كشفت القضايا المتتابعة في الرياضة السعودية خلال هذا الموسم الضعف الإداري الواضح في كل لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم ، فلم تكن القرارات الصادرة والتي تخص تلك القضايا حاسمة ، بل كانت مدعاة للجدل والاستنتاجات والطعن في مدى صحتها بسبب الضعف الواضح في فهم نصوص ولوائح الاتحادين السعودي والآسيوي والمنبثقة من لوائح الاتحاد الدولي (الفيفا) عندما تم سحب ثلاث نقاط من الرصيد النقطي للوحدة والتعاون لم يكن القرار مبنيا على نص قانوني أو لائحة محددة حتى ينتهي الحديث عن هذا الأمر في حينه ، بل على العكس تماما فالقرار أجج الشارع الرياضي وأثار لغط كبير حول صحة القرار من عدمها. والسؤال المهم هنا ما هو موقف الاتحاد السعودي عندما يأتي قرار من المحكمة الدولية يخالف قراره؟ وكذلك الأمر ينطبق على احتجاج الأهلي ضد الشباب في مشاركة لاعب الشباب عبدالعزيز السعران وهو موقوف من لجنة الانضباط في الاتحاد الآسيوي ست مباريات .. وكلا الناديين يملكان الحق فيما ذهبا إليه، الشباب لديه مستند قانوني من الأمانة العامة لاتحاد الكرة بتوقيع أمينها السابق قبل أن يقال والأهلي متمسك بنص اللائحة . وفي نهاية الأمر لا يكسب إلا القانون وهذا ما حدث مع الأهلي وأصبح فائزا بنتيجة اللقاء. كشفت القضايا المتتابعة في الرياضة السعودية خلال هذا الموسم الضعف الإداري الواضح في كل لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم ، فلم تكن القرارات الصادرة والتي تخص تلك القضايا حاسمة ، كل ما سبق يؤكد بأن هناك أزمة إدارية في لجان الاتحاد السعودي وربما لا يوجد من يقرأ اللوائح والقوانين إلا عند حدوث ما يستوجب ذلك ، لهذا نجد بأن ضعف القرار يوسع دائرة الجدال وكلها أمور تؤثر بشكل مباشر على مسيرة الكرة السعودية ، فغياب العمل الإداري المنظم المبني على فهم وتمكن يُفقد أي منضومة مهما بلغت أهميتها فرص النجاح. بشكل عام كل لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم لم تقم بأدوارها بالشكل المرضي خلال هذا الموسم ولم تكن النتائج ايجابية على ارض الواقع بالرغم من منحهم الصلاحيات الكاملة في اتخاذ القرارات من قَبل الرئيس العام لرعاية الشباب ،والحقيقة التي يجوز لنا ذكرها قد تكون قاسية بعض الشيء لكن لا مناص من ذكرها فجميع اللجان بما (قدموه) قد خذلوا الرئيس العام، ولو تتبعنا عمل كل لجنة على حدة سنجد أخطاء واضحة والشواهد كثيرة. فغياب الكوادر المتخصصة والمتفرغة في لجان اتحاد الكرة أثّر سلباً في نتائج العمل الذي يقدمونه ، يظهر هذا الأمر من خلال بعض القرارات التي تصدر عن لجانهم ، وقد تكون للازدواجية في العمل وعدم التفرغ دور في التخبطات الإدارية التي شاهدناها وتابعناها وهذا الأمر يشكل عائقا رئيسيا أمام تقدم وتطور تلك اللجان. لا يمكن أن نختزل حلول التصحيح في إقالة الأمين العام فيصل العبدالهادي من منصبه ربما تكون هي البداية لعمل مؤسساتي مبني على الصدق وروح التعاون والفهم والدراية وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وفي النهاية هو عمل وطني يتطلب الجهد والإخلاص. وحتى لا نعود إلى نفس المكان يجب أن يتحرك الاتحاد السعودي ممثل في رئيسه الأمير نواف بن فيصل وفق برنامج (تطويري) واضح يتم دراسته بتأن لتقديم عمل عصري له أساليبه وأدواته المتطورة. يستطيع الأمير نواف أن يتجاوز هذا المنعطف المهم في مسيرة الكرة السعودية عندما يضع الحلول المناسبة التي تساهم في عودت النظام للمؤسسة الرياضية السعودية وذلك من خلال عمل غربلة شاملة في لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم والدعوة إلى عقد انتخابات مبكرة تعتمد على منح الكوادر الشابة القادرة على احداث تغيير بشكل سريع وتعديل حال كرة القدم السعودية في الأندية والمنتخبات وفق معايير معينة يحكمها التدريب والخبرة، فالشارع الرياضي السعودي ينتظر التطوير الذي أشار له المتحدث الرسمي باسم الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ احمد صادق ذياب في أحد البرامج التلفزيونية حتى تعود الثقة في اتحاد الكرة من جديد . لكل مرحلة من مراحل التطوير خطط تتناسب مع واقع المرحلة ولو نظرنا للتوجه العام لدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الذي ينشد التطوير في كل مجالات الحياة والاعتماد على الشباب أصحاب الكفاءات والشهادات فإننا سندرك عمق وابعاد هذا التوجه ونتائجه المستقبلية التي ستكون بعون الله مصدر فخر واعتزاز لشباب هذا الوطن. [email protected]