طرد الأردن السفير السوري في عمان بهجت سليمان، وأمهله 24 ساعة لمغادرة البلاد، بعد اساءات متعمدة وجهها إليه وإلى دول خليجية، وردت دمشق على الخطوة الأردنية بطرد القائم بالأعمال الأردني لديها. ونقلت قناة الإخبارية السورية التابعة لنظام بشار الأسد عن وزارة الخارجية السورية أنها "ستصدر قرارا بطرد القائم بالاعمال الأردني من دمشق بعد ان أصدرت الخارجية الأردنية قرارا تعتبر فيه السفير السوري في عمان شخصا غير مرغوب فيه". وقالت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان بلسان المتحدثة باسمها صباح الرافعي: إن "الوزارة سلمت السفارة السورية في عمان - بعد ظهر (الاثنين) - مذكرة تتضمن قرار الحكومة الأردنية اعتبار السفير السوري في عمان بهجت سليمان شخصا غير مرغوب فيه وأمهلته 24 ساعة لمغادرة الأراضي الأردنية". وأكدت أن "قرار الحكومة يأتي في ظل استمرار السفير السوري في توجيه الاساءات، عبر لقاءاته الشخصية وكتاباته في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ضد المملكة الأردنية الهاشمية وقيادتها ورموزها السياسية ومؤسساتها الوطنية ومواطنيها". وأشارت الرفاعي إلى أن "سليمان استخدم الأراضي الأردنية كمنبر للتشكيك في مواقف الأردن، وتوجيه الاتهامات الباطلة له في أكثر من موقع وأكثر من تصريح وأكثر من مرة". كما أشارت إلى أن "السفير السوري استخدم الأراضي الأردنية لتوجيه الاساءات المباشرة لدول عربية شقيقة وجارة للأردن وقياداتها، التي تربطها بالأردن أوطد العلاقات الاخوية وأمتنها". واعتبر الأردن "الإساءات" الموجهة لأشقائه "خروجا سافرا على كل الأعراف والمواثيق الدبلوماسية"، رافضا استخدام أراضيه في الإساءة للأشقاء. وقال مصدر رفيع بوزارة الخارجية الأردنية ل "اليوم" : إن ما قصدته الخارجية الأردنية بالدول العربية - التي أساء إليها السفير سليمان - هي "دول الخليج". وقال: إن "سليمان وجه كلاما لا يليق "بدبلوماسي" للمملكة العربية السعودية، الشقيقة الكبرى للأردن، خلال إحدى جلساته، وطالب الحاضرين بشن حملة ضد المملكة السعودية وقيادتها". وبين المصدر أن "توجيهات السفير لضيوفه أبلغت إلى الجهاز الأمني الأردني الذي أطلع مرجعية عليا في الدولة الأردنية عليها". وأشار إلى أن "المرجعية العليا في الدولة الأردنية أمرت الحكومة بالتحرك فورا للتخلص من السفير سليمان، وهو ما برز في طرده بقرار رسمي ومحدد زمنيا". ورد نظام الأسد بشكل فوري على الخطوة الأردنية، بإعلان وزارة الخارجية في دمشق القائم بالأعمال الأردني لديها شخصا "غير مرغوب فيه"، ورغم إساءات سفيرها لدى عمان المتكررة وصف البيان السوري قرار الأردن بأنه لا مبرر له. وقالت الخارجية السورية في بيان: "ردا على قرار حكومة المملكة الأردنية الهاشمية المستهجن الذي لا مبرر له باعتبار سفير الجمهورية العربية السورية في عمان شخصا غير مرغوب فيه فقد قررت حكومة الجمهورية العربية السورية اعتبار القائم بأعمال سفارة المملكة الأردنية الهاشمية في دمشق شخصا غير مرغوب فيه". وأضافت انها "طلبت من السفارة الأردنية في دمشق إبلاغ القائم بالأعمال منع دخوله أراضي الجمهورية العربية السورية". ووجه الأردن في السادس من يونيو الماضي "انذارا نهائيا" لسفير دمشق مهددا باعتباره "شخصا غير مرغوب به". وقال وزير الخارجية الاردني حينها: إن "سفير سوريا بهجت سليمان قد تجاوز كافة الاعراف والممارسات الدبلوماسية من خلال تصرفاته ولقاءاته المعلنة وغير المعلنة وتصريحاته المرفوضة والمدانة". وتوترت العلاقات بين الأردنوسوريا منذ اندلاع النزاع السوري منتصف مارس 2011، واستدعي سفير الأردن في دمشق عمر العمد الى عمان للتشاور إثر هجوم قام به نحو 120 متظاهرا سوريا في 14 نوفمبر على مبنى السفارة الأردنية، وأنزلوا عنه العلم الأردني. وحذر الأسد في لقاء صحافي في أبريل 2013، من امتداد "الحريق" السوري الى الأردن الذي يتهمه النظام بتسهيل تسلل مقاتلين معارضين عبر الحدود المشتركة بين البلدين، ويستضيف الأردن نحو مليون وربع المليون مقيم ولاجئ سوري.