استعدت موسكو لمواجهة أول اختبار لتكريس «عزلتها» دولياً خلال قمة الأمن النووي في مدينة لاهاي الهولندية، والتي يغيب عنها الرئيس فلاديمير بوتين. ويرأس الوفد الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي سيعقد على هامش القمة اجتماعاً لمجموعة بلدان «بريكس» (البرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا إضافة إلى روسيا)، في محاولة لإظهار احتفاظ موسكو ب «تحالفات» مع بلدان تمثل «ثلثي البشرية». (راجع ص 10) ويلتقي لافروف نظيره الأميركي جون كيري، في وقت ينتظر أن تتخذ مجموعة الدول الصناعية الكبرى قراراً باستبعاد روسيا من مجموعة الدول الثماني، علماً بأن الرئيس الأميركي باراك اوباما أكد في أمستردام أمس أن الولاياتالمتحدة وأوروبا «متحدتان لجعل روسيا تدفع ثمناً» لتدخلها في أوكرانيا، مكرراً احتمال فرض عقوبات إضافية على روسيا. وزاد: «حلفاؤنا في الحلف الأطلسي (ناتو) هم الأقرب إلينا دولياً، وأوروبا حجر زاوية في العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم». واستبقت روسيا قمة لاهاي بإعلان لائحة عقوبات ضمت 13 مسؤولاً كندياً منعتهم من دخول أراضيها، رداً على عقوبات مماثلة فرضتها أوتاوا على شخصيات روسية بارزة. وزار رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر كييف أمس، حيث التقى الرئيس الانتقالي ألكسندر تورتشينوف، مؤكداً حرص بلاده على دعم سلطات كييف لمواجهة الأوضاع الاقتصادية والسياسية المعقدة، ومعلناً تقديم 200 مليون دولار مساعدة عاجلة لها. وطلب تورتشينوف دعماً عسكرياً كندياً، مؤكداً استعداد الأوكرانيين للدفاع عن بلدهم. في غضون ذلك، تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو القرم، في أول زيارة لمسؤول روسي بارز منذ ضم شبه الجزيرة. وزار الوحدات العسكرية الروسية في مدينة سيفاستوبول بالإقليم، بالتزامن مع إعلان «انتهاء الوجود العسكري الأوكراني في شبه الجزيرة». وأكدت كييف أنها أمرت وحداتها العسكرية بالانسحاب من القرم بسبب «الضغوط التي تتعرض لها من العسكريين الروس»، علماً بأن زورقاً روسياً هاجم سفينة الإنزال الأوكرانية «كونستانتين أولشانسكي» الراسية في بحيرة دونوزلاف غرب القرم. وانتقد مصدر في الخارجية الروسية توقيع الشق السياسي من اتفاق الشراكة التجارية بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، واعتبره «خطوة ترسم خيار الجانبين على المدى الطويل، ما يدفع إلى التساؤل عن سبب تسرع كييف في التوقيع من دون انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية المقررة في أيار (مايو) المقبل». وتزامنت الانتقادات مع تفاقم التوتر شرق أوكرانيا، إذ دعا معارضون لسلطات كييف إلى حشد تأييد واسع لاختيار محافظ جديد لإقليم دونباسك وتنظيم استفتاء يحدد مستقبل الإقليم. وكانت كييف حذرت أول من امس، من أن موسكو «تعد لتكرار سيناريو القرم في مناطق شرق أوكرانيا»، فيما حذر البيت الأبيض من أخطار التصعيد الناتج من انتشار قوات روسية على حدود هذا البلد، وقال بن رودس، نائب مستشار اوباما للأمن القومي: «نراقب الجنود الروس عن كثب، ونعتقد بأن موسكو ستكون الخاسر الأكبر» من أي تصعيد عسكري.