دعت موسكو امس سلطات كييف إلى وقف حشد القوات المسلحة التي قالت: إنها مكلفة بقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في جنوب شرق أوكرانيا، ودعتها إلى وقف كل استعدادات التدخل في المناطق الموالية لروسيا بشرق البلاد، محذرة من خطر حرب أهلية، وتوعد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن «روسيا ستتكبد خسائر فادحة»؛ ردًا على دور مزعوم لموسكو بدعم التحركات الانفصالية في عدد من الأقاليم بشرق أوكرانيا، في الوقت الذي بدأ فيه حلف شمال الأطلسي «الناتو» بفرض عقوبات على البعثة الروسية، من جانبه قال وزير الخارجية الروسي: إن «أول خطوة لحل الأزمة الأوكرانية تكمن بتخلي الغرب عن خطابه الحربي». وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «ندعو إلى وقف فوري للعمليات العسكرية التي يمكن أن تؤدي إلى تفجر حرب أهلية». قلق أمريكي وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جين بساكي، في تصريحات صحفية بالعاصمة واشنطن الاثنين: إن الوزير كيري أبلغ نظيره الروسي، سيرغي لافروف بأن الولاياتالمتحدة تتابع «بقلق بالغ» التطورات التي شهدتها مناطق شرق أوكرانيا خلال الساعات ال48 الأخيرة. واعتبر كيري، في اتصال هاتفي مع لافروف أن قيام معارضين موالين لموسكو باحتلال مقار تابعة للحكومة الأوكرانية في «خاركوف»، و«دونيتسك»، و«لوغانسك»، لا يبدو أنها جاءت «بصورة عفوية»، وهي الأحداث التي قالت كييف: إنها جاءت ب«تخطيط وتنسيق» من موسكو. كما أشارت بساكي إلى أن كيري دعا روسيا إلى إعلان عدم تأييدها التحركات الانفصالية في شرق أوكرانيا، وذكرت أن الاتصال تطرق أيضًا إلى إمكانية إجراء محادثات مباشرة بين الولاياتالمتحدةوروسياوأوكرانيا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، خلال الأيام العشرة المقبلة؛ لبحث الأزمة. وشددت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية على أن تحركات المجموعات الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا، لا يبدو أنها جماعات محلية، وقالت: إن هناك «مؤشرات قوية» على أن الانفصاليين تلقوا دعمًا ماليًا، وحذرت من أنه في حالة رصد أي تحركات عسكرية روسية في شرق أوكرانيا، سوف يتم اعتبارها عملية «غزو خطيرة جدًا». على صعيد آخر أورد تلفزيون «روسيا اليوم» أن حلف الأطلسي أصدر قرارًا الإثنين، يقلص بموجبه دخول أعضاء البعثة الروسية إلى مقر الحلف، في العاصمة البلجيكية بروكسل، باستثناء السفير ونائب رئيس البعثة، وموظفين اثنين، وهو القرار الذي من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من يوم امس الثلاثاء. أضاف لافروف «نحن نتفهم جيدًا وضع دولة نالت استقلالها قبل 20 عامًا، إلا أنها ما زالت تواجه صعوبات ومهام معقدة لبناء دولة ذات سيادة»، مشيرًا إلى أنه من ضمن هذه المهام إيجاد توازن بين مصالح العديد من الاقاليم وبين المواطنين الذين لهم جذور تاريخية وثقافية مختلفة الخطاب الحربي وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية: إن «أول خطوة لحل الأزمة الأوكرانية تكمن بتخلي الغرب عن خطابه الحربي». وأضاف لافروف «نحن نتفهم جيدًا وضع دولة نالت استقلالها قبل 20 عامًا، إلا أنها ما زالت تواجه صعوبات ومهام معقدة لبناء دولة ذات سيادة»، مشيرًا إلى أنه من ضمن هذه المهام إيجاد توازن بين مصالح العديد من الأقاليم وبين المواطنين الذين لهم جذور تاريخية وثقافية مختلفة. وأوضح لافروف في مقاله أن روسيا قدمت الكثير لدعم أوكرانيا المستقلة، وعلى سبيل المثال تزويدها بالغاز لسنوات طويلة وبأسعار رخيصة. ورأى لافروف أن روسيا تقدم كل ما بوسعها لتستعيد أوكرانيا استقرارها، مشيرًا إلى أن «روسيا مقتنعة بأنها قادرة على تحقيق ذلك إذا قامت بخطوات عدة ومنها: إقرار اصلاح دستوري فعال يضمن الحقوق القانونية لجميع الأوكرانيين في الأقاليم المختلفة، والاستجابة لمطالب مواطنيها في جنوب غرب البلاد لجعل اللغة الروسية اللغة الرسمية الثانية، إضافة إلى التعامل بحزم واتخاذ اجراءات طارئة لوضع حد لامتلاك الأسلحة غير المرخص بها في البلاد. وأكد وزير الخارجية الروسي في مقاله بأن بلاده لا تفرض أي شيء على أي شخص، بل تقدم رؤيتها لانتشال اوكرانيا من أزمتها الحالية، موضحًا أن روسيا مستعدة للمشاركة مع قوات دولية لتحقيق هذه الأهداف. وقال: «نحن ندعم مطالب وزارء خارجية المانيا وفرنسا وبولندا لتحقيق اتفاق 21 فبراير. ويقضي الاتفاق الموافقة على إجراء محادثات بين روسيا والاتحاد الاوروبي ودول الشراكة الشرقية للنظر في اتفاقات الشراكة. ودعا لافروف في ختام مقاله إلى الكف عن سياسة التوتر والعمل للعودة إلى عمل مشترك وجاد. وشجب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف امس الاتهامات الامريكيةلموسكو بأنها تعمل على زعزعة استقرار أوكرانيا، وقال: إن الموقف لن يتحسن إلا إذا وضعت مصالح الناطقين بالروسية في أوكرانيا في الاعتبار. وخلال مؤتمر صحفي مشترك في موسكو مع وزير خارجية أنجولا جورجيس تشيكوتي كرر لافروف دعوته لإصلاحات دستورية في أوكرانيا لضمان حقوق المتحدثين بالروسية هناك. اعتقال انفصاليين من جهته قال وزير الداخلية الأوكراني آرسين أفاكو امس: إن أوكرانيا شنت عملية «لمكافحة الإرهاب» في مدينة خاركيف، وإنه تم اعتقال نحو 70 «انفصاليًا»؛ لاستيلائهم على مبنى الإدارة الإقليمية. وقال أفاكو على صفحته على فيسبوك: «أطلقت عملية لمكافحة الإرهاب. أغلق وسط المدينة بالإضافة إلى محطات المترو. لا تقلقوا. بمجرد الانتهاء سنفتحها». ونقلت وكالة إنترفاكس-أوكرانيا للأنباء عن وزارة الداخلية قولها: إنه يشتبه قيام المعتقلين «بنشاط غير قانوني له صلة بالانفصال وتنظيم قلاقل عامة والإضرار بصحة الإنسان» وخرق قوانين أخرى. وأعربت المرشحة الرئاسية يوليا تيموشينكو عن دعمها لفيدرالية أوكرانيا وتعهدت بعدم إلغاء وضع اللغة الروسية كلغة رسمية للدولة، ومن ثم فإن ذلك يعد تلبية لمطلبين رئيسيين من المطالب الرئيسية لروسيا. وهذه هي المرة الأولى التي تتواجد فيها تيموشينكو، رئيسة الوزراء السابقة، في شرق اوكرانيا منذ الإفراج عنها من مستشفى سجن خاركيف فور الاطاحة بالرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش في أواخر فبراير. وصرح الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف أن «الانفصاليين» الذين «يرفعون الاسلحة ويجتاحون المباني» ستتم معاملتهم «بموجب القانون والدستور كإرهابيين ومجرمين». وقال تورتشينوف في البرلمان: إن «قوات الامن لن ترفع أبدًا السلاح على متظاهرين سلميين». وأكد تورتشينوف أن «أسلحة نارية وقنابل يدوية» استخدمت ضد قوات الامن التي انتشرت لاستعادة السيطرة على مباني الادارة المحلية في مدينة خاركيف. وأضاف إن «العديد من عناصر قوات الامن اصيبوا بجروح». وأشار وزير الداخلية ارسين افاكوف على صفحته في فيسبوك الى سقوط ثلاثة جرحى، احدهم في حال الخطر بين صفوف قوات الامن في خاركيف. وامام البرلمان، اعرب تورتشينوف عن أمله في «استعادة السيطرة قريبًا على مباني اجهزة الامن في لوغانسك والادارة المحلية في دونتسك» حيث أعلن ناشطون موالون لروسيا الاثنين اقامة «جمهورية ذات سيادة». كما اعلن ان السلطات تصدت «لمحاولات استفزازية من قبل انفصاليين في منطقتي دنيبروبتروفسك ونيكولايفسك». تصعيد خطير وفي السياق قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فو راسموسن امس الثلاثاء: إن الاحداث الجارية في شرق أوكرانيا تدعو للقلق ودعا روسيا الى سحب قواتها من حدود جارتها السوفيتية السابقة. وقال راسموسن لمؤتمر لحلف الاطلسي في باريس: «الأحداث في شرق أوكرانيا مثار قلق كبير. أدعو روسيا الى التراجع. أي خطوة اضافية صوب شرق أوكرانيا ستمثل تصعيدًا خطيرًا لا تخفيفًا للتصعيد». وأعلن أنه على روسيا أن تسحب «عشرات الآلاف من قواتها» المحتشدة عند حدود أوكرانيا.