أعلنت السلطات الماليزية، السبت، أن بحوزة الصين صور اقمار صناعية لقطعة او قطع عدة عائمة قد تكون للطائرة الماليزية المفقودة منذ اسبوعين. وصرح وزير النقل عصام الدين حسين ان «الخبر الذي تلقيته يفيد ان سفير الصين (في كوالالمبور) تلقى صور اقمار صناعية لقطع عائمة في الممر الجنوبي وأنهم سيحاولون ارسال سفن للتحقق منها». ويمتد الممر الجنوبي للبحث عن طائرة البونيغ 777 التي كان تقوم بالرحلة الرقم ام اتش 370 من اندونيسيا الى جنوب المحيط الهندي وعلى متنها 239 شخصا من بينهم 153 صينيا واربعة فرنسيين وكنديان. واختصر الوزير مؤتمره الصحافي «ليطلع على هذه المعلومات» ولم يتمكن من اعطاء مزيد من التوضيحات باستثناء ان طول احدى القطع يبلغ ثلاثين مترا وعرضها 22. وتساهم امكانات لوجستية كبيرة منذ العشرين من اذار/مارس في عملية البحث في منطقة تقع على مسافة 2500 كلم جنوب غرب مدينة بيرث الاسترالية التي تقع على مشارف القطب الجنوبي، وذلك بعد ان رصدت اقمار صناعية قطعتين كبيرتين عائمتين قد تكونان عائدتين الى حطام الطائرة المفقودة. وطلبت ماليزيا من الولاياتالمتحدة الجمعة تزويدها بمعدات للتفتيش تحت سطح الماء. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي ان وزير الدفاع والنقل الماليزي بالوكالة هشام الدين حسين طلب من نظيره الاميركي تشاك هيغل «ان تبحث الولاياتالمتحدة في امكان توفير معدات للرصد تحت سطح الماء». واضاف ان هيغل اجاب نظيره الماليزي بانه «سيدرس مدى توفر وجدوى هذه التكنولوجيات العسكرية لهذه المهمة وسيجيبه في وقت قريب». ومن على متن الطائرات والسفن، تتواصل عمليات البحث عن حطام رصد في المحيط الهندي وتحلق الطائرات على علو منخفض؛ لأن أعمال البحث تتم بالعين المجردة. وتشارك في عمليات البحث عشرات الطائرات والسفن التجارية والبوارج وكلها مزودة بتقنيات المراقبة الاكثر تطورا، كما اعيد توجيه اقمار اصطناعية وقامت دول اسيا والمحيط الهادئ بإعادة تحليل كل بيانات الرادارات لديها. وأعلن نائب رئيس الوزراء الاسترالي وارن تراس ان عمليات البحث ستستمر «دون مهلة محددة». لكن دون نتيجة، فالطائرة اختفت تماما بعد خروجها عن مسارها الاصلي بعيد اقلاعها من العاصمة الماليزية وتوجهها الى الغرب باتجاه المحيط الهندي الشاسع. وتم تحديد ممرين لتوجيه اعمال البحث: الاول من تايلاند الى اسيا الوسطى والثاني من اندونيسيا الى المحيط الهندي. وتركز اعمال البحث منذ الخميس على اقصى الطرف الجنوبي للمحيط على بعد 2500 كلم عن مدينة بيرث الاسترالية. وهذه المنطقة تعتبر من الاصعب في العالم نظرا لدونها من المحيط المتجمد الجنوبي. وفي هذه المنطقة التقطت اقمار اصطناعية الاحد جسمين طافيين احدهما طوله 24 مترا يمكن ان يكونا من حطام الطائرة. ولم يتم رصد اي شيء مثير للاهتمام منذ الخميس عندما نشرت استراليا صور الاقمار الاصطناعية التي التقطت في 16 اذار/مارس. وحذر بعض الخبراء من ان الجسم الاكبر حجما يمكن ان يكون حاوية من احدى السفن. وبعد عدة انذارات كاذبة من هذا القبيل، حذرت استرالياوماليزيا من ان الجسمين اللذين تم رصدهما قد لا تكون لهما اي علاقة بالرحلة «ام اتش 370». وفي حال كانا من الحطام ربما مضى عليهما ايام والتيار يجرفهما بعيدا عن مكان تحطم الطائرة الفعلي مما لا يسهل تحديد هذا الموقع. وحلقت خمس طائرات دون جدوى في المنطقة الجمعة، وفي احوال جوية مؤاتية ولو ان الرؤية كانت متفاوتة واضطراب الامواج كان من شأنه ان يغمر الجسمين بين الحين والاخر. وحذر تراس ان «جسما عائما في البحر منذ هذه الفترة الطويلة.. قد يكون غرق الى القاع». إلا ان الاحوال الجوية جيدة السبت، بحسب هيئة الارصاد الاسترالية. وأعلنت الهيئة الاسترالية للامن البحري المكلفة بقيادة العمليات انها «كلفت ثلاث طائرات بي-3 اوريون تابعة لسلاح الجو الاسترالي وطائرة بي-3 اوريون من نيوزيلندا وطائرتين تجاريتين للرحلات البعيدة بأن تجوب منطقة مساحتها 26 الف كلم مربع». ولا يسع طائرات «اوريون» سوى البحث لمدة ساعتين قبل العودة الى اليابسة بسبب بعد المسافة بينما الطائرات الاخرى يمكنها ان تمضي ثلاث ساعات اكثر. وأوضحت الهيئة الاسترالية للامن البحري ان سفينتين تجاريتين من بينهما ناقلة العربات النروجية «سانت بيرترسبورغ» في المنطقة بينما من المفترض ان تصل سفينة الامداد التابعة للبحرية الاسترالية «ساكسيس» بعد الظهر. وأوضح اولاف سولي المسؤول لدى شركة «هوغ اوتولاينرز» التي تملك السفينة النروجية «سانت بيترسبورغ» ان «الوسيلة الافضل في مثل هذه العمليات هي الاعتماد على النظر وعلى المنظار». وتابع للتلفزيون الاسترالي «ايه بي سي» العام ان «عمليات المراقبة تتم من على ظهر سفينة تعلو 25 مترا عن سطح الماء مما يتيح الرؤية الى البعيد وبشكل جيد». وأوضح المسؤول للهيئة الاسترالية للامن البحري جون يونغ انه «اعاد تخطيط اعمال البحث بحيث تحلق الطائرات على علو منخفض ليتاح للمراقبين المؤهلين النظر من القمرات». ونشرت صحيفة تلغراف البريطانية النص شبه الكامل للاتصالات مع قمرة القيادة حتى لحظة اختفائها عن الرادار. وانتهى الحديث بعبارة «حسنا، عمتم مساء» قالها مساعد الطيار على ما يبدو. وفي منتصف الطريق بين سواحل ماليزيا وفيتنام، غيرت الطائرة وجهتها نحو الغرب وذلك بخلاف المسار المحدد، كما تم اطفاء انظمة الانذار «بشكل متعمد»، بحسب السلطات الماليزية. وعبر اقارب الركاب الصينيين عن غضبهم عند لقائهم السبت في بكين مع مسؤولين ماليزيين، حتى ان الشرطة اضطرت الى التدخل للتهدئة. وقال اشخاص من الحضور ان «الحكومة الماليزية تخدعنا ولا تجرؤ على مواجهتنا. انها من أسوأ المجرمين». سارة باجك رفيقة احد الركاب الامريكيين على متن الطائرة ويدعى فيليب وود من ضمن الاشخاص الذين يرفضون تصديق ان اقاربهم ماتوا. وقالت باجك لشبكة «سي ان ان» اعتقد مع عدد كبير من الاشخاص ان الركاب محتجزون لسبب أجهله... ولا بد من نشر امكانات للبحث عن الطائرة برا». واذا تأكد تحطم الطائرة فستكون أسوأ كارثة جوية منذ 2001 عندما تحطمت طائرة ايرباص ايه300 التابعة لاميركان ايرلاينز مما اوقع 265 قتيلا في الولاياتالمتحدة.