شككت الولاياتالمتحدة في النتائج التي قد يفضي اليها اجتماع رباعي مع روسياواوكرانيا والاتحاد الاوروبي سيعقد في 16 او 17 ابريل الجاري، في فيينا او في جنيف، في محاولة لايجاد حل للازمة الاوكرانية، فيما عرض الرئيس الاوكراني العفو عن الانفصاليين في حال سلموا اسلحتهم، واتهمت موسكو الأمين العام لحلف الناتو بتحويل الحلف إلى «نادي نخبوي» والذي يوظف «المعايير المزدوجة» في السياسة الدولية، واتهمت وزارة الخارجية الروسية الحلف باستغلال الأزمة في أوكرانيا لتحسين صورته لدى الأعضاء وتبرير وجوده من خلال حشد هذه الدول لمواجهة تهديد خيالي. وصرحت مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون اوروبا فيكتوريا نولاند: «في الواقع ليست لدينا توقعات كبرى من هذه المحادثات، لكننا نعتقد انه من المهم جدا ابقاء باب الدبلوماسية مفتوحا». بدورها خففت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي من قدر الآمال المعقودة على هذا الاجتماع. وقالت بساكي: «الأمر ليس كما لو أننا نحبس أنفاسنا بانتظار هذا الاجتماع»، رافضة في الوقت نفسه «التكهن» بما سيفضي إليه الاجتماع. وفي غياب تأكيد رسمي لمكان وزمان اللقاء الذي اعلن عنه الثلاثاء، ذكر مصدر دبلوماسي في بروكسل ان الاجتماع سيعقد في 17 ابريل في فيينا، لكن مصدرا دبلوماسيا اميركيا تحدث عن مكان وزمان مختلفين، مؤكدا ان الاجتماع سيعقد في 16 ابريل في جنيف. وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون انها ستشارك في هذا اللقاء الى جانب كيري ولافروف ونظيرهما الاوكراني اندري ديشتشيتسا. وبحسب بساكي فقد تحدث كيري ولافروف هاتفيا مرتين الاربعاء، مشيرة الى ان الوزير الاميركي ابلغ نظيره الروسي ب «مخاوفه إزاء التصعيد في الشرق» الأوكراني الناطق بالروسية. وأضافت المتحدثة الاميركية، أن الوزيرين «ناقشا ضرورة أن تحل المشاكل الأمنية في مدن الشرق الأوكراني، سلمياً وبالحوار ورفضا استخدام القوة لتحقيق اهداف سياسية». ولا تزال الاوضاع شديدة التوتر في شرق اوكرانيا الناطق بالروسية بين الموالين لموسكو والقوميين الاوكرانيين، في حين يحتشد على الحدود الروسية-الاوكرانية الاف الجنود الروس، ما اثار مخاوف كييف من غزو عسكري روسي محتمل لاراضيها. وفي جلسة استماع امام لجنة في الكونغرس الاميركي، كررت نولاند الاتهام الذي ساقه كيري بحق روسيا، مؤكدة ان موسكو تقف خلف الاضطرابات الجارية في الشرق الاوكراني وانها تسعى الى «الفوضى» في هذا الجزء من اوكرانيا الناطق بالروسية. وقالت نولاند: ان «هذه الاحداث بعيدة عن ان تكون سلسلة حوادث متفرقة، انها احداث تدل جميعها على ان ما يجري حملة مدبرة هدفها التحريض والانفصالية وتخريب الدولة الاوكرانية بمساعدة الاجهزة الامنية الروسية». وأضافت: «ليس لدينا اي شك في ان يد روسيا ومالها، هما خلف هذه التحركات التي جرت في الأيام الأخيرة». وشددت نولاند لهجة التحذير الاميركية تجاه روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين من مغبة تهديد سيادة اي دولة مجاورة لروسيا عضو في حلف شمال الاطلسي، مؤكدة ان «رسالتنا لبوتين وروسيا واضحة: اراضي حلف شمال الاطلسي لا تنتهك». وتحدثت نولاند عن «معلومات حول انتهاكات لحقوق الانسان في القرم منذ الاحتلال الروسي» لشبه الجزيرة الاوكرانية التي انضمت الى روسيا في استفتاء رفضت كييف والمجتمع الدولي الاعتراف بنتيجته. ولم تشرح الدبلوماسية الاميركية بالضبط ماهية هذه الانتهاكات. وطالب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري،الذي تحدث هاتفيا الأربعاء مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، موسكو باتخاذ خطوات لنزع فتيل الأزمة في أوكرانيا قبيل اجتماع مقترح الأسبوع المقبل مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. ولم يتسن الكشف عن التفاصيل الكاملة لهذا الاجتماع، وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي إلى أن الاجتماع مجرد خطوة «من عدة خطوات». قال تورتشينوف، أثناء جلسة للبرلمان: إنه «إذا ما سلم الناس الأسلحة، وأخلوا المباني الإدارية .. نضمن أنه لن تكون هناك ملاحقات. إنني مستعد لتوقيع مرسوم رئاسي» بهذا الصدد، في وقت لا يزال انفصاليون موالون لروسيا، يحتلون مباني إدارية في مدينتي دونيتسك ولوغانسك في شرق البلاد، الناطق بالروسية عرض العفو وعرض الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف امس، العفو عن الانفصاليين الموالين للروس المتحصنين في شرق اوكرانيا في حال «سلموا الاسلحة وأخلوا المباني الادارية» التي يحتلونها. وقال تورتشينوف اثناء جلسة للبرلمان: انه «اذا ما سلم الناس الاسلحة واخلوا المباني الادارية .. نضمن انه لن تكون هناك ملاحقات. انني مستعد لتوقيع مرسوم رئاسي» بهذا الصدد، في وقت لا يزال انفصاليون موالون لروسيا يحتلون مباني ادارية في مدينتي دونيتسك ولوغانسك في شرق البلاد الناطق بالروسية. العقوبات ستؤذي روسيا من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هاغل، إن العقوبات المفروضة من قبل المجتمع الدولي على روسيا ستؤذيها، وأن موسكو وضعت نفسها في موضع عزلة عن العالم. وبين هاغل في مقابلة حصرية مع CNN أن موضوع العقوبات ليس «مسألة يوم أو يومين أو أسبوع أو أسبوعين.. عندما تقوم روسيا بخرق سيادة دولة أخرى سيكون هناك عواقب على المدى الطويل.. وهذه العواقب تأخذ مجراها الآن». وتابع هاغل: «قامت روسيا بإلحاق ضرر كبير بمكانتها الدولية.. وفيما يتعلق بالأنباء حول تمكنها من الفرار من هذه العواقب فأنا لا أؤيد ذلك.. من الممكن أن يكون هناك عواقب إضافية». وأضاف: «روسيا قامت بعزل نفسها عن المجتمع الدولي الذي تحتاجه.. نحن جميعا بحاجة لأن نكون جزءا من المجتمع الدولي من أجل مصالحنا الاقتصادية والأمنية إلى جانب الاستقرار». روسيا :لن نتغير قال النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي ايجور شوفالوف أمس: إن روسيا مورد جيد للطاقة للدول الغربية يعتمد عليه، لكن لديها شركاء آخرين محتملين اذا قاطع الغرب صادراتها من النفط والغاز ردا على الأزمة الأوكرانية. وقال شوفالوف الذي يشارك في فعاليات في برلين: ان فرض عقوبات على روسيا لن يغير نهج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وانه كلما زادت العقوبات شدة وحد ذلك المجتمع الروسي. مقاطعة برلمانية روسية وفي سياق الازمة، قاطع ثمانية عشر نائباً روسياً، أعضاء في تجمع برلماني أوروبي، جلسة لمناقشة ما إذا كان يتوجب معاقبة موسكو لسيطرتها على إقليم القرم الأوكراني. وناقشت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، وهي عبارة تجمع لنواب من سبعة وأربعين دولة من بينها روسياوأوكرانيا، أمس الخميس إمكانية تعليق حق روسيا في التصويت وطرد أعضائها من المناصب القيادية. وطلب ثلاثة أعضاء على الأقل بالوفد الروسي، من بينهم نائب تستهدفه العقوبات الأوروبية والأمريكية، طلبوا الكلمة خلال الجلسة. يشار إلى أن مجلس أوروبا يعتبر هيئة مراقبة حقوق الإنسان بالقارة ومحكمتها المعنية بإصدار القرارات الملزمة، رغم أن الجمعية لا تمرر قوانين. وفي تغريدة له، وصف رئيس الوفد الروسي أليكسي بوشكوف الجلسة بأنها «مهزلة يمكنها فقط إثارة الاشمئزاز». خطب رنانة وأدانت روسيا تكرار الأمين العام لحلف الناتو بحماس الخطب الرنانة التي تعود لعهد الحرب الباردة، وذلك في الوقت الذي تزيد فيه التوترات بين الحلف العسكري وموسكو بسبب الأزمة في أوكرانيا. وفي بيان نشر امس الخميس، صوبت وزارة الخارجية الروسية سهام نقدها نحو أندرس فوغ راسموسن متهمة إياه بتحويل حلف الناتو إلى «نادي نخبوي» والذي يوظف «المعايير المزدوجة» في السياسة الدولية. وكان راسموسن قد طالب خلال خطاب له ألقاه في باريسى الثلاثاء روسيا بسحب عشرات الآلاف من قواتها والتي يقول الناتو: إنها احتشدت عند حدود أوكرانيا. وقال الحلف: إن روسيا تستخدم القوات للإبقاء على الضغط على حكومة كييف، وتجهيزا لغزو محتمل. جدير بالذكر أن القوات الروسية سيطرت في مارس/ آذار على شبه جزيرة القرم، والتي صوت سكانها حينئذ في استفتاء للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا.