المشاهد والمتابع للساحة يخرج بأشياء كثيرة، أشياء تدعو للشفقة للشعر أولاً وللشعراء ثانياً وثالثاً وعشراً. في الغالب يتقاسم الكعكة نفس الشعراء، نفس الأسماء تتكرر وفي أغلب المناسبات والمسابقات تواجد شعراء بعينهم أمرٌ غريب وعجيب ، يجعلك تفغر فاك وتقول: يا سبحان الله. لا أخفيكم أنني أصبحت أشك في بعض القناعات التي تربينا عليها وكنّا ندافع عنها كل هذا الوقت، كقول: ( لا يصح إلاّ الصحيح ) والبقاء للأصلح ! ** فما أراه أن كل هذه الشعارات لا تؤتي أوكلها أبداً ، بل إن أصدق ما ينطبق علينا قول الشاعر : ( نعيبُ زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا ). ** الشعراء الذين كتبوا الشعر للتسلية وإضحاك الجمهور وانتقاء ما يعجب الأكثرية ، الشعر المسكون بكل شيء إلاّ الشعر هم الذين أصبحوا في كل مكان وفي كل قلب. ** الشعراء الذين لم يسهروا ويتعبوا من أجل أن يخرجوا بنصٍ محمّل بالشعر والصور التي تبقى في الذاكرة على الأقل في ذاكرة الشعر هم الذين بقوا في ذاكرة جوجل. ** جربوا أن تكتبوا اسما ( كتركي حمدان مثلاً ، أو علي الضوي ، أو محمد السعيد ، أو عبد المعطي البدراني ، أو عدوان السرحاني ، أو خالد صالح الحربي ) لن تجدوا ما ستجدونه لو بحثتم عن غيرهم دونما تحديد طبعاً فهم أكثر من أن تستوعبهم ذاكرة. ** أعترف بأننا بعد كل هذا العمر وبعد أن هرمنا في هذه الساحة ضللنا الطريق إلى قلوب الكثير من القراء، كنا نقول: إننا على استعداد لأن نخسر القراء على أن نخسر أنفسنا، ولعلنا في الأصل لم نستطع أن نكسب القراء ونكسب أنفسنا في الوقت نفسه. ** وكنتُ أقول وأردد دائماً : ياما في الشعر مظاليم ، لكنني الآن أجزم بأن كل شخص يستحق ما وصل إليه وألا ظلم لأولئك إلاّ أنفسهم ، حاولوا أن يكتبوا للنخبة ، والنخبة مصابة بالتخمة وتبحث وتحب ما يروّحً عنها. ** فيا معشر الشعراء المنظِّرين: ماذا تنتظرون؟ ذهبت أعماركم وأنتم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، أكتبوا ما يعجب الناس هذا إن استطعتم طبعاً، لأنني أشك في ذلك أو اتركوا الشعر لأهله. ** واقرؤوا لخلف مشعان واستمتعوا لمحمد الذيب ، وصفقوا لناصر الفراعنة وأرسلوا مسجاتكم لطلب آخر ما كتبه علي الحارثي واحتسبوا الأجر!