عاد وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية امس ليجري مشاورات في القدسورام الله، فيما وصف وزراء اسرائيليون الوزير كيري بالساذج والمهووس، وعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الوسيط الأمريكي لقبوله بمد المفاوضات ستة أشهر، اطلاق «إسرائيل» ألف أسير فلسطيني وتسليم جزء من منطقة C في الضفه الغربية للسيطرة الفلسطينية الكاملة وتجميد الاستيطان، ووجهّت الرئاسة الفلسطينية رسالة احتجاج شديدة اللهجة للإدارة الأمريكية لرفض اسرائيل الافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى، والتي تم التوافق على الافراج عنهم قبيل بدء جولات المفاوضات الأخيرة. مساعدة أمريكية وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جنيفر بساكي: إن «طاقمنا التفاوضي يعمل مع الجانبين على الارض لمساعدتهما في الاتفاق على مسار للتقدم، وبقي الوزير كيري على اتصال وثيق بنظرائه عبر الهاتف». وأضافت «بعد مشاورة فريقه، قرر الوزير كيري أنه سيكون من المفيد العودة الى المنطقة». وتابعت بساكي «على مدى الأشهر الثمانية الماضية، قام الاسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء بخيارات صعبة، وبينما نعمل معهم على تحديد الخطوات المقبلة، فان من المهم ان يتذكروا ان السلام فقط سيجلب للشعبين الاسرائيلي والفلسطيني الامن والازدهار الاقتصادي اللذين يستحقانهما». واستمرت الاتصالات المكثفة بين الولاياتالمتحدة، والسلطة الفلسطينية واسرائيل أمس، في محاولة لبلورة موقف يمنع انهيار محادثات السلام وتسمح بتمديد المفاوضات بعدة أشهر. والتقى المبعوث الامريكي مارتين اينديك مع وزير العدل تسيبي لفني والمحامي اسحق مولخو في الجانب الاسرائيلي وصائب عريقات في الجانب الفلسطيني. وقال موظف اسرائيلي كبير مشارك في المحادثات: :نحاول ايجاد حل؛ لأن أحدًا ليس معنيًا بالانفجار». ولا تزال اسرائيل والولاياتالمتحدة تنتظر رد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على اقتراح نقل له في نهاية الاسبوع. إطلاق صبيان اسرى من جانب اخر قال مصدر فلسطيني لموقع صحيفة معاريف العبرية: إن الرئيس عباس معني بالافراج عن 200 صبي اعمارهم تقل عن 18 عامًا و20 فلسطينية يجب ان يكن مع ازواجهن، وليس في السجون الاسرائيلية و100 أسير مريض مكانهم المستشفى، وليس السجن وكذلك مروان البرغوثي وأحمد سعدات. وقالت مصادر مطلعة: إن القيادة الفلسطينية هدّدت بالتوجه مباشرة الى مؤسسات الاممالمتحدة ووقف المفاوضات الثنائية بسبب اخلال اسرائيل بالاتفاق الذي تم بتعهدات امريكية. وتحدث المصدر -الذي رفض الكشف عن اسمه- ان اسرائيل تحاول القفز للامام برهن الافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى بتمديد موعد المفاوضات الامر الذي ترفضه القيادة الفلسطينية. وكشف المصدر عن طلب القيادة الفلسطينية الافراج عن مجموعة أخرى من الاسرى ومن النواب المنتخبين من الشعب الفلسطيني والمرضى والاسيرات المحتجزين بسجون الاحتلال وعلى رأسهم الاسير مروان البرغوثي واحمد سعدات وفؤاد الشوبكي. وتحدث المصدر ان اسرائيل تحاول التهرب من الاستحقاق القادم لتمديد المفاوضات بربط تمديدها بالافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى بدلًا من الافراج عن دفعات جديدة، وهو الامر الذي ترفضه القيادة الفلسطينية، وكذلك بحسب المصدر رفضه وزير الخارجية الامريكي كيري في اجتماعه مع الرئيس عباس في عمّان مؤخرًا. واستغلت واشنطن هذه المسألة من أجل الضغط على الدولة العبرية، محذرة إياها من أنها لن تستطيع منع الجانب الفلسطيني من التوجه إلى الأممالمتحدة إذا ما انهارت المفاوضات. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرنوت»، عن دبلوماسي أميركي مطّلع على سير المفاوضات بأن الإدارة الأمريكية لن يكون بمقدورها الوقوف أمام التحركات الفلسطينية نحو الأممالمتحدة لتعزيز مكانتها، في حال فشلت المفاوضات. تهديد عباس ووجه وزير الاقتصاد الاسرائيلي المتطرف نفتالي بانيت تهديدًا واضحًا للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يهدد بالذهاب إلى مؤسسات الاممالمتحدة حال عدم وفاء «إسرائيل» بالتزامها بالافراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى. ونقل موقع القناة السابعة في تلفزيون "إسرائيل" عن بانيت قوله "إن الرئيس الفلسطيني يهددنا بالذهاب إلى مؤسسات الأممالمتحدة ونحن نجد في ذلك متعة لنا ، مشيراً الى ان إسرائيل ستعرف كيف تتصرف مع الرئيس الفلسطيني وزعيم حركة فتح الذي ستكون لائحة اتهامه ملئية بالاتهامات لمحاسبته لسعيه للاضرار بإسرائيل بشتى الوسائل:. وقال بانيت: «إذا أصر عباس على الذهاب الى الاممالمتحدة فانه يقدم لنا خدمة ومصلحة حتى نعرف كيف نتصرف ونرد عليه، مشيراً إلى أن الرئيس عباس سيضر بنفسه حال اصراره على التوجه الى الاممالمتحدة». وأضاف من المعروف ما الذي يمكن أن تتضمنه لوائح الاتهام لقادة فتح «المنظمة الارهابية» التي تريد الاضرار بإسرائيل» في إشارة إلى إمكانية معاقبة وحبس واتهام الرئيس الفلسطيني وهي المرة الاولى التي يهدد فيها وزير «إسرائيلي» الرئيس بهذا الشكل. ساذج ومهووس وتوالت امس تصريحات الوزراء الاسرائيليون ضد وزير الخارجية الامريكي بشكل عنيف وحاد في الاشهر الماضية، بدءًا من وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الذي وصف كيري بالساذجظ، ومن ثم وزير الجيش الاسرائيلي موشيه يعلون الذي وصف كيري بالواهم بسبب افكاره لانجاح المفاوضات مرورًا بقادة المستوطنات ووزراء اليمين مثل اوري ارئيل ونفتالي بينيت ووصولًا الى كبار الصحافيين المقربين من مكتب رئيس الحكومة نتانياهو. وحمل الوزراء الاسرائيليون ووسائل الاعلام الاسرائيلية جون كيري مسؤولية اتفاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى، ويتهامسون: إنه هو «بسذاجته» لم يعرف «حساسية» الاسرى من حملة الهوية الاسرائيلية، وإنه «بغبائه» وعد الرئيس عباس باطلاق سراحهم وورط اسرائيل بهذه الصفقة. وقال احد الصحافيين الاسرائيليين الكبار: انه لا مدينة في الشرق الاوسط تحترم جون كيري سوى رام الله وعمان.