عندما يتحدث خادم الحرمين الشريفين، على الجميع أن ينصتوا ويفهموا ويعوا، وينصتوا لكلماته، ويفهموا نصائحه وتوجيهاته، ويعوا حجم المسئولية الملقاة على عاتق كل منهم ، فقد حملت كلمات المليك الأحد الماضي لدى استقباله – حفظه الله- أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين وقادة وضباط الحرس الملكي وجموعاً من المواطنين من أهالي منطقة مكةالمكرمة ومنطقة المدينةالمنورة منهج عمل للدين والدنيا، للمواطنين والمسئولين، عكست كلماته حكمة فطرية وحنكة إدارية وعواطف أبوية، كلمات قائد عظيم وملك عزيز، أبى من تواضعه أن يطلق عليه الشعب «ملك القلوب» فملك كل القلوب، ثم تجلّت عظمته في أجل صوره عندما بلغ قمة التواضع وهو يقول لشعبه: «ما أنا إلا خادم لكم»... عندما يقول هذه الكلمات شخصية بحجم وقامة خادم الحرمين الشريفين، فإنها بمثابة دروس عملية تحمل رسالة قوية وتوجيها حاسما لكل مسئول في موقعه، بأن وظيفة كلّ منهم الأولى هي قضاء حوائج العباد بحب وتواضع، لذلك كان من فطنته وحكمته أن يتبع تلك الجملة بتأكيد عملي، قائلا: «صدّقوني أنني لا أنام إلا ولله الحمد سائلاً عن كل المناطق»، ليعي الجميع أن التواضع هو قمّة المسئولية، والمسئولية لدى ملكنا تعني في وجهها الآخر العدالة والمساواة ، لا ينفصل كلاهما عن الآخر، فكما يتابع المليك أحوال « كل المناطق» دون تمييز لمنطقة عن أخرى، يجب – على المستوى الضيق- أن يكون كل المواطنين سواء، و-على المستوى الأوسع- السعي لتحقيق التنمية المتوازنة للمناطق، وهذا هو هدف إستراتيجي لحكومة خادم الحرمين الشريفين، وهو الهدف العام الرابع لخطة التنمية التاسعة (2010-2014)، والتي أكدت على «تحقيق التنمية المتوازنة بين مناطق المملكة وتعزيز دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية»، وقد حددت الآلية التنفيذية الثالثة لخطة التنمية الخطوات الرئيسة التي سيتم اتخاذها خلال مدة الخطة لتقليص الفجوات التنموية بين المناطق الإدارية. كلمات ترتبط بخطط تنموية، وآليات تنفيذية، كلمات ملكٍ قلّ أن يجود الزمان بمثله، ملكٌ يوصي شعبه، قائلا: «أوصيكم بتقوى الله فوق كلِّ شيء ثم حب الوطن . وثانياً: أوصيكم بالصدق» وكررها ثلاثا، بل ولإيمانه بمدى أهمية الصدق وشدة الحاجة له في زماننا هذا ، فصّل فيها القول: «عليكم بالصدق في معاملاتكم وفي بيوتكم وفي أولادكم وفي أقاربكم وفيمن يسمع منكم. أرجوكم أن تتمسكوا بالصدق لأن الصدق حبيب الله وهو أوفى للإنسان ،وأوفى ما للإنسان الصدق». وصايا ونصائح، آثر خادم الحرمين الشريفين أن ينقلها لشعبه في الذكرى السادسة لتوليه – أيّده الله- مقاليد الحكم في البلاد، ليفرض علينا جميعا تحديا أن نكون على مستوى المسئولية التي حمّلتنا إياها القيادة من أجل ديننا ودنيانا، فعلى تقوى الله، وحب الوطن، والصدق في التعاملات والمعاملات، والتواضع في كل وقت وحين نجدد لكم العهد والولاء يا خادم الحرمين الشريفين، فليحفظكم الله لنا ويبارك في جهودكم ويوفقكم إلى ما فيه خير البلاد والعباد. [email protected]