : on، فتدور معه الأنظار المرتقبة ناحية الضوء الذي أشعل فرحة الأطفال الممزوجة بالخوف، والوجل باشتعال نوره، وإضاءته .. والحمد لله الذي لا يحمد على نعمة، أو مكروه سواه . شركة الكهرباء شركة حالها كحال بعض الشركات الخدمية التي تستنزف جيوب الناس، وتقضي على دخولهم اليومية دون أن تقدم لهم أدنى درجات الخدمة الواجبة، ناهيكم عن بذلها لتقديم أقل مراتب الجودة ؛ هذا هو الرأي السائد، وإن كان بعض العامة لديهم القناعة الكافية بأن شركة الكهرباء فاقت مثيلاتها بإبرة البنج اللفظية «مالك إلا طيبة الخاطر » التي يُسمعها موظفوها للمشتركين، ويكررونها على مسامعهم التي سرعان ما تستدعي غيظ المشترك في مكالمته الثانية ، أو الثالثة لربما، وتجعل أعصابه في تحفز دائم، ومستمر ، وهنا تحديدا يتجلّى للمتابع أمر ، وهو : أن شركاتنا الخدمية لا تحسن صنعا سوى صفصفة الكلمات الاستخفافية المفضوحة الممجوجة التي تجلب عليها حنق العميل، وغضبه الدائمين دوام خدماتها المتدنية. في المثل القديم قالوا : «حشفاً ، وسوء كيلة» أي : نوعٌ رديء، ووزنٌ مغشوش منقوص، وهو ما ينطبق تماما على شركاتنا الخدمية التي دائما تلهث مسعورة وراء جلب أموال العامة، وعادة تكون في حالة الاستعداد للانقضاض على مشتركيهم الصغار «الفريسة الأسهل» وطرفها لا يرتد عنهم برهة ؛ وكأنها أقسمت يمينا مغلظة ألا تذوق طيب المنام ما لم تستغلهم، وتتبنى مصروفاتهم، وتديرها نيابة عنهم دون أن تتكلّف أمرا فتقدم مقابل ما أخذت منهم، أو قل مقابل جزء يسير مما تأخذه منهم خدمة مريحة مسئولة. والسؤال هنا هو : هل تقدم شركة الكهرباء وغيرها من الشركات الخدمية خدماتها بالجودة المطلوبة ؟! وهل تعي تلك الشركات المسئولية الإنسانية المناطة ؟! ثم هل ستحظى تلك الشركات بمحاكمة منصفة عادلة إن هي تعدّت ، وأخطأت في حق الفرد ، ووقته ، وماله. كان الله في عون مشتركي تلك الشركات .. ودمتم أيها القراء الأعزاء بخير. [email protected]