بعد ليلة من الاحتفالات التي استمرت حتى ساعات الصباح الاولى، استيقظت الجزائر على وقع إشادة الصحف بالنصر "المدوي" على كوريا الجنوبية 4-2 في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثامنة من مونديال البرازيل لكرة القدم الأحد. وقد تأخرت الصحف الجزائرية عن موعد صدورها المعتاد لتفرد مساحة لنتيجة المواجهة مع كوريا الجنوبية التي تكللت بنصر عبرت عنه عناوين الصفحات الأولى، ومنها: "أحسنتم"، "أسعدتمونا"، "الانتصار المدوي"، "الخضر يستيقظون ويحسنون فرصهم بالتأهل"، "الخضر يتواصلون مجددا مع النجاح"، "فوز مذهل"، و"بوابات الدور الثاني فتحت على مصراعيها". وكانت هتافات الفرح عمت الشوارع الجزائرية منذ لحظة انتهاء المباراة في بورتو أليغري البرازيلية، فردد الجزائريون تعبير "واحد، اثنان، ثلاثة أربعة، فلتحيا الجزائر"، معربين عن أملهم في التأهل الى دور الثاني. وخرجت الجماهير الجزائرية بمختلف أعمارها لتجوب شوارع العاصمة حاملين الأعلام الوطنية وهاتفين بأسماء لاعبي المنتخب الجزائري الممثل الوحيد للعرب في العرس العالمي، كما اطلق الشباب عشرات من الألعاب النارية كما صالوا وجالوا في مختلف ازقة العاصمة التي كانت ليلتها بيضاء بكل ما في الكلمة من معنى. واكتظت الحشود بشوارع العاصمة وفي كل الأحياء بمواكب السيارات، طالقة العنان لابواقها بينما كانت زغاريد النساء تنطلق من شرفات البنايات لتعيد الى الأذهان الاحتفالات الكبيرة والعفوية في المناسبات الوطنية والرياضية. نفس الأجواء الحماسية عاشتها كل أحياء العاصمة كالحراش وحسين داي والمدنية والقبة والمرادية والأبيار وبئر مراد رايس وغيرها، حيث تشكلت هنا وهناك مجموعات من الشباب والكهول حاملين الرايات والشعارات تجوب الشوارع كما بثوا مختلف الأغاني الممجدة للخضر والتي دوت سماء مختلف مدن وبلديات الجزائر العاصمة. وأكد الجميع وقوفهم الى جانب زملاء القائد مجيد بوقرة في الجولة الثالثة والحاسمة أمام روسيا لتحقيق التأهل الى الدور ثمن النهائي لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية.