الهدف من ابتعاث أبنائنا وبناتنا إلى مختلف دول العالم هو العلم ولا شيء غير العلم، ولذلك إذا انحرف المبتعث أو المبتعثة عن هذا المسار فيجب أن نتوقف ونعيد النظر ونسعى لإصلاح الخلل!. كما أنه لا يجب أن يكون هناك مزايدات وتصفية حسابات على حساب استثمارنا في عقول أبنائنا وبناتنا، لأن هذه العقول –سواء في الداخل أو الخارج- هي خطوط حمراء لا يجب الاقتراب منها، فهي مكان التهيئة لنهضة مستقبلية مؤملة وأي تأثير عليها أو تشويش هو تأثير على الرقي بالمجتمع الذي يسعى الجميع إليه!. نحتاج حتى تتحقق الأهداف المرجوة من الابتعاث إلى أربعة أمور من وجهة نظري: انتقاء، توعية، متابعة، استعداد! وأستطيع اختصارها في كلمة (انتما). والمقصود بالانتقاء أن لا يُبتعث كل من رغب في الابتعاث، فالمبتعث هو سفير للمملكة العربية السعودية، ولذلك لابد من الدقة في الاختيار، وبناء الاختبارات والمقابلات وفق أساليب علمية مقننة في ضوء الأهداف المرجوة، فالمراد مبتعث تتحقق الأهداف من خلاله، لا مبتعث تدمر الأهداف بانهياره!. وأما التوعية فأعتقد أنه لابد من تقديم برنامج لمدة لا تقل عن شهر لمن تتم الموافقة على ابتعاثهم، سواء بالتدريب على المهارات اللازمة ومن أهمها الثقة بالنفس لكي لا يكون ألعوبة بيد مستهدفيه، وتقديم ميزات وطننا بأسلوب صادق وجاذب، فنحن لسنا صفراً والحمد لله، لدينا ولله الحمد عقيدة نقية راسخة، وقيم يحق لنا أن نفاخر بها على العالم أجمع. أما المتابعة فأعني بها المتابعة من أكثر من جهة، سواء متابعة المستوى العلمي وهذا يمكن الحصول عليه من تقارير المستوى الدراسي، أو متابعة التغير السلوكي وهذه تحتاج مراقبة لله وسمو وحصافة ووطنية صادقة من أعضاء السفارات –خصوصاً الملحقيات الثقافية- ببناء الوسائل التي تمكنهم من متابعة أبنائهم وبناتهم المبتعثين، أو متابعة الاحتياجات سواء المالية أو غيرها، فلا بد من تذليل جميع الصعوبات التي تعترض تحقيق المبتعثين للأهداف التي تم ابتعاثهم من أجلها! وأما الاستعداد فالمقصود به التهيؤ لاستقطاب الطاقات القادمة لوضعها في المكان الذي تخدم وطنها من خلاله! هذه إشارات، ولابد من استشعار الخطر على الدوام، فنحن لا نراهن على مبان أو أجهزة، بل نراهن على عقول أبنائنا وبناتنا وهي من أعز ما نملك!. shlash2020@ تويتر