رعى وزير الثقافة والإعلام د. عبد العزيز خوجة مساء الثلاثاء الحفل الذي أقامه نادي جدة الثقافي الأدبي لتكريم د. محمد عبده يماني (رحمه الله)، بمقر النادي بجدة، تقديراً لما قدّمه الراحل من منجزات ثقافية وأدبية وفكرية وإنسانية. محمد عبده يماني وفي كلمة مؤثرة ألقاها الوزير وعيناه مغرورقتان بالدموع في ليلة الوفاء، قال يماني: «الحزن يقتلني، إنه الشوق يا صديقي، لقد اشتقتُ إليك»، فبكى وأبكى الحضور الذين اكتظت بهم الصالة من نخب الأدباء المثقفين والفنانين والإعلاميين. وسجّلت كلمة الوزير شرحاً مفصّلا عن حياة الراحل الأدبية والإعلامية والقصصية والروائية من خلال إصداريه «فتاة من حائل» و»اليد السفلى»، كما استعرض فيها مناقب الراحل ومكابدته الحرف والكلمة بغية تقديم أدب تحتفي به الأجيال منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمان، وكذلك ملازمته للأدباء الكبار في ذلك العصر. وزير الثقافة والإعلام أثناء إلقاء كلمته خلال الحفل (واس)
وأبرز الوزير بعض الخصال الحميدة التي كان يتمتع بها الأديب الراحل ومنها الشفافية والنبل وعزة النفس والتحلي بأدب النفس والبساطة والتسامح والمحبة والاعتدال في الحياة، وقال: «إنه (يماني) كان دائم الاطلاع على الأعمال الأدبية في الشعر والقصة والرواية وكان راوية عجيباً للشعر يحفظ ألوفاً من الأبيات وكان يستظهر قصائد كاملة وهو أديب متمكّن استكمل أدوات الأديب روحاً وخيالاً وأداة». د. محمد عبده يماني كان حين يحادثك تشعر بأنك المفضل عنده، فتفرح بذلك لأنه أعطاك خصيصة لم يتمتع بها غيرك، إنها قدرته العجيبة على صنع ذلك.. وتناول مؤلفات د. محمد عبده يماني، مبيناً أنها احتفظت من الأدب بإشراقة العبارة وانسجام التركيب وشبوب العاطفة، داعياً الشباب لقراءة أعماله التاريخية عن سيرة الرسول محمد «صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطاهرين وصحابته الأكرمين». وعبّر وزير الثقافة والإعلام عن شكره للنادي الأدبي الثقافي بجدة ووفائه لتكريم الفقيد، متطلعاً لتكريم الأدباء الراحلين بطباعة أعمالهم ودراسة إبداعاتهم لتتعرف عليهم الأجيال. وكان رئيس النادي د. عبدالمحسن القحطاني قد استهل الحفل بالترحيب بالوزير خوجة والحضور، قبل أن يتناول شيئاً من شخصية الفقيد، وقال: «إن د. محمد عبده يماني كان حين يحادثك تشعر بأنك المفضّل عنده، فتفرح بذلك لأنه أعطاك خصيصة لم يتمتع بها غيرك، إنها قدرته العجيبة على صنع ذلك.. اعتدنا أن التربية للنشء، فإذا به يربي الجيل بأكمله كلمة وخلقاً وسلوكاً، رجل يعجب ويبهر في تصرّفه وحديثه، وسماحته وخلقه، يعرف فيك ما تحتاجه منه فإذا به أسبق لذلك، أدب الإدارة، وأدار الأدب بما يبني وينير، علم من قرأه أو سمع له جديداً، ووظف ما نعرفه بزوايا نغفل عنها». وأضاف: «اتصل بي من يرغب الحديث عنه وهم كُثر، محبوه يملأون مقاعد عليا، ويقتعدون أماكن عادية، أجمعوا على تقديره وحبه والوفاء له، إن الحب نبع يغرف منه الجميع، بيد أن من يُحِبُّ ويُجلّ من يملك أدوات ذلك وهي عصيّة إلا عليه، لك يا أبا ياسر هذا التقدير ومنهم الدعاء لك فكل يدعو، أحبابك ومن أحسنت لهم، وكلماتك النيرة تدعو لك، ومؤلفاتك الحصيفة تزفك إلى عليين.. وحسبي أن خجلي سيستمر ما زلت أتحدث عن شعاع يضيء الجميع». وألقى ياسر محمد عبده يماني كلمة أسرة الراحل، شكر فيها، نيابة عن الأسرة، وزير الثقافة والإعلام على رعايته وحضوره حفل تكريم والده، ولنادي جدة الأدبي على إقامة الحفل. ثم شاهد وزير الثقافة والإعلام والحضور عرضاً مصوراً يتناول حياة ومسيرة د. محمد عبده يماني العلمية والعملية والأدبية. وقدّم وزير الثقافة والإعلام ورئيس مجلس إدارة النادي درعاً تذكارية عرفاناً وتقديراً لما قدّمه د. محمد عبده يماني في حياته العملية والعلمية والأدبية والثقافية، تسلمها نيابة عن أسر الفقيد ابنه ياسر محمد عبده يماني. ثم استمع د. عبد العزيز خوجة والحضور إلى جلسة أدبية عن الراحل أدارها رئيس النادي الأدبي، تحدّث فيها كل من الأديب عبدالله الشريف ود. سعود المصيبيح، تناولا خلالها السيرة العلمية والأدبية والثقافية للدكتور محمد عبده يماني (رحمه الله).