ووجدت الجواب: لم «أحصل» وإنما.. «فزتُ» بالجائزة! .. كنتُ أتساءل لما أخبرني الصديقُ العزيز الدكتور «عبدالله بن حسين القاضي» أمين عام جمعية البر بالمنطقة الشرقية عن اختياري لجائزة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود في فرع الإعلام والإعلان والتسويق لخدمة أعمال البر، هل الصحيحُ أن يُقال «حصلَ» فلانٌ على الجائزة، أم «فاز» فلانُ بالجائزة؟ مع أن التساؤلَ كان يشغلني، إلا أن الذي كان يشغلني أكثر هو الحصول على كرسيّ في أي رحلةٍ عائدة إلى الدمام من جدة، لأنه لم يصلني الخبر إلا قبل يوم من موعد الجائزة، وأنا في ملتقى قيّمٍ أقامته جمعية ماجد بن عبدالعزيز في جدة.. أخبرت الصديقَ الصبورَ الدكتور عبدالله أنه قد يستحيل علي أن أجد مقعداً في رحلةٍ للعودة للدمام، في رحلات مزدحمة على الدوام، والناس يحرصون على الحجز أحيانا قبل أسابيع.. إلا أن الدكتور عبدالله كان صوته واثقا، وقال: «لا مستحيل، حاول وستجد إن شاء الله.. لمّا استويتُ على مقعدي بالطائرة، أيقنتُ أن البركةَ بدأت من الاختيار حتى الوصول واستلام الجائزة من صاحبها سمو الأمير.. وكان إذن توفيقا من الله تعالي، والتوفيق فوز. المهم أن تكون حاضرا وقت المناسبة.» ولم يستمع لأي شيءٍ آخر، وكأنه كان متأكداً أن كل شيءٍ سيمضي كما نأمل، متى أملنا وعملنا. ليزيد الأمر تعقيداً، وجدت أنه حتى الحجز الموجود صباح يوم تسليم الجوائز، على رحلةٍ كانت ستصل بالكاد قبل موعد الاحتفال بنصف ساعة، كان قد أُلغي لأسبابٍ «فنية». فأسقط في يدي، ولم يمكنني الرجوع للدكتور عبدالله فهو قد حسم أمره أن عليّ أن أصل، ثم أنهم في جمعية البر قد أدّوا عملهم كما يجب، وتفضلوا بإجراءات التصنيف والاختيار .. وهنا تبقى مسألة حضور المرشح أمراً مقضياً. وأعيتني السبلُ.. ورأيت أن الطريقَ قد سُدّ.. حتى صادفني شابٌ في قاعة الفندق من منسّقي الملتقى، وقال لي: دعني أجرب، ثم عاد إليّ وقال: «وجدت أن اسمك ملغى من رحلة الصباح، وباقي الرحلات مغلقة..» ثم أن الشابَ الصغير طلب مني العودة لغرفتي وأكد عليّ أن أردد دعاءً لقّنه إياه أبوه لكونه دعاءً كفيلاً بتسهيل كل الصعاب. وردّدتُ الدعاء لأنه علق بذهني، ومنطقي يصل لنتيجةٍ مادية وهي أن الدعاءَ جميلٌ، ولكن لن يجد لي مقعداً، ولن يُنبِتَ لأجلي مقعداً على الطائرة، وما ردّدته إلا لمنافع الدعاءِ عند الله.. ولم يكن، طبعا، في خاطري أن الدعاءَ سيحضر لي بطاقة إركاب. بعد وقتٍ قصير جدا الشابُ يعاود الاتصال بي: - هل ردّدتَ الدعاءَ؟ - أكيد. - أبشرك، وجدنا مقعدا لرحلة الدمام، وليست في الصباح، وإنما أكرمنا الله كما كنتَ تتمنى.. الليلة! لمّا استويتُ على مقعدي بالطائرة، أيقنتُ أن البركةَ بدأت من الاختيار حتى الوصول واستلام الجائزة من صاحبها سمو الأمير.. وكان إذن توفيقا من الله تعالي، والتوفيق فوز. ووجدت الجواب: لم «أحصل» وإنما.. «فزتُ» بالجائزة! [email protected]