أطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع، ومدافع المياه، لتفريق محتجين في وسط اسطنبول، حاولوا إحياء الذكرى الأولى، لأكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ عقود. وأغلقت السلطات الطرق، وأوقفت وسائل النقل العام لمنع الوصول إلى ميدان تقسيم وحديقة غازي المجاورة له السبت، حيث أدت خطط الحكومة لإزالة المساحة الخضراء وإقامة مجمع تجاري إلى تفجر احتجاجات العام الماضي. وحالت صفوف الشرطة دون اقتراب الناشطين الذين كانوا يأملون في تلاوة بيان في ميدان تقسيم، ويضعون الزهور في الحديقة، إحياء لذكرى ستة أشخاص على الأقل قتلوا في الاحتجاجات ضد حكم رئيس الوزراء طيب أردوغان. وقتل ستة آخرون في اضطرابات متفرقة في الأشهر التالية مع احتدام الغضب ضد اردوغان وحزب العدالة والتنمية بزعامته. وقد تكون احتجاجات الشوارع سمة متكررة خلال فترة الاستعداد لانتخابات الرئاسة التي تجري في أغسطس، والتي من المتوقع أن يترشح فيها أردوغان، ولكن لا أحد يذكر يتوقع أن يسبب هذا ضرراً سياسياً جسيماً لأردوغان الذي شغل منصب رئيس الوزراء ثلاث فترات. وقال مسؤول كبير في حزب العدالة والتنمية، السبت: إن أردوغان قد يرشح نفسه للرئاسة ويحكم تركيا حتى 2023 . وفي شارع الاستقلال التجاري المزدحم الذي يؤدي إلى ميدان تقسيم وهم يرددون هتافات تطالب باستقالة اردوغان وتصفه بالقاتل. وقالوا: «تقسيم هي كل مكان والمقاومة في كل مكان». وتدخلت الشرطة واطلقت الغاز المسيل للدموع على الحشود، مما اجبرهم على التراجع. وقالت جمعية حقوق الإنسان التركية: إن 80 شخصا اعتقلوا، وأصيب 13 في اشتباكات مع الشرطة، ولكن لم تتوافر احصاءات رسمية على الفور. وحلقت طائرات هليكوبتر للشرطة في الأعلى. وأجبر سائحون يجرون حقائبهم على العودة للهرب من الغاز. وفر بضع مئات من المحتجين الذين كانوا يحملون لافتات سياسية من الشرطة باتجاه مضيق البوسفور، وهو الممر المائي الذي يقسم اسطنبول الى شقين. وذكرت محطة سي ان ان ترك، أن الشرطة فضت ايضا احتجاجات في العاصمة أنقرة ومدينة أضنة الجنوبية. وفي أحياء اسطنبول فتح السكان النوافذ وقرعوا الأواني، وهو أحد أشكال المعارضة التقليدية التي تم استخدامها طوال احتجاج غازي. واتهم اردوغان معارضيه بالتظاهر للضغط لتنفيذ مطالبهم ولكنه قال: إن الانتخابات المحلية التي جرت في 30 مارس الذي فاز فيها حزبه بشكل حاسم تعني حصوله على إذن للتصدي لذلك. وقال في كلمة تلفزيونية: «أريد أن يرى شعبي بوضوح أن خونة في الداخل والخارج استخدموا الشبان كبيادق في حوادث غازي». «وفي 30 مارس أذنتم لي بمحاربة هؤلاء الخونة والبيادق».