بدأت حركة طالبان أمس، «هجوم الربيع» السنوي الذي تشنه ضد القوات الدولية والأفغانية بإطلاق صواريخ على مطار كابول، وشن سلسلة هجمات أخرى في مختلف أنحاء البلاد، حيث قتل ثلاثة أشخاص في غزنة، كما أعلن مسؤولون أفغان. ويجري هجوم أيضا في جلال أباد، حيث تمكن انتحاريان من دخول حرم وزارة العدل التابعة للحكومة المحلية، وقال هزارات حسين مشرقيال الناطق باسم الشرطة المحلية لوكالة فرانس برس: «هناك تبادل للنيران مع قوات الأمن الأفغانية»، وأضاف «لقد اطلقنا صواريخ أيضًا على حركة طالبان، وطوقنا المبنى». وفي «غزنة» قتل ثلاثة أشخاص على الأقل، وأصيب ثمانية إثر سلسلة هجمات شنها متمردون إسلاميون، كما أعلن نائب حاكم الولاية محمد علي أحمدي. واستهدف المتمردون مراكز أمنية للشرطة، وأطلقوا صواريخ أيضًا على مكاتب الإدارة المحلية. وفي العاصمة كابول، انفجر صاروخان على الأقل شمال المطار الدولي، تزامنا مع الموعد الذي حدده المتمردون لبدء هجوم واسع النطاق على المستوى الوطني ضد القوات الدولية ومنشآت الحكومة الافغانية. وأعلن قادة طالبان الأسبوع الماضي أن الهجوم الذي سيكون الأخير، قبل انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان، سيؤدي إلى «تطهير البلاد من الكفار والمفسدين»، وحذروا من أن المترجمين الأفغان والمسؤولين الحكوميين والسياسيين، والقضاة سيكونون أيضا أهدافا. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية صديق صديقي لوكالة فرانس برس: إن صاروخين سقطا شمال مطار كابول الدولي، لكن بدون وقوع اصابات. وأكدت القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن (ايساف) التابعة للأطلسي أنها تحقق بالهجوم على المطار، واضافت: إن قذائف هاون أطلقت أيضا على مطار باغرام، أكبر قاعدة لايساف في أفغانستان، شمال كابول، وتبنت طالبان مسؤولية الهجومين عبر تغريدة على تويتر، وقالت: إن ضربات أخرى نفذت في أنحاء أخرى في البلاد، ويتزامن هجوم الربيع الذي أطلق عليه اسم «خيبر»، مع الدورة الثانية من الانتخابات الشهر المقبل لاختيار خلف للرئيس حميد كرزاي، الذي حكم البلاد منذ سقوط نظام طالبان في 2001. ومن المقرر أن ينسحب حوالى 51 ألف عنصر من القوة الدولية لا يزالون في أفغانستان، بحلول ديسمبر، مع انتهاء مهمتها القتالية التي كانت طويلة ومكلفة ضد المتمردين. وتعتزم القوات الأميركية إبقاء آلاف الجنود في أفغانستان بعد الانسحاب الدولي في 2014 لتدريب الجيش الأفغاني، وشن عمليات لمكافحة الإرهاب، لكن ذلك يبقى رهنًا بتوقيع اتفاقية أمنية ثنائية بين البلدين. ويبدأ فصل القتال عادة في أفغانستان في إبريل أو مايو مع ذوبان الثلوج في الجبال. وفي بيانها الأسبوع الماضي، الذي أعلنت فيه عن بدء الهجوم، أكدت طالبان أنها تصر على الانسحاب غير المشروط لكل القوات المحتلة، وترى أن مواصلة جهادها المسلح أمر ضروري لتحقيق هذه الأهداف، وأضاف بيان طالبان «إذا ظن الغزاة وأتباعهم الداخليون أن خفض عدد القوات الأجنبية سيؤدي الى تراجع قوة جهادنا، فإنهم مخطئون». وتشن حركة طالبان التي أطاح بها من الحكم تحالف عسكري دولي بقيادة الولاياتالمتحدة عام 2001، تمردًا لم تتمكن القوات الدولية من وقفه منذ ذلك الحين.