أقام نشطاء فلسطينيون «خيمةً» على بعد مئات الأمتار من معبر إيرز/بيت حانون شمال قطاع غزة الأحد في إطار فعاليات الفلسطينيين لإحياء ذكرى النكسة ال(44) في محاولة للفت أنظار العالم إلى تصميمهم على العودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها قسراً . وشهدت الخيمة إقبال المئات من الفلسطينيين الذين شاركوا في تظاهرة أقيمت الأحد لإحياء ذكرى النكسة دون أن تقع مواجهات مع قوات الاحتلال التي كانت منتشرة على طول الحدود الشرقية الشمالية للقطاع بكثافة منذ ساعات الفجر . وتجمع المئات على بعد نحو (700) متر من الحدود الشمالية التي تسيطر عليها قوات الاحتلال وهم يلوّحون بعلم فلسطين ويرددون هتافات تؤكّد تمسّك الفلسطينيين بالثوابت الوطنية . وأكد جمال أبو نحل عضو المكتب السياسي لحزب فدا، في كلمة باسم القوى الوطنية والإسلامية بالمسيرة على رفض الفلسطينيين قاطبة مشاريع التسوية. وشدد على أن الفلسطينيين لن يتنازلوا عن الثوابت الوطنية ولن يسلّموا للوقائع التي تفرضها سلطات الاحتلال على الأرض الفلسطينية . وطالب أبو نحل بتدخّل دولي لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي داعيًا إلى رفض كل مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية وإنجاز ملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء ملف الاعتقال السياسي. سياسياً طالبت حركة فتح المجتمع الدولي بكافة دوله ومؤسساته وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي واللجنة الرباعية، وخاصة الولاياتالمتحدة، بتحمل مسؤولياتهم وإنصاف الشعب الفلسطيني ورفع الظلم التاريخي الواقع عليه من جراء نتائج نكبة عام 48، ونكسة 67، وتمكينه من ممارسة حقوقه الوطنية وحياته السياسية وإقامة دولته المستقلة. وأكدت حركة حماس، أن كلّ السنوات التي مرت على النكسة لم تُنس الأجيال الفلسطينية قضيته رغم كلِّ محاولات الطَّمس ولم تغب عنه (الشعب الفلسطيني) القدس والمسجد الأقصى رغم مخططات التهويد والهدم». وشددت الحركة على تمسك الشعب الفلسطيني وإصراره على حماية القدس والمسجد الأقصى والدّفاع عنهما ضد الهجمة الشرسة التي يتعرَّضان لها يوميًّا من خلال حملات التهويد والاستيطان والهدم وتغيير المعالم، معتبرة هذا العمل واجبًا شرعيًّا ووطنيًّا وإنسانيًّا «على الدول والحكومات والشعوب والمنظمات أن تضطلع به». وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، أن ما تتعرض له مدينة القدسالمحتلة حربٌ ممنهجة يحاول الاحتلال الإسرائيلي، من خلالها كسب الوقت واستباق الزمن لتهويد المدينة وفرض وجودهم الباطل عبر مسلسل متواصل من التزييف والشطب والكذب. وشددت الحركة في بيان لها، بمناسبة مرور الذكرى الرابعة والأربعين لاحتلال مدينة القدس، والتي مثّلت نكبةً متصلة بتلك التي وقعت قبل ما يزيد عن ثلاثةٍ وستين عاماً في الرابع عشر من مايو عام 1948م، أن مواجهة ما يجري في القدس من سياسات وبرامج تهدف إلى شطب الوجود العربي والإسلامي في المدينة يتطلب إجماعاً على التمسك بها ودعمها وإسنادها ورفض تقسيمها أو تجزئتها. وأضافت، أن زحف الجماهير في 15/ أيار كان يهدف إلى العودة إلى فلسطين التاريخية، ولم تعد وعود إقامة الدولة سقفاً لنضالهم وتضحياتهم. وشددت على أن الانحياز الأمريكي المتواصل مع الكيان الإسرائيلي والذي وصل حد الشراكة الكاملة في الاحتلال وجرائمه ليس غريباً على إدارة تغذي العنصرية والإرهاب والتطرف وتتستر خلف شعارات وأقنعة الديمقراطية والحرية. و قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين : إن انطلاق شبيبة فلسطين وجماهيرها الشعبية في ذكرى النكبة نحو مجدل شمس ومارون الرأس والكرامة ورفح وقلنديا وبيت حانون، كان تعبيراً عن الطاقات الثورية الهائلة التي يختزنها شعبنا، وعن إحساس شعبي عميق بالتغيرات الثورية في الوطن العربي. وأشارت في بيان لها إلى أن الذكرى ال44 لهزيمة حزيران 1967، تعتبر المحطة الثانية لأكبر عملية تطهير عرقي على أرض فلسطين داعية أبناء شعبنا أينما كانوا للانخراط في حركة التلاحم الوطني. من جهتها قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين : إن حركات التغيير الشعبية في الوطن العربي إنما جاءت لتشكل انعطافة في مسار الصراع وتصويبه، فضلاً عن استعادة حقوق الشعوب، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير، بدءاً من معالجة الاهتراءات المزمنة، وتجديد الصراع من خلال إعطائه زخم الفعل الشعبي المقاوم، الذي انعكس على المستوى الفلسطيني بحركة الشباب الرافضة للانقسام، والمتوجهة لدحر الاحتلال وإطلاق انتفاضات جديدة في مواجهة الاحتلال.