يسعى وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، إلى التوصل لاتفاق قريب مع الولايات الألمانية حول استقبال المزيد من اللاجئين السوريين. وقال شتاينماير أمس خلال زيارته لأحد مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان: "مسؤوليتنا تفوق ما نقوم به حاليا". ووفقا للبيانات الرسمية، تقدم أكثر من 31 ألف سوري بطلبات لجوء إلى ألمانيا خلال السنوات الثلاث الماضية. ووضعت الحكومة الألمانية برنامجا خاصا العام الماضي لتوفير 10 آلاف مكان للاجئين السوريين. وبسبب تدهور الأوضاع في سوريا، يعتزم وزراء داخلية الولايات الألمانية إجراء مشاورات في يونيو المقبل حول زيادة هذا العدد. وأشار شتاينماير، إلى ضرورة أن يجري وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير محادثات مع نظرائه في الولايات الألمانية حول هذا الأمر، وقال: "بعدها سنتقدم باقتراح للحكومة". مضيفا: إنه من الواضح لجميع الأطراف "مدى صعوبة الوضع بالنسبة للدول المجاورة (لسوريا)". ووصل شتاينماير في وقت سابق الجمعة إلى شرق لبنان لزيارة اللاجئين السوريين الذي فروا من وجه القتال في بلادهم. وتوجه الوزير إلى مخيم "مار الياس" بوادي البقاع، يرافقه وفد من وكالة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين. ومن المقرر أن يلتقي الوزير الالماني رئيسة بعثة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان نينيت كيلي، بمنشأة التسجيل التابعة للوكالة في منطقة زحلة، شرق لبنان. ومن المقرر أن يسلم شتاينماير سيارات إسعاف قدمها الصليب الأحمر الألماني لنظيره اللبناني. وكان وزير الخارجية الالماني قد اعلن الخميس استعداد بلاده لاستضافة مؤتمر دولي على ارضها، من اجل انشاء صناديق ائتمانية تساعد في تمويل حاجات اللاجئين السوريين في لبنان. وقال شتاينماير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل، بعد اجتماعهما في مقر وزارة الخارجية في بيروت: "نحن نعي انه بالنسبة الى لبنان، الحرب الجارية في البلد الجار سوريا تشكل تحديا كبير، ونعرف ان هناك افواجا من اللاجئين تمر عبر الحدود الى لبنان كل يوم، وهؤلاء اللاجئون يأملون ألا يجدوا فقط الامن، انما ايضا الغذاء ولأطفالهم التربية والمدارس". واضاف: "تحدثنا عن الامكانات المتاحة لمساعدة هذا البلد في هذه المسألة". مضيفا: "نحن قلنا بصراحة ان هناك امكانية لعقد مؤتمر دولي لبحث امكانية انشاء صناديق ائتمانية لدعم المؤسسات العاملة في هذا المجال (مساعدة اللاجئين) في لبنان، والمانيا خير مكان لتنظيم هذا المؤتمر". ويستضيف لبنان اكثر من مليون لاجئ سوري، بحسب ارقام المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، بينما تقول السلطات اللبنانية: ان العدد اكبر من ذلك. ويعاني لبنان ذو الموارد المحدودة، من اعباء كثيرة في تأمين حاجات هؤلاء الذين ينافسون اللبنانيين ايضا على سوق العمل. ويعيش معظمهم على المساعدات التي تقدمها المنظمات غير الحكومية والدولية. وقال شتاينماير: ان "المانيا عبر السنوات الثلاث الماضية، قدمت مئة مليون يورو من المساعدات للاجئين. اليوم اتفقنا على زيادة هذا الرقم إلى خمسة ملايين لتقديم المساعدات الطبية والانسانية". كما اشار الى ان بلاده قررت استضافة عشرة آلاف لاجئ سوري، الى جانب العشرين الفا الذين استقبلتهم خلال السنوات الثلاث الماضية. وقال: "هذا العدد طبعا قليل، ولا يقارب الاعداد التي تستقبلها دول المنطقة مثل تركيا او الاردن او لبنان".