قدمت فرقة «مسرح الدن للثقافة والفن» العمانية مساء أمس الأول عرضا مسرحيا بعنوان «رقصة الممثل الأخير» ضمن مهرجان الأحساء المسرحي الثاني، الذي تنظمه جمعية الثقافة و الفنون في الأحساء . مشهد من عرض «رقصة الممثل الأخير» (تصوير: محمد العبدي) المسرحية من إخراج سعيد البوسعيدي و تمثيل إدريس النبهاني و أحمد الشريفي . و تدور أحداث المسرحية حول بحث مخرج مسرحي ضعيف الشخصية عن ممثلين ليقوموا بتمثيل عرض مسرحي لرواية شكسبير «تاجر البندقية» و لأداء أدوار مختلفة ، إلا أن الممثلين الذين اعتمد عليهم و اتفق معهم ، لم يفوا بعهدهم معه ، و أخذتهم ظروف الحياة في عدم الانتظام في الحضور لإكمال العروض ، خاصة و أنه قد وقع عقد مع شركة إنتاج في إنهاء المسرحية و عرضها في يوم و ساعة معينة . و في لحظات القهر و الاستسلام يأتي المخرج الأمل من ممثل مغمور و لكنه يمتلك قدرات و طاقات لأداء كل الأدوار التي يريدها لعرض المسرحية. إن لدى الكاتب مفهوما واضحا لمضمون القضية التي يطرحها، فليس فيه ثرثرة وكل كلمة وضعها في مكانها خلال الحوار، ورغم ما فيه من مقولات خطابية وفي الجلسة التطبيقية الخاصة بهذا العرض ، و التي أدارها الإعلامي محمد الرويشد ، قرأ الإعلامي جعفر عمران قراءة للمسرحية كتبها نور الدين الهاشمي وأعدها محمد الريامي. و قال عمران إن النص يتناول أزمة المسرح ، و هذا ليس جديدا ، إنما الجديد هو أن تصل الأزمة إلى قلب العلبة المسرحية إلى الممثلين أنفسهم ، فهنا الأزمة و العقبات لم تأته من خارج المسرح من مؤسسات و مجتمع و خلافه ، بل من الممثل نفسه .. الممثل الإنسان العادي الذي تغلبه ظروفه اليومية في إجراء بروفة . موضحا أن النص يقدم مقولات على لسان المخرج يوصلها إلى المتفرج و إلى العالم. وأوضح أن النص يقدم الانفراجة بشكل مقنع تماما .. إنقاذ المشكلة أو الأمل عن طريق الممثل «أيمن» ، و كان المخرج الذي اختاره للنص جميل جدا . وأكد أنه تم تركيب النص بحرفية ، حيث لم يشعر المتفرج أن الكاتب وقع في حيرة بعد أن أحدث المشكلة كما يحدث في بعض النصوص ، حيث تكون النهاية و الخروج من المشكلة غير مقنعة ما يوحي بنقص في النص . و ذكر إن المخرج حاول أن يصمد بالتضحية لأجل المسرح ، حتى استسلم و هزمته كل الظروف ، إلا أن المنقذ ، و رغم ملاحظتي على استسلام المخرج في النهاية ، إلا أنه مبرر فني و تمهيد للخروج و الوصول لنهاية النص ، و تمهيد لظهور مبرر مقنع ، و كان ذلك بخروج شخصية « أيمن» . و عن الإضاءة ، قال عمران : الضوء الأحمر في نهاية العرض أراه موفقا تماما ، حيث يعني هذا اللون القتل أو التخلص من الرقيب و المراقب المؤسسة أو المسؤول . و أضاف أن لدى الكاتب مفهوما واضحا لمضمون القضية التي يطرحها ، فليس فيه ثرثرة و كل كلمة وضعها في مكانها خلال الحوار ، و رغم ما فيه من مقولات خطابية، إلا أن ذلك جاء عابرا و سريعا دون تكلف و كانت الأحداث في النص تتتابع. وفي الفترة المخصصة للمداخلات ، قال حسين الحمد إن هناك حسا تمثيليا ، وكذلك نص كان له بداية و نهاية، ولكن العرض افتقد التسلسل من شخصية إلى أخرى. أما المسرحي علي الغوينم فأوضح أن أداء الممثلين كان مميزا، وأن المخرج استطاع أن يقدم عرضا رائعا، و لم ينس الاستفادة من السينوغرافيا ، فجعل الجمهور يصمت منذ البداية حتى نهاية العرض لمعرفة نهاية أحداث العرض .