تواصلت المعارك امس لليوم الثالث على التوالي في قضاء تلعفر الاستراتيجي شمال العراق، فيما يشهد مجمع مصفاة بيجي في محافظة صلاح الدين اشتباكات متقطعة بين القوات العراقية ومسلحين يحاولون السيطرة عليه. وأكد شهود عيان من اهالي القضاء لفرانس برس ان معارك متواصلة تدور بين القوات العراقية والمسلحين الذين ينتمون الى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" وتنظيمات متطرفة اخرى. الطيران الأمريكي وأفادت تقارير إخبارية أمريكية بأن الولاياتالمتحدة بدأت تنفيذ طلعات استكشافية في أجواء العراق انطلاقا من حاملة طائرات في الخليج. ونقلت قناة "فوكس نيوز" عن مسؤولين تأكيدهم أن طائرات من طراز "إف - 18" قامت بطلعات استكشافية انطلاقا من حاملة الطائرات "يو إس إس جورج دبليو إتش بوش". وعلقت القناة بالقول إنه من المعروف أن إدارة الرئيس باراك أوباما قد وافقت بالفعل على القيام بطلعات استكشاف مأهولة وغير مأهولة، واستدركت بالقول إن هذه الطائرات ليست طائرات استكشاف تقليدية وإنما طائرات مقاتلة. ويقع تلعفر وهو اكبر اقضية العراق من حيث المساحة الجغرافية في منطقة استراتيجية قريبة من الحدود مع سوريا وتركيا، ويبلغ عدد سكانه نحو 425 الف نسمة معظمهم من التركمان الشيعة. مصفاة بيجي وفي بيجي (200 كلم شمال بغداد)، قال موظف في اكبر مصفاة في البلاد ان "اشتباكات متقطعة تشمل اطلاق قذائف صاروخية تقع بين الحين والآخر، والمسلحون يتحصنون في عدة اماكن داخل المصفاة وفي الابراج". وتقع مصفاة بيجي قرب مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد)، مركز محافظة صلاح الدين، والتي يسيطر عليها المسلحون المتطرفون منذ نحو اسبوع حين شنوا هجوما كبيرا في شمال البلاد تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة. وتزود مصفاة بيجي معظم المحافظاتالعراقية بالمنتجات النفطية، وتقدر طاقتها الانتاجية بنحو 600 الف برميل يوميا. خطة علاوي وأطلق رئيس "ائتلاف الوطنية"، إياد علاوي، مبادرة لتهدئة الأوضاع الحالية في العراق، تضمنت تشكيل حكومة وحدة وطنية وبرلمان يضمنان تحقيق السلم المجتمعي والاستقرار في البلاد. ونصت المبادرة على تقديم حكومة الوحدة الوطنية استقالتها في سقف لا يزيد على ثلاث سنوات، ليفسح المجال أمام حكومة انتقالية قادرة على إقامة انتخابات حرة ونزيهة. وناشد "ائتلاف الوطنية" في بيان صدر عنه "كل الأطراف لإلقاء السلاح والدخول الفوري في حوار يرعاه قادة الكتل وأهل الحل والعقد من العراقيين، لقطع الطريق أمام الإرهابيين ودعاة التقسيم ودعاة الاحتراب الطائفي، ولمنع أي تدخل خارجي يضر بسيادة ووحدة الوطن". وأوضح أن "مبادرة علاوي" تدعو إلى "عقد اجتماع قمة يحضره كل من الرؤساء الثلاثة لمجلس الوزراء والرؤساء الثلاثة لمجلس النواب ورؤساء كل من إقليم كردستان ومجلس الوزراء ومجلس النواب ورئيس الوزراء السابق للإقليم وزعماء الائتلافات الرئيسية غير الواردة في أعلاه، ويضاف بعض رجال الدين من المسلمين والمسيحيين وغيرهم بحيث يكون العدد الكلي من17 - 20 شخصاً". ولحظ البيان انعقاد هذا اللقاء في مكان آمن، وبحضور "الأمين العام للأمم المتحدة وممثل عن المحكمة الاتحادية وذلك لضمان نتائج الاجتماع". اقتراح كويتي وفي السياق، تدرس الحكومة الكويتية عقد اجتماع موسع لمناقشة الوضع في العراق وفرضية تمدده الى الكويت. وقالت مصادر نيابية لصحيفة "الراي" الكويتية في عددها امس إن "الحكومة غير متحمسة لعقد جلسة خاصة أو تخصيص ساعتين من جلسة لمناقشة الوضع في العراق وفرضية تمدده الى الكويت"، لافتة الى أن "الحكومة تخشى من التحفظات الأمنية وانفراط عقد الجلسة ومناقشة أمور احترازية تتطلب السرية". وذكرت المصادر أن "الحكومة تفضل عقد اجتماع موسع في مكتب المجلس يحضره وزيرا الخارجية والداخلية، بالإضافة الى أعضاء المكتب وأعضاء اللجنة الخارجية البرلمانية ومن يرغب في الحضور من النواب، وأنها اتخذت جميع الإجراءات الاحترازية بعد أن كونت فكرة كاملة عن الوضع في العراق وخطورته، وعن وضع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وأعداد منتسبيه والمتعاطفين معه في الكويت، وهم فئة قليلة جدا". وأكدت المصادر أن "التوجه الحكومي في عقد اجتماع موسع يحظى بقبول مجاميع نيابية، ترى أن الجلسة الخاصة ستتحول الى (شو) اعلامي لا يخلو من التكسب الانتخابي، وأن عقد الاجتماع سيكون أكثر فائدة". اتصالات بايدن وأجرى نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، امس، مكالمات هاتفية بكل من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، ورئيس إقليم شمال العراق مسعود برزاني، لمناقشة الوضع الأمني بالعراق. وقال بيان صادر عن البيت الأبيض: إن “الولاياتالمتحدة تعمل على دعم الحكومة العراقية، وكل مكونات الشعب العراقي في حربهم المشتركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)». وناقش بايدن خلال المكالمات الهاتفية، مع القادة العراقيين الثلاثة «الوضع الأمني، والمساعدات الأمريكية التي يتم تزويد القوات الأمنية العراقية بها حالياً، وإجراءات إضافية يمكن اتخاذها ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي» بحسب البيان. وأشار البيان، إلى أن بايدن، «شدد في كل من مكالماته الثلاث، على الحاجة للوحدة الوطنية، للرد على خطر داعش، الذي يستهدف كل المكونات العراقية، والتنسيق في القضايا الأمنية للفترة المقبلة، وضرورة تشكيل حكومة دستورية». وشدد نائب الرئيس الأمريكي على أهمية أن «يحكم رئيس الوزراء والقادة العراقيون، بطريقة تضمن شمولية المشاركة، وتعزز الاستقرار والوحدة بين العراقيين، وتعالج المطالب المشروعة للمكونات العراقية المتنوعة». وأعرب بايدن لرئيس البرلمان العراقي، أسامة النجيفي، عن أسفه الشخصي للقتل والدمار الذي حل في محافظة نينوى، مسقط رأس النجيفي. وفي مكالمته مع بارزاني، أكد نائب رئيس الولاياتالمتحدة على «ضرورة التنسيق الأمني بين قوات الأمن العراقية، والقوات الكردية، وأهمية الدور الكردي في العملية السياسية الوطنية».