أشاد الرئيس الأمريكي باراك اوباما باعتقال مشتبه في أنه قاد هجوما على القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012 قتل فيه أربعة أمريكيين منهم السفير وأثار انتقادات سياسية واسعة النطاق في واشنطن. وقال الاميرال جون كيربي المسؤول الإعلامي بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن قوات من الجيش الامريكي عملت مع مسؤولي إنفاذ القانون، وألقت القبض على أحمد ابو ختالة الأحد, فيما قالت مصادر انه تم استدراج بوختالة إلى منطقة بجنوب بنغازي، بعد أن توارى عن الأنظار لمدة عام. وقال «يجري نقله إلى الولاياتالمتحدة. أقول هذا في المقام الأول لأننا نواصل التفكير والصلاة من اجل عائلات من قتلوا اثناء ذلك الهجوم الفظيع». وأضاف الرئيس الأمريكي: «لكن الامر الأكثر أهمية.. لنا هو أن نبعث برسالة إلى العالم أنه حين يتعرض الأمريكيون لهجوم.. فبصرف النظر عما يستغرقه الأمر.. سنجد أولئك المسؤولين وسنقدمهم للعدالة». وقال كيربي إنه لم يسقط ضحايا مدنيين في العملية، وإن جميع رجال الأمن والجيش الامريكيين الذين شاركوا فيها غادروا ليبيا سالمين. وقال مسؤول أمريكي إن أبو ختالة سيحاكم في إطار النظام القضائي الأمريكي ولن ينقل إلى سجن جوانتامامو في كوبا. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري: «انه سيمثل امام القضاء حيث سيحاسب على افعاله». وأوضح المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل البحري جون كيربي «يمكنني ان اؤكد انه يوم الاحد قبض جنود امريكيون بالتعاون مع الشرطة على احمد ابو ختالة، وهو عنصر رئيسي في الهجمات على المقار الامريكية في بنغازي في ايلول/سبتمبر 2012». والمشتبه به موقوف مؤقتا على متن سفينة امريكية على غرار عمليات مماثلة جرت في الماضي، كتلك التي استهدفت ابو انس الليبي المشتبه بأنه مسؤول في تنظيم القاعدة وقبض عليه العام الماضي في ليبيا. أضافت المصادر إن بوختالة تم اعتقاله من دون قتال او أن يطلق الرصاص، وهو الأمر الذي أثار استغراب مسؤول ليبي، معتبرا أن أبوختالة كان محروسا بشكل جيد, وأنه تم استدراج بوختالة إلى منطقة بجنوب بنغازي، بعد أن توارى عن الأنظار لمدة عاموأفاد تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز نشر في ديسمبر ان تنظيم القاعدة لم يشارك مباشرة في الهجوم الذي قد يكون من فعل مهاجمين محليين. وأشارت الصحيفة الى ان احمد ابو ختالة كان موجودا في البعثة الامريكية ساعة وقوع الهجوم. وفي حديث الى نيويورك تايمز في 2012 أقر ابو ختالة بأنه كان موجودا بالفعل، لكنه نفى مسؤوليته عن الهجوم. وأثارت المقابلات التي أجرتها وسائل اعلام امريكية عدة مع المشتبه به تساؤلات حول كيفية اقتفاء اثره في الاشهر الاخيرة. لكن المتحدث باسم البنتاغون رفض فرضية ان ابو ختالة كان يمارس حياة طبيعية وكان يكفي «القبض عليه داخل سيارة اجرة». وقال: «هذا النوع من الافراد يبذل ما في وسعه لعدم القبض عليه (...) وهذا الامر يتطلب قدرا كبيرا من التنظيم». وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر تعليقا على ذلك: «انه بالتأكيد خبر سار ان يكون هذا الارهابي الآن بين ايدي الامريكيين، وأحيي عمل عسكريينا -بمساعدة اف بي آي- الذي سمح بالقبض عليه». وأبلغت الولاياتالمتحدة مجلس الأمن أن المشتبه به في قيادة الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي بليبيا عام 2012 كان يعتزم استهداف المزيد من الأمريكيين وأن هذا يبرر القبض عليه. وفي رسالة حصلت رويترز على نسخة منها امس الأربعاء أبلغت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سامانثا باور مجلس الأمن باعتقال قوات خاصة أمريكية في ليبيا أحمد أبو ختالة، بعد تحقيق أوضح أن الرجل شخصية رئيسية في هجوم 2012 الذي أسفر عن مقتل أربعة أمريكيين. وكتبت باور في الرسالة التي تحمل «أوضح التحقيق أيضا انه استمر في التخطيط لمزيد من الهجمات المسلحة ضد أمريكيين». وقالت: «الخطوات التي اتخذناها لاعتقال أبو ختالة في ليبيا كانت من ثم ضرورية لمنع مثل هذه الهجمات المسلحة، واتخذت تماشيا مع حق الولاياتالمتحدة الأصيل في الدفاع عن نفسها». وقالت باور إن الولاياتالمتحدة تبلغ مجلس الأمن باعتقال أبو ختالة وفقا للمادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة التي تتطلب إبلاغ المنظمة الدولية على الفور بالاجراءات التي تتخذها الدول دفاعا عن نفسها ضد هجوم مسلح. وأفادت الرسالة المقتضبة أيضا أن أبو ختالة سيمثل أمام المحكمة الاتحادية الأمريكية لمحاكمته جنائيا. تفاصيل الاعتقال وكشفت مصادر أمريكية،عن بعض التفاصيل التي أحاطت بعملية اعتقال أحمد بوختالة، المتهم بقضية الهجوم على مقر القنصلية الأمريكية في بنغازي، شرق ليبيا، والتي راح ضحيتها السفير كريستوفر ستيفنز إلى جانب ثلاثة أمريكيين آخرين العام 2012. وبينت المصادر في تصريح لCNN أن عناصر بالمخابرات والكوماندوز إلى جانب مكتب التحقيقات الفيدرالي أو ما يُعرف ب«FBI» شاركت بما وصفوه ب«استدراج» الليبي بوختالة واعتقاله. وأضافت المصادر ان بوختالة تم اعتقاله من دون قتال او أن يطلق الرصاص، وهو الأمر الذي أثار استغراب مسؤول ليبي، فضل عدم ذكر اسمه في تصريح لCNN معتبرا أن أبوختالة كان محروسا بشكل جيد. وقالت مصادر لCNN إنّه سيتم نقل بوختالة إلى الأراضي الأمريكية ليواجه ثلاث تهم فيدرالية جنائية «في غضون الأيام المقبلة» تتعلق بدوره في الهجوم على قنصلية واشنطن في بنغازي. وقال المدعي العام إريك هولدر «نحتفظ بخيار إضافة تهم أخرى في الأيام المقبلة. وحتى مع بدئنا عملية محاكمته، ستستمر تحقيقاتنا لتحديد المورطين واعتقالهم». وتنوي البحرية الأمريكية نقل بوختالة إلى الأراضي الأمريكية عبر سفينة وليس جوّا، لمنح «المحققين أطول مدة ممكنة لاستجوابه». وأضاف مسؤول أمريكي انه لا بديل عن هذه الخطة أيضا؛ بسبب أنّ حجم السفينة ليس واسعا بما يكفي لهبوط طائرة يمكنها نقل المعتقل إلى الولاياتالمتحدة. على صعيد متصل، دعا السيناتور جون ماكين إلى محاكمة بوختالة في معتقل غوانتنامو، لكن مسؤولين في إدارة أوباما نفوا أي نية لذلك، مذكرين «بنجاح محاكمة» آخرين في الولاياتالمتحدة فيصل شاهزاد وعمر فاروق عبد المطلب وسليمان أبوغيث. وأدان مسؤولون في الحكومة الليبية امس عملية أمريكية لاعتقال رجل يشتبه بأنه دبر لهجوم دام على القنصلية الأمريكية في بنغازي واصفين احتجازه بأنه خرق للسيادة الليبية. وقال صالح المرغني وزير العدل الليبي: إن المشتبه به أحمد أبو ختالة ينبغي إعادته إلى ليبيا ومحاكمته هناك. وهذا أول رد فعل رسمي من طرابلس على هذا الموضوع.