تتأهب ماليزيا لإنفاق عشرات الملايين الإضافية من الدولارات من أجل الوصول الى الصندوق الأسود في أعماق المحيط الهندي، وهو الوحيد الذي ربما يكون قادراً على حل لغز الرحلة (MH370) التي اختفت لنحو ثلاثة أسابيع قبل اكتشاف تحطمها بالقرب من المياه الإقليمية الأسترالية. وقالت جريدة "فايننشال تايمز" البريطانية إن عمليات البحث عن الصندوق الأسود قد تستغرق عامين، كما حدث مع الطائرة الفرنسية التي تحمل الرحلة رقم 447 والتي تحطمت في العام 2009 وتم انتشال صندوقها الأسود بعد عامين من المحيط الأطلسي، وهو الأمر الذي سيكلف الماليزيين ملايين الدولارات. ولم يتم حتى اللحظة إحصاء الخسائر المالية التي تكبدتها شركة الخطوط الجوية الماليزية من جراء تحطم طائرتها من طراز "بوينغ 777"، إلا أن وزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين قال إن التكاليف ليست قضية قيد البحث، وليست في الحسبان بالنسبة للحكومة الماليزية، في إشارة الى عدم وجود سقف مالي محدد في سبيل إنهاء قضية الطائرة. وأضاف حسين: "لا أحد، لا الحكومة الماليزية، ولا شركاءها في المنطقة تحدث عن الدولارات والسنتات.. الجميع يريد فقط العثور على الطائرة، موضوع التكلفة لم يخطر حتى ببالنا". وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت تجنيب أربعة ملايين دولار للمساعدة في أعمال البحث عن الطائرة المنكوبة، إلا أن جريدة "فايننشال تايمز" البريطانية تشير إلى أن المبلغ في بداية أبريل المقبل يكون قد نفد، أي خلال أسبوع فقط، في الوقت الذي قد يستغرق العمل شهوراً طويلة من الآن. لكن الأهم من المبالغ التي أنفقتها الولاياتالمتحدة هو أن أكثر من 24 دولة شاركت حتى الآن وبكل قدراتها في عمليات البحث عن الطائرة، لينتهي الأمر إلى نجاح فريق بريطاني في تحديد المكان، ومن ثم تعزيز الأمر بإشارات وردت من قمر "أنمارسات" الصناعي، وهو ما دفع الحكومة الماليزية إلى تأكيد تحطم الطائرة، قبل الوصول إليها والبدء باستخراج حطامها. وتشير تقديرات أولية إلى أن الخطوط الماليزية قد تضطر لدفع ما يصل إلى 717 مليون دولار كتعويضات لأسر 239 راكباً كانوا على متن الطائرة، وهو مبلغ يمكن أن يرتفع أيضاً في حال تبين أن الشركة لم تلتزم بمعايير الأمان والسلامة العامة في الرحلة المنكوبة. وكشفت جريدة "ديلي تلغراف" البريطانية أن الخطوط الماليزية تلقت بالفعل 110 ملايين دولار من شركة (Allianz) للتأمين التي أبدت استعدادها أيضاً لدفع المزيد من التعويضات لعائلات الضحايا، فيما أشارت الصحيفة إلى أن المبلغ الذي يمثل دفعة أولى يمثل أحد الأساسيات في عالم الطيران، حيث يصار إلى ضخ مبلغ مبدئي في الشركة صاحبة الطائرة المنكوبة لحين تقدير الخسائر النهائية.