أعلن محتجون يحتلون منذ أول من امس مبنى الإدارة المحلية في اقليم دونيتسك شرق اوكرانيا الناطق باللغة الروسية، انشاء «جمهورية دونيتسك الشعبية ذات السيادة». وأيد ذلك نواب مجلس الإقليم في جلسة استثنائية عقدوها، وطالبوا فيها ايضاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإرسال كتيبة موقتة لحفظ السلام، «في حال نفذت السلطات غير الشرعية في كييف تحركاً عدوانياً». وأفادت وكالة انباء «انترفاكس» الروسية بأن المتظاهرين قرروا تنظيم استفتاء حول سيادة الاقليم قبل 11 ايار (مايو) المقبل، وهو ما حصل في شبه جزيرة القرم في 16 آذار (مارس) الماضي تمهيداً لإنفصالها عن اوكرانيا، فيما كشف موقع «اوستروف» الاعلامي في دونيتسك انهم طلبوا الانضمام الى الاتحاد الروسي. واحتشد عشرات المتظاهرين الموالين لروسيا امام مبنى الادارة المحلية للترحيب بإعلان الجمهورية. لكن المحتجين لا يسيطرون على كامل أجزاء الإقليم. وأرسلت السلطات الأوكرانية الجديدة المؤيدة للغرب نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن فيتالي ياريما الى دونيتسك، في حين اكدت اخراج متظاهرين موالين للروس من مقر الادارة الاقليمية في خاركيف (شرق) الذي سيطروا عليه اول من امس ايضاً، على غرار مقر الادارة الاقليمية في لوغانسك (شرق)، حيث استولوا على اسلحة، ما حتم اغلاق شرطة مداخل المدينة. وكتب وزير الداخلية الأوكراني آرسين افاكوف على موقع «فايسبوك»: «تحرر المبنى من الانفصاليين، ونشكر من ساعدنا»، من دون تقديم مزيد من التفاصيل حول العملية. وأعلن انه يعمل في خاركيف، مناشداً السكان دعم التسوية. الى ذلك، اتهم رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك موسكو بتطبيق «خطة لتفكيك البلاد»، عبر افتعال حوادث. وقال خلال اجتماع للحكومة: «وضع الاتحاد الروسي سيناريو حوادث لزعزعة الاستقرار، والتمهيد لعبور جيشه الحدود واجتياح اوكرانيا الذي لن نسمح به»، علماً ان موسكو تروج دولياً لخطة تتضمن «انشاء اتحاد» في اوكرانيا تتمتع فيه الاقاليم بحكم ذاتي. وأضاف: «تتمركز القوات الروسية على مسافة 30 كيلومتراً من الحدود. وقد بقي بين ألف و1500 شخص يتحدثون بلكنة روسية واضحة في المنطقة بعد احتجاجات نظِمت قبل شهر، حيث نسقوا جهودهم لتنفيذ أعمال شغب، واختاروا الاستيلاء على مبانٍ عامة». وأبدى رئيس الوزراء ثقته بأن مواطني دونيتسك وخاركيف ولوغانسك «يريدون العيش في دولة موحدة»، مشيراً الى تجهيز السلطات خطة عمل واضحة للتعامل مع الأزمة. مقتل جندي أوكراني على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية ان جندياً روسياً قتل بالرصاص ضابط بحرية أوكرانياً خلال مشاجرة نشبت بينهما في مقر عسكري في نوفوفيدوروفكا بالقرم. وقال الناطق باسم البحرية الأوكرانية فلاديسلاف سيليزنيوف «ان الضابط القتيل ستانيسلاف كاراتشيفسكي، وهو متزوج وأب لطفلين، لم يحمل سلاحاً، وأردي برصاصتين لدى جمعه أغراضه لمغادرة منطقة ميكولايف الأوكرانية». في المانيا، أبدت الحكومة «قلقها البالغ» من أحداث شرق اوكرانيا، وجددت نداءها الى المسؤولين للمساعدة في اشاعة الاستقرار، وتجنب التصعيد»، فيما اعلنت تشيخيا ان الحلف الأطلسي (ناتو) يجب ان ينشر قوات في اوكرانيا إذا اجتاحت روسيا شرق البلاد. وقال الرئيس التشيخي ميلوس زيمان: «إذا قررت روسيا دخول شرق اوكرانيا فتكون المسرحية قد توسعت كثيراً». لكن مسؤولاً عسكرياً في الحلف الأطلسي اشار الى عدم حصول تغييرات مهمة في أوضاع القوات الروسية قرب الحدود الشرقيةلأوكرانيا.