دخل وقف لاطلاق النار حيز التنفيذ أمس في احياء حمص القديمة، تمهيدا لتطبيق اتفاق يقضي بخروج مقاتلي المعارضة السورية من هذه الاحياء المحاصرة منذ نحو عامين من قوات النظام، في حين قتل 20 شخصا في بلدتي جبرين والحميري في ريف حماة بسيارتين مفخختين. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان "بدأ ظهر امس تنفيذ وقف لاطلاق النار في الاحياء المحاصرة من حمص التي تتعرض لحملة عسكرية منذ نحو اسبوعين، تمهيدا لتنفيذ اتفاق بين طرفي النزاع". واوضح ان الاتفاق "يقضي بوقف اطلاق النار والسماح بخروج المقاتلين من الاحياء المحاصرة منذ اكثر من عامين على ان يتوجهوا نحو الريف الشمالي لمحافظة حمص، ودخول قوات النظام الى هذه الاحياء". واكد ان "انسحاب المقاتلين من الاحياء لم يبدأ بعد"، وان الاتفاق "يفترض ان ينفذ خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة". وقال ناشط في المدينة يقدم نفسه باسم "ثائر الخالدية ان "الاتفاق هدنة ستستمر 48 ساعة بدءا من يوم امس، يتبعها خروج آمن للثوار باتجاه الريف الشمالي". وقال الناشط ان الاتفاق "لا يشمل حي الوعر" المحاصر ايضا والواقع على خارج حمص القديمة. وفي حال تنفيذ الاتفاق، سيكون حي الوعر المنطقة الوحيدة المتبقية في المدينة تحت سيطرة المعارضة، ويقطنه، بحسب ناشطين، عشرات الآلاف من الاشخاص، غالبيتهم من الذين نزحوا من احياء اخرى في المدينة بسبب اعمال العنف. وبدأت قوات النظام منذ منتصف ابريل حملة عسكرية للسيطرة على الاحياء المحاصرة في وسط حمص التي كانت تعتبر "عاصمة الثورة" ضد النظام. وفرض النظام حصارا خانقا على هذه الاحياء منذ يونيو 2012. ومطلع العام الجاري، تم اجلاء نحو 1400 مدني من الاحياء المحاصرة في اطار اتفاق اشرفت عليه الاممالمتحدة. وخرجت في الاسابيع التي تلت اعدادا اخرى لم تحدد في عدادها مقاتلون. ولا يزال حوالى 1200 مقاتل و120 مدنيا وستون ناشطا يتواجدون داخلها، بحسب ناشطين. وشهدت المدينة العديد من الاحتجاجات ضد نظام بشار الاسد منذ منتصف مارس 2011. وسيطر النظام على غالبية احيائها في حملات عسكرية عنيفة ادت الى مقتل المئات مع دمار كبير. سيارتان مفخختان وفي حماة المجاورة لحمص، قال التلفزيون السوري الرسمي إن 20 قتلوا جراء تفجير سيارتين مفخختين ببلدتين بريف حماة. وأعلن التلفزيون السوري مقتل 20 بينهم 11 طفلا وإصابة 50 بجروح جراء استهداف من وصفهم بالإرهابيين بلدتي جبرين والحميري في ريف حماة بسيارتين مفخختين. ونقلت شبكة سوريا مباشر عن ناشطين بمستشفى مصياف الحكومي أن انفجار السيارتين المفخختين أسفر عن مقتل أكثر من 15 وإصابة 46. من جانبه قال مركز حماة الإعلامي إن قوات من المعارضة فجرت سيارتين مفخختين فجر امس في مخفرين تابعين للجيش الوطني أو ما يطلق عليهم "الشبيحة" في بلدتي جبرين والحميري اللتين تقطنهما أغلبية موالية للنظام مما أدى إلى قتل وجرح العشرات من قوات الجيش، بحسب ما أفاد المركز. ويأتي تفجير السيارتين في ريف حماة بعد ثلاثة أيام فقط من هجمات على مناطق يسيطر عليها النظام في حمص والعاصمة دمشق مما أدى لمقتل أكثر من مائة، بحسب حصيلة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان. من جانبها اغارت طائرات النظام على بلدتي طلف وحربنفسة تزامنا مع قصف مدفعي على المنطقة واشتباكات على عدة محاور بريف حماة الجنوبي واشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في مدينة مورك بريف حماة الشمالي. وتحدث مركز حماة الإعلامي عن نزوح أعداد هائلة من أهالي بلدة طلف بريف حماة الجنوبي هربا من القصف العنيف الذي تتعرض له البلدة.
دمشق وريفها من جهة اخرى، أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بأن غارات جوية استهدفت حي جوبر تزامن مع قصف مدفعي واشتباكات عنيفة دارت على عدة محاور بالحي الواقع في العاصمة دمشق. كما استهدفت المدفعية الثقيلة مدن وبلدات المليحة وخان الشيح وزملكا وداريا والزبداني، وعدة مناطق أخرى بالغوطة الشرقية مع استمرار الاشتباكات على أطراف بلدة المليحة. في المقابل استهدف الجيش الحر رتلا لقوات النظام شرق القلمون في ريف دمشق وقصف مطار الضمير العسكري بصواريخ غراد. وقال ناشطون إن حركة المطار توقفت جراء القصف الذي أدى إلى اشتعال النيران في بعض مبانيه وتدمير بعض الآليات، ويعتبر مطار الضمير العسكري أحد أكبر المطارات العسكرية في سوريا، ويقع على بعد نحو 40 كلم من العاصمة. مدفع "جهنم" وفي دير الزور استهدف الجيش الحر بمدفع "جهنم" مواقع للنظام في حي الصناعة وسط قصف مدفعي وصاروخي استهدف معظم الأحياء المحررة بالمدينة كما أغار الطيران الحربي على قرية الشولا بالريف. وفي درعا ذكرت شبكة سوريا مباشر أن قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة استهدف أحياء درعا البلد، وأن براميل متفجرة سقطت على مدن وبلدات سحم الجولان وإنخل والمزيرعة وعدوان ونوى بريف درعا حيث سقط عدد من القتلى والجرحى. المعارك ضد الجهاديين على صعيد آخر، امر زعيم القاعدة ايمن الظواهري في تسجيل صوتي جديد نشر الجمعة على مواقع اسلامية، جبهة النصرة التي تعتبر ذراع التنظيم في سوريا، بوقف المعارك ضد الجهاديين الآخرين. وقال الظواهري متوجها الى زعيم جبهة النصرة ابي محمد الجولاني ان الامر له "ولكل جنود جبهة النصرة الكرام، مناشدا كل طوائف وتجمعات المجاهدين في شام الرباط ان يتوقفوا فورا عن اي قتال فيه عدوان على انفس وحرمات إخوانهم المجاهدين وسائر المسلمين، وان يتفرغوا لقتال اعداء الاسلام من البعثيين والنصيريين وحلفائهم من الروافض". وتجري معارك عنيفة بين تنظيم دولة الاسلام في العراق والشام (داعش) منذ مطلع يناير مع تشكيلات اخرى من المعارضة السورية المسلحة على راسها "جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم القاعدة. واندلعت هذه المواجهات التي قتل فيها نحو اربعة آلاف شخص بعد اتهامات واسعة وجهت الى تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي تأسس في العراق بانه "من صنع النظام" السوري ويقوم ب"تنفيذ مآربه". وتاخذ الكتائب المقاتلة ايضا على تنظيم الدولة الاسلامية تطرفها في تطبيق الشريعة الاسلامية واصدارها فتاوى التكفير عشوائيا وقيامها بعمليات خطف واعدام طالت العديد من المقاتلين.