فتاة تسأل: صديقتي قد اغتصبت وهي في الثالثة عشرة من عمرها، وقد أثر ذلك عليها سلبا، خاصة وهي الآن معقود عليها من شخص، وقد يطلب منها أشياء تحدث بين الأزواج (الجنس) لكن لا تستطيع؛ لأنه يتمثل أمامها الذي اغتصبها وتفزع منه، وهو الآن متضايق من هذا الشيء .. فماذا تفعل؟ وبماذا تنصحونها؟. د. غازي بن عبد العزيز الشمري جواب د. غازي بن عبد العزيز الشمري الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. فأنصح صديقتك بما يلي: لتتيقن أنَّ ما أصابها لم يكن ليخطئها، وما أخطأها لم يكن ليصيبها، وما حدث لها في الصغر ليس بإرادتها؛ فلا ينبغي أن تستسلم للحزن والهواجس التي قد تدمّر عليها سعادتها فقد قال تعالى: «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ» [الحديد:22-23]. تحذر ثم تحذر أن تخبر زوجها بما حدث لها، بل عليها أن تعيش حياتها بشكل طبيعي، وبدون تخوّف، مستعينة بالله، واثقة من عفتها ونزاهتها.. وأنصحها ألا تطيل مدة الخطوبة، ما دام عقد القران قد تم، فلتعجِّل بالزواج، وبأسرع وقت؛ لأني أخشى أن يجد الشيطان من ذلك الأمر مدخلاً عليها، فيفرّق بينهما، ولا خير في تأخير الزواج. ثم ما الداعي لخروجها معه قبل إعلان مراسيم الزواج. الأفضل ألا تخرج معه حتى يتم الزواج وتذهب إلى بيته. عليها أن تطمئن على نفسها، فليس كلَّ اغتصاب يؤثر في المُعتدى عليها، فقد يكون الاعتداء سريعًا وغير عنيف بحيث لا يمزِّق غشاء بكارتها.. وقد فهمت من كلامك أنَّ الاعتداء جرى مرة واحدة. فطمئنيها وهدّئي من روعها، وذكِّريها بكثرة الدعاء وسؤال الله السَّتر في الدنيا والآخرة، والاستغفار، والثقة به سبحانه، فهو كفيل أن يسعدها ويجعل كل العواقب حميدة.. وأذكر أن إحدى الفتيات استشارتني في أمر زواجها، وأخبرتني أنها قد اغتصبت في الصغر، وأنها متحرجة من الموافقة. فنصحتها أن تستعين بالله، وتوافق، فتزوجت، وأنجبت –ولله الحمد-، وسارت حياتها سيرًا طبيعيًَّا دون أن يعلم زوجها شيئاً. أسأل الله لك ولصديقتك التوفيق والسَّعادة في الدارين.