أسواق النساء في مدن ومحافظات المنطقة الشرقية أضحت حكرا على كبيرات السن منهن فقط وتغيب عنها الفتيات والشابات وحتى النساء صغيرات السن وكل ذلك يعود لمفاهيم مرتبطة بثقافة العيب ونظرة المجتمع للمرأة البائعة خصوصا صغيرات السن ومن هن في مقتبل العمر. وترى المواطنة نورة الأحمد بأن أسواق النساء المنتشرة في جميع مدن ومحافظات المنطقة الشرقية وغيرها في القرى والهجر والبلدات أصبحت أسواقا محتكرة للكبيرات فيما توارت الشابات والفتيات والنساء الصغيرات لأسباب معلومة لا تغيب عن فطنة المجتمع الذي بات ينظر إلى بعض المهن بعين الريبة والقلق. أين الشابات؟ ليس بالإمكان، كما تقول نورة، رؤية بائعة شابة في السوق الذي تحول إلى واحة لكبيرات السن المتخصصات في تسويق المستلزمات الشعبية والملابس النسوية مثل البراقع والعباءات والطرح وغيرها من ادوات الزينة وتقول إن احتكار المسنات للسوق يعود إلى العيب الاجتماعي والنظرة القاصرة وهو عيب اجتماعي متوارث بل إن بعض الفتيات لا تعلن أن والدتها أو جدتها أو قريبتها تعمل بائعة في السوق النسوي. تضيف نورا «وهذا أمر غريب خاصة أن عمل المرأة المسنة وكسبها للقمة الحلال عمل شريف ولها الأجر بإذن الله تعالى في الدنيا والآخرة إلا أن هناك للأسف من يستحي من هذه الأعمال ويعتبرها شرخا في حياته بسبب الفهم القاصر والمعيب». ثقافة محبطة المواطنة خلود الصالح ذكرت أن أسواق النساء في المدن والمحافظات لها نكهة خاصة وجميع النساء يحرصن على زيارتها والحضور إليها فهناك سلع لا تباع إلا في مثل هذه الأسواق وأدرك الجميع أن مثل هذه البضائع والسلع لا توجد إلا هنا مثل بيع الأقط وغيره من الأكلات الشعبية، مشيرة إلى أنها لم تشاهد أي شابة تعمل في هذه الأسواق ولا حتى من قبيل مساعدة والدتها أو أختها البائعة.. بل إن بعض الفتيات يتأففن عن ذلك. وتضيف خلود أن الجميع يرى كد وحرص النساء خاصة الكبيرات في السن وهن يعملن بجد وبعضهن يعملن وسط أجواء حارة وطقس متقلب في سبيل كسب اللقمة الحلال وبعضهن في أمس الحاجة إلى هذا العمل الشريف وبعضهن أمضين فيه سنين عديدة وأصبح للبعض منهن اسم تجاري وشهرة واسعة في المنطقة. إلى ذلك، تعتبر الأسواق النسائية الخاصة في مدن الدمام والخبر والأحساء من أكثر الأسواق قدما والبعض منها تجاوز الأربعين عاما تقريبا وهي تشتهر ببيع كل ما يتعلق بالمرأة سواء في اللباس وبعض الأكلات الشعبية وتشهد إقبالا كبيرا من النساء ولها زبائن يأتون إليها من دول الخليج المجاورة مثل الكويت والبحرين وقطر والإمارات.