قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، امس: إن إسرائيل ترغب في مواصلة محادثات السلام مع الفلسطينيين والتي تجرى بوساطة أمريكية، ولكن "ليس بأي ثمن"، فيما رفضت رام الله تهديدات إسرائيل. من جانبها، تستعد الادارة الامريكية لامكانية تقليص دورها في المسيرة السلمية الاسرائيلية الفلسطينية، ويلتقي الرئيس باراك اوباما اليوم الاثنين، بوزير الخارجية جون كيري لإعادة تقييم دور الولاياتالمتحدة في المفاوضات، ويعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية اجتماعا طارئا الأربعاء المقبل؛ لبحث تطورات المفاوضات. إسرائيل سترد وأضاف نتنياهو في اجتماع أسبوعي للحكومة الإسرائيلية: إن إسرائيل سترد بخطوات من جانبها، إذا مضى الفلسطينيون قدما في خطوات من جانب واحد تجاه اعلان قيام دولة. ولم يقدم نتنياهو تفاصيل أخرى. وقال نتنياهو في أول تصريحات علنية له منذ الأزمة: "بهذا يكون الفلسطينيون انتهكوا بشكل أساسي التفاهمات التي تم التوصل إليها عبر التدخل الأمريكي". ومضى نتنياهو يقول: "سيحققون دولة فقط عبر المفاوضات المباشرة، وليس من خلال الاعلانات الجوفاء أو الخطوات من جانب واحد، والتي ستدفع اتفاق السلام بعيدا". وأضاف: "سيتم الرد على خطواتهم من جانب واحد بخطوات خاصة بنا من جانب واحد. نرغب في مواصلة المفاوضات ولكن ليس بأي ثمن". واعتبر نتنياهو أن الجانبين كانا قريبين من التوصل إلى اتفاق حول استمرار المفاوضات، إلا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سارع لتقديم طلب أحادي الجانب للانضمام إلى المعاهدات الدولية. يعتقد الأمريكيون أن إسرائيل خرقت تعهدها لتنفيذ النبضة الرابعة من تحرير السجناء الفلسطينيين، ونشرت عطاء للبناء الاستيطاني في شرقي القدس في اللحظات الأكثر حرجا للاتصالات على صفقة تمديد المفاوضات رفض التهديدات من جهته، رفض ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تهديدات إسرائيل بالرد على الانضمام الفلسطيني إلى 15 معاهدة دولية. وقال عبد ربه للإذاعة الفلسطينية الرسمية: "لسنا مرتبكين ولا مذعورين أمام من يسمي أن هناك حزمة عقوبات فهم (الإسرائيليون) يتصرفون كنظام عنصري بحت، ويديرون الظهر للعالم". وأضاف: إن "إسرائيل لا تريد لنا الانضمام للمؤسسات الدولية خوفا من معاقبتها على كل الجرائم التي ترتكبها يوميا، ونحن سنطالب العالم بمعاقبتها بموجب القانون الدولي". وقال عبد ربه: إن الفلسطينيين لن يقبلوا حلولا وسطا فيما يتعلق بمطالبهم بضرورة التزام إسرائيل بالإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى المعتقلين من سجونها. واعتبر أن إسرائيل تسعى فقط لتمديد المفاوضات إلى ما لا نهاية؛ بهدف إجراء المفاوضات من أجل المفاوضات، وكغطاء من أجل مواصلة التوسع الاستيطاني. واشنطن تدرس دورها وفي السياق، تستعد الادارة الامريكية لإمكانية تقليص دور الولاياتالمتحدة في المسيرة السلمية الاسرائيلية الفلسطينية، ومن المنتظر ان يلتقي الرئيس الامريكي باراك اوباما اليوم الاثنين، بوزير الخارجية جون كيري للشروع في اجراء اعادة تقييم لمدى دور الولاياتالمتحدة في المسيرة. وبحسب مصادر، فإن كيري سيسعى لإقناع الكونجرس بعدم تنفيذ تهديده بفرض عقوبات على الجانب الفلسطيني، وإقناع الإسرائيليين بوقف تصعيدهم ضد عباس لرفضه تمديد المفاوضات تسعة أشهر أخرى، واللجوء إلى المنظمات الدولية لمعاقبة "إسرائيل" على تعنتها. وأشار مسؤولون في الادارة الامريكية الى احباط في البيت الابيض من الازمة في المفاوضات التي تصدرها وزير الخارجية كيري في ال 15 شهرا الاخيرة. وأفادت "نيويورك تايمز" أمس، بأن الرئيس اوباما قال في جلسة مع مستشاري الامن القومي يوم الجمعة: إنه "ليس عندي شيئا غير التقدير للطريقة التي عالج فيها جون كيري هذا الموضوع". ويلقي الامريكيون علنا المسؤولية على الطرفين، ولكن في المحادثات المغلقة الرسائل مختلفة: فرغم أنه يوجد في البيت الابيض غضب شديد على توجه الفلسطينيين للامم المتحدة، فإن معظم الغضب موجه لحكومة اسرائيل التي اعتبرت كمن يتحمل معظم المسؤولية عن الازمة. ويعتقد الامريكيون أن اسرائيل خرقت تعهدها لتنفيذ النبضة الرابعة من تحرير السجناء الفلسطينيين ونشرت عطاء للبناء الاستيطاني في شرقي القدس في اللحظات الاكثر حرجا للاتصالات على صفقة تمديد المفاوضات. وتتصدر مستشارة الامن القومي سوزان رايس في الادارة، الخط الذي يدعو الى تغيير استراتيجي في كل ما يتعلق بمسيرة السلام. وأشار موظفون اسرائيليون وامريكيون كبار الى أن رايس تعتقد أن على الولاياتالمتحدة أن تنظر في تقليل دورها في الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني. وتؤمن رايس بأن على الولاياتالمتحدة أن تتخذ خطوة الى الوراء؛ كون سلوك الطرفين لا يبرر استمرار الاستثمار المكثف من الولاياتالمتحدة في الموضوع في الاشهر الثمانية الاخيرة. ليفني تهاجم من جهتها، قالت وزيرة العدل والمسؤولة عن المفاوضات مع الفلسطينيين تسيبي ليفني في برنامج "التق الصحافة" في القناة 2: إن المفاوضات في ازمة حقيقية، وينبغي اتخاذ اعمال في محاولة لإجراء تعديل واعادتها الى مسارها. "هناك حاجة الى لقاءات مباشرة أكثر بيننا وبين الفلسطينيين مما كان في الاشهر الاخيرة، بما في ذلك بين نتنياهو وأبو مازن". وهاجمت ليفني، وزير الاسكان اوري اريئيل واتهمته بمحاولة عرقلة المفاوضات بنشر عطاء لبناء 700 وحدة استيطانية في مستوطنة غيلو في القدس. وقالت ليفني: إنه "يجب لجم البناء ولجم وزير الاسكان". أما اريئيل فرد على تصريحاتها وقال: إن الاخيرة "فشلت فشلا ذريعا وهي تبحث الآن عمن تتهمه غير نفسها. فالبكاء والعويل من جانبها على البناء في القدس وفي ليسا أكثر من دموع التماسيح لمن عرفت به مسبقا". اجتماع عربي طارئ وفي القاهرة، علمت "اليوم" أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس لم يطلب عقد قمة عربية طارئة لبحث تداعيات المفاوضات مع اسرائيل ومواقفها المتعنتة تجاه المطالب الفلسطينية، وفي مقدمتها التنصل من إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين وفقا لاتفاق معها. وذكر مصدر دبلوماسي عربي، أن عباس يكتفي في هذه المرحلة بعقد الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية الأربعاء المقبل. وذكر المصدر، أن عباس سيحيط الاجتماع الوزاري العربي بكل التعقيدات التي أحاطت بالمفاوضات في الفترة الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بالضغوط التي تمارسها حكومة بينامين نيتنياهو اليمينية والمدعومة أمريكيا على الجانب الفلسطيني، ليس على صعيد الإفراج عن الأسرى بل فيما يتصل بإصرارها على الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل، والقبول بتنازلات عن الأراضي الواقعة ضمن حدود يونيو 1967 والقدسالمحتلة ومسألة عودة اللاجئين، والتى تتعامل معها اسرائيل بكثير من الاستخفاف، وفق تعبير المصدر الذي أوضح أن أبا مازن سيمنح وزراء الخارجية العرب مهلة 48 ساعة لدراسة القرارات العربية التي يجب أن تتسم بالحسم تجاه الضغوط الاسرائيلية والأمريكية.