أجرت كييف وموسكو والمتمردون الموالون لروسيا تحت ضغط الغربيين امس مباحثات تهدف الى وقف المعارك الدائرة في شرق اوكرانيا، من المنتظر ان تستمر اليوم السبت ايضا، وتواصلت العمليات العسكرية في الشرق الاوكراني امس، وحذرت الدول الغربية موسكو انها ستبدأ اجراءات "منسقة" لفرض عقوبات اخرى، ويقول المتمردون إنهم مستعدون لمفاوضات مباشرة، فقط اذا شاركت فيها روسيا. تذكير بالحرب الباردة وخلال مباحثات غير مباشرة تذكر بالحرب الباردة تبادل الامريكيون والاوروبيون من جهة والروس من جهة اخرى الدعوات الى ممارسة الضغط على الحلفاء الاوكرانيين لكل من الجانبين من اجل الخروج من المأزق السياسي الحالي. فقد قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس: إن على الغرب ان "يقنع كييف" بالامتثال للنداء الذي صدر الاربعاء في برلين عن وزراء الخارجية الاربعة، الالماني والفرنسي والروسي والاوكراني لعقد اجتماع مجموعة الاتصال والتفاوض حول وقف اطلاق نار ثنائي ودائم، وتضم مجموعة الاتصال هذه اوكرانياوروسيا ومنظمة الامن والتعاون، بمشاركة المتمردين. غير ان وقف اطلاق النار السابق الذي اعلنته كييف من طرف واحد لم يمدد الاثنين الماضي؛ لان عملية السلام التي اقترحها الرئيس بترو بوروشنكو لم تطبق وان المعارك المتقطعة متواصلة. وترى كييف - وكذلك الغربيون - ان العودة الى وقف اطلاق النار لن يكون ممكنا الا اذا دفعت موسكو المتمردين الى قبول الشروط الاوكرانية المتمثلة في استئناف مراقبة الحدود مع روسيا والافراج عن كل الرهائن. وتعتبر اوكرانيا والولايات المتحدة واوروبا ان مفتاح السلام في موسكو، وان العراقيل تأتي من المتمردين الذين تدعمهم روسيا. لذلك دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل الخميس في اتصال هاتفي فلاديمير بوتين الى "التدخل لدى الانفصاليين لحملهم على التفاوض وإيجاد اتفاق مع السلطات الاوكرانية". كذلك وجه كل من ميركل والرئيس الامريكي باراك اوباما اثر اتصال هاتفي بعد ذلك نداء مشابها من اجل "وقف إطلاق نار سريع يحترم الطرفان"، وقالا: إن "على روسيا قبل كل شيء ان تقدم مساهمتها وتقنع الانفصاليين في شرق اوكرانيا من اجل احترام وقف اطلاق نار". وأكد البيت الابيض انه اذا لم تمتثل موسكو لذلك "على المدى القصير" فإن واشنطن وبروكسل سيبدآن إجراءات "منسقة" لفرض عقوبات اخرى. ويفترض ان يسمح اجتماع مجموعة الاتصال بالعودة الى التفاوض لكن يبدو ان العراقيل تكمن في الوقت الراهن في اختيار المكان. فقد طلبت موسكو على لسان لافروف ان تكون في اوكرانيا في مكان آمن وان تحترم القوات الاوكرانية "هدنة" في هجومها خلال انعقاده. غير ان اجهزة الرئاسة الاوكرانية ردت على السؤال صباح امس ان "ليس لديها اي معلومات" في هذا الشأن. والامر نفسه تكرر في مقر منظمة الامن والتعاون في فيينا، حيث ذكرت مصادر "ليس هناك اي تفاصيل" لكن "مثل هذه الاجتماعات تنعقد بانتظام على عدة مستويات". من جهتهم يقول المتمردون: إنهم مستعدون لمفاوضات مباشرة، فقط اذا شاركت فيها روسيا. وصرح اندريي بورغين ان "نائب رئيس وزراء جمهورية دونيتسك" المعلنة من طرف واحد لفرانس برس "إذا قدمت لنا روسيا ومنظمة الامن والتعاون اقتراحا فإننا سنوافق على المشاركة في مشاورات". العمليات العسكرية من جهة أخرى، تواصلت العمليات العسكرية الاوكرانية ميدانيا لكن سلطات كييف لزمت منذ بداية استئناف الهجوم صمتا كبيرا. وفي لوغانسك قتلت امرأة وجرح ثمانية اشخاص اثر سقوط قذائف على منازل وفق ما أعلنه صباح امس المجلس البلدي، كما سقطت بعض القذائف ايضا على مستوصف ومدرسة ابتدائية متسببة في خسائر مادية. وفي دونيتسك صرح ناطق باسم "الجمهورية الشعبية" المعلنة من طرف واحد لفرانس برس ان قصفا مدفعيا استهدف ليلا قرية مجاورة لكرليفكا دون سقوط ضحايا، وان المتاجر والنقل العمومي يعملان بشكل عادي صباح أمس. اشتباكات وقتلى أعلنت الحكومة الأوكرانية امس الجمعة أن 150 شخصا على الأقل من الانفصاليين المؤيدين لروسيا وجنديين أوكرانيين لقوا حتفهم خلال اشتباكات مسلحة ضارية في شرق البلاد. وقال متحدث باسم وحدة مكافحة الارهاب في كييف: إن الجيش الأوكراني استهدف ستة مواقع للانفصاليين وحاصر بلدة نيكولاييفكا. وأضاف: إن أربعة جنود أصيبوا خلال الاشتباكات. وكان الرئيس الأوكراني قد أصدر أوامره يوم الاثنين الماضي بإنهاء الهدنة بين كييف والانفصاليين، واستئناف قصف بلدتي لوهانسك ودونيتسك. ويأمل الانفصاليون في البلدتين اللتين اعلنتا استقلالهما عن حكومة كييف في الحصول على دعم عسكري إضافي من موسكو.