لا ينكر أحد الدور الكبير الذي قامت به المسابقات الشعرية مثل مسابقة شاعر المليون وغيرها في تعميق مفهوم النقد لدى متذوقي الشعر ومحبيه سواء من متابعي الشعر بشكل مكثف أو من جذبتهم هذه البرامح لمتابعتها. واتفق مع من يقول: إن هذه المسابقات لفتت الأنظار إلى نقد القصيدة والبحث عن الكلمات البديلة ، فما كنا نراه سابقاً هو أن غالبية المتابعين لم يعطوا آراء في قصائد يسمعونها أو يقرؤونها إلا ما ندر تاركين هذا الامر لمن هم متواجدون بكثرة بالساحة سواء عن طريق المقالات النقدية في الصحف والمجلات الشعبية أو غيرها. في برنامج «البيت» الذي يعرض هذه الأيام وسط متابعة وشغف كبير ين من شعراء ومتابعي الساحة نجد هناك لجانا لا تمارس «النقد» وإنما «الاختيار» ناهيك عن أن بعض الشعراء كانوا يستخدمون بعض العبارات غير اللائقة شعرياً ولم يكن أحد ينتبه لمثل هذا الامر من «بسطاء الساحة» قبل أن يتغير الأمر، حيث أصبح الشاعر يحسب ألف حساب قبل أن يلقي قصيدته. ومن المعروف ان الساحة الشعبية تحظى بتواجد عدد لا بأس به من النقاد “الفاهمين” لأساليب النقد بشكل صحيح بعيداً عن المتطفلين عليه الذين يمتهنون النقد دون أن يملكوا الأدوات التي تخولهم للقيام بهذا الدور. وفي برنامج «البيت» الذي يعرض هذه الأيام وسط متابعة وشغف كبيرين من شعراء ومتابعي الساحة نجد هناك لجانا لا تمارس “النقد” وإنما “الاختيار”. وهناك فرق حتى لا يختلط الأمر على المتابعين، فالاختيار والبحث عن البيت الأجمل يتطلب ذائقة شعرية رفيعة جدا وقدرة على التقاط البيت الذي يحمل فكرة جميلة مختلفة عن غيره بعيدا عن التكرار، لا يجيدها إلا شاعر متمرس، وهذا بعيد جدا عن نقد القصيدة. وحتى لا أكون مجاملا أجد نفسي ميالا لاختيارات عضو لجنة البرنامج نايف الرشيدي وأراها مختلفة دائما دون قصور في الآخرين. فذائقة من مارس العمل في الصحافة الشعبية لسنوات طويلة قام خلالها بالفرز والاختيار بين القصائد الرائعة وما دون ذلك والابيات الجميلة والعادية من أجل اختيار ونشر ما يعجب الجمهور ويرتقي بذائقته من الطبيعي أن تكون اختياراته الآن في البرنامج مختلفة عن اختيارات غيره. لا أقول ذلك تحيزا لنايف لأني أحد المنتمين للصحافة الشعبية، لكن فقط راقبوا اختياراته وستدركون ما أقصده.