زوجة تسأل: بعد سنوات اكتشفت أن زوجي لديه علاقات نسائية أخرى، حيث يرسل لهن هدايا، وقد وجدت إيصالات في جيبه تؤكد ذلك، وفيها العنوان لصاحبات الهدايا، واكتشفت بالصدفة بجواله صورًا - والعياذ بالله - لامرأة على مواضع مختلفة.. طلبت منه أن يحلف على القرآن بأنه سيترك هذه المعاصي لكنه رفض أن يحلف على القرآن.. علمًا بأن أغلب وقته يقضيه في النت في غرف الشات.. وقد تضايقت منه كثيرًا، ولا أدري ماذا أفعل؟ أرشدوني مأجورين.. د. غازي بن عبد العزيز الشمري جواب د. غازي بن عبد العزيز الشمري أختي.. لنناقش مسألتكِ بهدوء ورويّة.. لنحاول الوصول إلى حلٍّ ناجعٍ لها.. زوجكِ يقيم علاقات مع النساء، يقدِّم لهنّ الهدايا ولديه صور لهنّ في أوضاع مريبة.. وهو يقضي وقته في غرف الشات ويرفض القسم بالله أن يترك هذه الموبقات.. وفي المقابل أنتِ امرأة ملتزمة تحرصين على استقرار عائلتك وهداية زوجك، وتحبين عائلتك وتريدين السعادة والحفاظ على بناتك الخمس أسعدهنّ الله تعالى، وسترهنّ في الدنيا والآخرة.. فلنبدأ من هنا! قلتِ إنه حصل العديد من المشاكل في الماضي ما جعلك تعودين إلى بيت أهلك، ثم تصالحتما، وها هو الوضع لا يزال على ما هو عليه.. لِم برأيك؟ بكل بساطة لأنه لم تتم معالجة الموضوع بطريقة صحيحة.. والمشاكل العالقة مازالت والتوتر بينكما والبُعد الروحي أيضاً ما زالا يحاصرانكما.. ولذلك أدعوكِ أختي للبدء بالتفكير الصحيح في معالجة مشاكلك مع زوجك، والمحافظة على بيتك بفطنة وإصرار.. ولأُصدِقكِ القول بعيداً عن ممارسات زوجك التي لا يمكن لامرأة أن تقبلها، ولكني أخشى أن تكوني أنتِ مَن دفعته إلى ذلك بعدم اهتمامك به كما يجب، وعدم التزيّن له وتزكية مشاعره، وإظهار الاهتمام به، وأنه رجل حياتك الذي تعشقين.. لستُ بصدد شنّ هجوم عليكِ، وتحميلك المسؤولية كاملة، فلا شك أنّ الرجل يشترك في المسؤولية تجاه كل ما هو حاصل، خاصة إن كان يسيء إليكِ وإلى دينه ونفسه ابتداءً بما يفعل.. ولكني أخاطبكِ أنتِ الآن لأني حريصة -كأنتِ- على بيتك واستقرارك وعائلتك وسعادتك.. وأريدكِ أنتِ أن تبادري إلى التغيير واستعادة زوجك من براثن الموبقات.. وأنتِ جديرة بذلك إن استعنتِ بالله جل وعلا، وتوكلتِ عليه حق التوكل، وقمتِ بخطوات حقيقية صادقة لتصلي إلى مرادكِ.. ولا أريد سماع كلمة «تعبت» فإن كان الشيطان لا ييأس من محاولاته هدم البيوت والأُسر والتفريق بين المرء وزوجه ليكون هو القريب من إبليس نعوذ بالله منه فلِم تيأسين أنتِ من محاولاتك الحفاظ على بيتك وعائلتك والمحاربة من أجل ذلك وأنت معك الله جل وعلا؟! أسئلةٌ كثيرة تحتاجين إلى إجابات وافية لها لتضعي رجلك على أولى خطوات النجاح في ترميم العلاقة بينك وبينه بل وتجويدها. ثم تقولين إنك طالبته بالحلف كما لو أنه طفل صغير وهو الرجل القوّام على البيت والمسؤول عنه فما كنتِ تنتظرين منه اخيّة؟ ما فعلته -بلا شك- يخدش رجولته بنظره، ولن يستجيب لكِ فيما تطلبين بل يبعده أكثر عنك! ولكني أتلمّس بعض خوف من الله تعالى إذ هو لم يقسم لأنه يعلم أنه لن يستطيع أن يفي بقسمه، فحاولي استغلال هذه النقطة في زوجك وأقصد بها الإيمان لتقوّيه وتنطلقي منها للاطمئنان المبدئي أن فيه خيراً.. كما أني ألومك أختي على تجسسك على زوجك خاصة من جهة التفتيش في موبايله ولا يوجد صدفة في الإسلام بل كل شيءٍ مقدَّر، ووصولك إلى هذه الصور كان بإرادتك أخية.. دعينا الآن نضع جملة وصايا لتأخذي بها لعلها تساهم في تحسين الوضع بينكما إن شاء الله تعالى.. - حاولي إعادة المياه إلى مجاريها بينك وبينه، والتودد إليه والتقرب منه، والتزين له لتشغليه عمّا سواكِ.. - حاولي تغيير جو البيت الكئيب والنكِد، وأضفي عليه لمساتك الجميلة، وأشعِريه بهذا التغيير، وحرِّكي حواسه كلها تجاهك.. - واضح أختي أن زوجك يفتقر إلى الإيمان العميق بالله جل وعلا والتقوى الذي يمنعه من ممارسة ما يقوم به خشية الله تعالى، فساعديه على التقرب من الله تعالى بطرق عديدة، واستعيني بالصالحين من حولكم، واطلبي منه أن يصلّي بك إماماً، فالمشاركة في الطاعات كالصلاة والصيام والذكر لها أثر كبير.. كما أنّ في طلبك إمامته وحيا له أنك تحترمينه وأنك تثقين بإيمانه فلعل هذا يدفعه -حياءً- إلى ترك ما يفعل! - عليك بالدعاء والإلحاح على الله جل وعلا أن يحسِّن الأحوال ويهدي قلبه، ويعينك على الصبر والتغيير، واعلمي أن لكِ أجراً كبيراً في هذا الصبر والتغيير.. بارك الله بك اخية وأسأله تعالى أن يجعلك مفتاحاً للخير وأن يوفقك في الحفاظ على هذه الأسرة والله تعالى لا يضيع أجر عامل منكم وهو معك ولن يتِركِ أعمالك بإذنه.