غدا الاثنين موعد اللقاء المنتظر بين العاشق والمعشوق وأعني بالعاشق كل من يستهويه الفن الكروي الراقي المتمثل في الموقعة الكروية وكلاسيكو الكرة السعودية المنتظر بين الهلال والاتحاد . أما المعشوق فهي المباراة ذاتها والتي تصنف من ضمن مواجهات العيار الثقيل ويكفي أنها تجمع بين الهلال والاتحاد أقوى وأفضل فريقين في المملكة والخليج ومنطقة الشرق الأوسط بل وفي آسيا برمتها في السنوات العشر الماضية . إن الفريقين يدخلان موقعة الغد وعيونهما تحدق في النقاط الثلاث فالمباراة بكل المقاييس مفصلية للفريقين فهي الطريق الوعر والصعب لفريق الهلال للانفراد بصدارة الدوري بنهاية مرحلة الذهاب وهي الطريق الأكثر وعورة وصعوبة وظلاما بالنسبة لفريق الاتحاد للابقاء على جزء كبير جدا من حظوظه للمنافسة على الصدارة والقدوم من الصفوف الخلفية . كل تلك المعطيات مؤشرات حقيقية لموقعة كروية لا هوادة فيها ويحتاج كل فريق لعوامل مهمة جدا لتحقيق مبتغاه والسؤال الذي يطرح نفسه الآن . كيف يفوز الهلال وكيف يفوز الاتحاد ؟؟ ولتكن البداية للإجابة على هذا السؤال بفريق الهلال لكونه الفريق المضيف .. يفوز الهلال إن استثمر إقامة المباراة على أرضه وبين جماهيره فعاملا الأرض والجمهور سلاحان مؤثران إن عرف أي فريق الاستفادة منهما . يفوز الهلال ان تخلص لاعبوه من حالة الخوف والهلع التي تصاحب أداءهم الفني عندما يواجهون الاتحاد وتلك حقيقة قد تكون مرة لكنها واقع لا يجب على الهلاليين تجاهله ولا يمكن التخلص من هذه الحالة إلا من خلال الإعداد الجيد من الناحية النفسية الذي يسبق المباراة . يفوز الهلال إن تمكن لاعبوه من تطويق ومحاصرة منافسه من خلال السيطرة على مفاتيح اللعب وأهمهم محمد نور وباولو جورج ونايف هزازي عندما يكون قريبا من منطقة الخطر . يفوز الهلال إن تواجد في المرمى حارس آخر غير حسن العتيبي الذي ما زالت أخطاؤه الفردية تتواصل ويدفع الفريق ثمنها غاليا وكان آخرها تعادل فريقه أمام الاتفاق . يفوز الهلال لو لعب أفراده بروح قتالية عالية ومعنى ذلك أن يسعى اللاعب الهلالي للاستحواذ على الكرة لحظة فقدانها . يفوز الهلال إن استطاع مدربه ( توماس دول ) كيف يوظف القدرات الفنية الهائلة التي يمتلكها نجومه لصالح الفريق . يفوز الهلال إن استرجع لاعبوه كيف خرج فريقهم من الآسيوية وأنه لا بد من التعويض وليس الثأر فكرة القدم لا ثأر فيها . وأخيرا يفوز الهلال إن استشعر لاعبوه أهمية المباراة وأنها الطريق الوحيد والوحيد فقط للقبض على الصدارة فهذا الحافز كاف لحسم نتيجة المباراة . وفي المقابل يفوز الاتحاد إن لعب المباراة بنفس الروح القتالية المعتادة التي يقابل بها الهلال في السنوات الأخيرة فهذه النقطة على وجه التحديد سلاح اتحادي يرعب به لاعبي الهلال ويخلط أوراقهم الفنية ويزيد من أخطائهم الفردية . يفوز الاتحاد إن سيطر على مواطن القوة في فريق الهلال وما أكثرها خاصة في الوسط والهجوم بوجود أربعة لاعبين وسط لا مثيل لهم ومهاجمين هم الأخطر ( العربي – المحياني بيونج سو ) . يفوز الاتحاد لو استشعر لاعبوه خطورة خسارتهم من الهلال وأن الخسارة قد تكلفهم الابتعاد جزئيا وربما كليا عن المنافسة على بطولة الدوري . يفوز الاتحاد إن استفاد لاعبوه من سلاح تنفيذ الكرات الثابتة القريبة والبعيدة المباشرة وغير المباشرة وحتى الركلات الركنية . قبل الوداع .. موازين القوى من الناحية الفنية تصب لمصلحة فريق الهلال من حيث المهارة والتمركز واللعب بدون كرة والسرعة والقدرة على الوصول للمرمى من اقصر الطرق وكل تلك الأسلحة الفتاكة لا تفيد ما لم يتم دعمها بالروح القتالية وهذا أخطر أسلحة النمور . خاطرة الوداع .. غيابك عني أصابني بالجنون أحرص على موعد الغد فالأمر لا يحتمل البعاد .. أرجوك .. [email protected]