وصل وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل امس الى الصين، في زيارة تستمر ثلاثة ايام، بدأها بزيارة اول حاملة طائرات صينية ترمز الى الطموحات البحرية لبكين. وقد وصل هاغل الى الصين آتيا من اليابان الى مدينة تشينغداو المعروفة بمرفئها والتي تضم قاعدة يوشي البحرية الكبيرة وحاملة الطائرات لياونينغ التي وضعت في الخدمة في سبتمبر 2012. ووزير الدفاع الاميركي هو اول اجنبي يصعد الى حاملة الطائرات للقيام بزيارة «مهمة» كما وصفها مسؤول عسكري اميركي كبير فيما تسعى واشنطن الى اجراء حوار مع بكين لتبديد التوتر الاقليمي وتشجيعه من اجل مزيد من الشفافية على الصعيد الدفاعي. وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته «طلبنا القيام بزيارة إلى حاملة الطائرات هذه ووافقوا»، مشيرا الى ان لياونينغ «ترمز الى طموحات جيش التحرير الشعبي الذي يسعى الى ان يكون قوة بحرية». ولم تسمح السلطات الصينية للصحافة الاجنبية بمرافقة وزير الدفاع الاميركي الى القاعدة البحرية. ولياونينغ السوفياتية التصميم حاملة طائرات تعمل بالدفع التقليدي لكن نطاق تحركها اقل من نطاق نظيراتها الاميركية التي تعمل بالدفع النووي. وتقلق الطموحات البحرية الصينيةاليابان، وبلدان أخرى في المنطقة تواجه خلافات حدودية مع بكين في بحر الصين الشرقي او الجنوبي. ويلتقي وزير الدفاع الاميركي في بكين اليوم نظيره الصيني الجنرال وانغ وانغوان، ثم يلقي خطابا في الاكاديمية العسكرية الصينية. وكان ضباط صينيون والسفير الاميركي الجديد في بكين ماكس بوكوس في استقبال تشاك هاغل الذي ينتظر وصوله في المساء الى بكين. وتأتي زيارة هاغل الى الصين بينما تشهد العلاقات الاميركية الصينية توتراً بعدما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي ان وكالة الامن القومي الاميركية اخترقت ارشيف البريد الالكتروني لشركة الاتصالات الصينية العملاقة هواي واتصالات بين مسؤولي الشركة. من جهتها، قالت وكالة أنباء الصين الجديدة: ان الصين حذرت الولاياتالمتحدة من التدخل في شؤون هونج كونج بعد ان اجتمع نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن باثنين من النشطاء البارزين المؤيدين للديمقراطية نبها الى تشديد بكين السيطرة على المدينة. وتتمتع هونج كونج وهي مستعمرة بريطانية سابقة انتقلت الى الحكم الصيني في عام 1997 بقدر كبير من الحكم الذاتي وحريات واسعة باعتبارها محورا رأسماليا. لكنها تخوض معركة طويلة مع زعماء الصين لتمرير اصلاحات يمكن ان تبلغ ذروتها باختيار زعيمها في انتخابات مباشرة عام 2017 . وزاد التوتر بسبب تدخل الصين في شؤون هونج كونج واقتراح بأن تفحص لجنة أغلب أعضائها من الموالين لبكين جميع المرشحين الذين سيخوضون انتخابات 2017 ويتوقع على نطاق واسع أن تمنع المعارضين من الترشح فيها. واجتمع انسون تشان وهو مسؤول رفيع سابق من هونج كونج ومارتن لي وهو من مؤسسي الحزب الديمقراطي، وهو حزب المعارضة الرئيسي مع بايدن في البيت الابيض، يوم الجمعة في واحدة من المحاولات الأعلى مستوى لابراز مثل هذه المخاوف دوليا. ونقلت الوكالة عن مسؤول في مكتب وزارة الخارجية الصينية في هونج كونج قوله: إن الولاياتالمتحدة يجب أن «تمتنع عن التدخل». وحث المسؤول الولاياتالمتحدة على «التحرك بحذر» فيما يتصل بشؤون هونج كونج لتجنب الاضرار بالعلاقات الصينيةالامريكية لأن المدينة تمر الآن «بفترة حساسة» من الإصلاح السياسي. وفي وقت سابق خلال جولتهما التي تستغرق اسبوعين في أمريكا الشمالية اجتمع تشان ولي مع نانسي بيلوسي زعيمة كتلة الحزب الديمقراطي الامريكي في مجلس النواب وأدليا بأقوالهما أمام لجنة من الكونجرس عن الصين. وقال السناتور شيرود براون رئيس لجنة الكونجرس التي تدعو الى تحسين أوضاع حقوق الانسان وسيادة القانون في الصين في بيان: ان «مستقبل الحرية والديمقراطية في هونج كونج يتعرض لتهديد خطير». واضاف أثناء الجلسة «الصين تفرض بالفعل (شروطا مسبقة) على من يمكنه خوض الانتخابات (عام 2017) ما اثار شكوكا كبيرة، فيما اذا كانت الانتخابات ستكون حرة ونزيهة».