احتفى النادي الأدبي في جدة بالأديب السعودي الراحل محمد عبده يماني، مساء الثلثاء الماضي، وسط عدد كبير من الأدباء والمثقفين وأسرة الراحل وأصدقائه. وبدأت الحفلة، التي قدمها الإعلامي سعد زهير بكلمة رئيس النادي عبدالمحسن القحطاني، جاء فيها: «إن الدكتور محمد عبده يماني كان حين يحادثك تشعر أنك المفضل عنده، فتفرح بذلك لأنه أعطاك خصيصة لم يتمتع بها غيرك، إنها قدرته العجيبة على صنع ذلك»، وزاد: «اعتدنا أن التربية للنشء، فإذا به يربي الجيل بأكمله كلمة وخلقاً وسلوكاً، رجل يعجب ويبهر في تصرفه وحديثه، وسماحته وخلقه، يعرف فيك ما تحتاجه منه فإذا به أسبق لذلك، أدب الإدارة، وأدار الأدب بما يبني وينير، علم من قرأه أو سمع له جديداً»، وأضاف إن النادي يحتفي بهذا الرمز عرفاناً ووفاء لما بذله في سبيل دينه ووطنه. وتحدث نجل الراحل ياسر يماني نيابة عن أسرته، وقال: «نشكر النادي الأدبي على احتفائه بوالد الجميع، ولولا محبتكم له لما اجتمعتم في هذه الليلة، ونطلب منك الدعاء والرحمة له»، وأضاف: «إن حضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة خصيصاً لهذه المناسبة يزيدناً شرفاً وتقديراً وهو من اعرف الناس به». وأكد الوزير خوجة في كلمته «أن الصديق محمد عبده يماني رحمه الله وزير مع الوزراء وأديب مع الأدباء ومثقف مع المثقفين وبسيط مع البسطاء». وزاد: «لا أخفيكم إنني اشتقت إليه وكم وددت لو كان بيننا الليلة حتى أبوح له بأشياء لا يمكن أن أبوحها لأحد غيره». واستعرض خوجة مناقب الراحل ومكابدته للحرف والكلمة، بغية تقديم أدب تحتفي به الأجيال منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمان، وكذلك ملازمته للأدباء الكبار في ذلك العصر. مشيراً إلى بعض الخصال الحميدة التي كان يتمتع بها الأديب الراحل، «الشفافية والنبل وعزة النفس والتحلي بأدب النفس والبساطة والتسامح والمحبة والاعتدال في الحياة». وقال في هذا الصدد: «إنه كان دائم الاطلاع على الأعمال الأدبية في الشعر والقصة والرواية، وكان راوية عجيباً للشعر يحفظ ألوفاً من الأبيات وكان يستظهر قصائد كاملة، وهو أديب متمكن استكمل أدوات الأديب روحاً وخيالاً وأداة»، موضحاً أن مؤلفاته «احتفظت من الأدب بإشراقة العبارة وانسجام التركيب وشبوب العاطفة»، داعياً الشباب إلى قراءة أعماله التاريخية عن سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطاهرين وصحابته الأكرمين. وشكر خوجة النادي الأدبي الثقافي في جدة على وفائه لتكريم الفقيد، متطلعاً إلى تكريم الأدباء الراحلين بطباعة أعمالهم ودراسة إبداعهم لتتعرف عليهم الأجيال». وتناول الدكتور سعود المصيبيح في ورقته عن الراحل مواقفه الإنسانية وارتباطه الوثيق بقيادته. وقال: "استذكرَ الأمير نايف بن عبدالعزيز مآثر الراحل الدكتور محمد عبده يماني بقوله: «لم نكن نرد محمد عبده يماني في أي طلب يتقدم به إلينا، كونه عزيزاً علينا ولا يأتينا إلا بالصواب"، كما نوّه النائب الثاني بخصال يماني، بقوله: «كان يساعد الآخرين في مختلف مناطق المملكة والجميع يذكره بالخير كونه محباً للخير والإحسان إلى الناس». وأشار المصيبيح إلى مواقف إنسانية قام بها الراحل مع عدد كبير من الإعلاميين إبان عمله وزيراً للإعلام". وتحدث الأديب عبدالله فراج الشريف عن الراحل، مؤكداً أن نفس الرحل «كانت تتطلع على رغم المناصب الكبيرة التي تقلدها إلى العمل الخيري والذي جعل منه واحداً من الخيرين، الذين يقومون بأعمال جليلة وخالصة لله وأفعاله شاهدة على ذلك حتى بعد رحيله»، مشيراً إلى خصاله الحميدة ومحطات من حياته المليئة بالعمل والخير». وشاهد الحضور خلال الأمسية عرضاً مرئياً عن حياة الراحل، ووزع النادي مؤلفات الراحل ومنها مجموعة قصصية جديدة «الهدهد مر من هنا»، بعد ذلك قام وزير الثقافة والإعلام ورئيس النادي الأدبي بتقديم درع تذكارية عرفاناً وتقديراً لما قدمه الدكتور محمد عبده يماني في حياته العملية والعلمية والأدبية والثقافية، تسلمه ابن الفقيد ياسر محمد عبده يماني.