سيطر مسلحون، الجمعة، على بلدة في شمال العراق بعد اشتباكات مع قوات الامن، في وقت قتل 18 شخصا معظمهم من الشرطة في اعمال عنف متفرقة بينها هجومان انتحاريان. ونقلت "فرانس برس" عن الفريق عبدالامير الزيدي أن "مسلحين مجهولين هاجموا قوات الشرطة المتواجدة في قرية سرحة بعد منتصف ليل الخميس الجمعة واستطاعوا بعد اشتباكات خلال الساعات الماضية السيطرة على القرية". وأشار الى انتشار قوات الجيش بشكل مكثف حول القرية التابعة لقضاء طوزخورماتو (175 كلم شمال بغداد) والقريبة من ناحية سليمان بيك، وذلك "بهدف استعادتها". وتأتي سيطرة المسلحين على هذه البلدة بعد نحو شهر من سقوط ناحية سليمان بيك في أيدي مجموعات مسلحة لنحو اسبوع قبل أن تستعيد قوات الامن السيطرة عليها بعد معارك عنيفة مع المسلحين. وقال رئيس بلدية سليمان بك: إن قوات الامن ما زالت تقاتل المسلحين الذين سيطروا على بلدة أخرى في المنطقة تسمى سرحا. ونقلت رويترز عن مسؤول حكومي أن عشرات المسلحين سيطروا على مقر قيادة كتيبة للشرطة الاتحادية قبل أن يصدموا المبنى بشاحنة مليئة بالمتفجرات مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى، وذكر أن قائد الكتيبة ومساعده بين القتلى. وقال مسؤولو أمن: إن الشاحنة الملغومة ربما كانت تستهدف اللواء راغب علي انتقاما منه لأنه طرد مسلحي القاعدة من سليمان بك. وفي موازاة سيطرة المسلحين على قرية سرحة، قتل أمس 18 شخصا واصيب العشرات بجروح في مجموعة هجمات في انحاء متفرقة من العراق استهدفت معظمها قوات الشرطة، وقال عقيد في الشرطة ومصدر طبي: إن ستة اشخاص قتلوا واصيب 16 بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف في الرمادي. وقالت مصادر طبية وأمنية: إن مهاجما انتحاريا فجر نفسه داخل مسجد أثناء صلاة الجنازة على ضابط قتل في انفجار قنبلة مزروعة في الطريق في وقت سابق من الاسبوع. وفي سامراء (110 كلم شمال بغداد) قتل خمسة من عناصر الشرطة واصيب خمسة آخرون بجروح في هجوم مسلح، فيما قتل ثلاثة من عناصر الشرطة واصيب شرطي رابع بجروح في انفجار عبوة ناسفة قرب تكريت (160 كلم شمال بغداد)، بحسب مصادر امنية وطبية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر أمنية أن العبوة الناسفة استهدفت ضابطا برتبة عقيد وقد قتل بها مع اثنين من عناصر حمايته، وقالت: إنها انفجرت لدى مرور موكب العقيد أحمد القيسي آمر فوج طوارئ الشرطة في تكريت لدى مروره في منطقة الصينية غربي تكريت. وفي كركوك (240 كلم شمال بغداد) قتل مدنيان واصيب نحو 30 بجراح. وأصيب اربعة من الشرطة بجروح في انفجار سيارتين مفخختين استهدفتا مدنيين كانوا يحتفلون في ناحية الدبس شمال غرب المدينة المتنازع عليها. وقال قائم مقام قضاء الدبس عبدالله الصالحي: إن السيارتين انفجرتا بالتتابع في منتجع سياحي في منطقة "نمرة ثمانية" السياحية التي توجهت اليه العوائل أمس بمناسبة "عيد نوروز" الفارسي، وتم نقل المصابين إلى مستشفى القضاء وكركوك العام. وفي الفلوجة قام نحو 300 مسلح بالسير في شوارع المدينة مساء الخميس وهم يرتدون ملابس سوداء ويحملون علم القاعدة الأسود، كما استعرضوا ما لديهم من عربات همفي عسكرية وعربات مدرعة وبعض الاسلحة استولوا عليها من جنود عراقيين أثناء المعارك. واستقبلهم سكان في الفلوجة بالترحاب وألقوا عليهم قطع الشوكولاتة. ومنذ بداية العام الحالي، يسيطر مقاتلون مناهضون للحكومة ينتمي معظمهم الى تنظيم "داعش" (الدولة الاسلامية في العراق والشام)، على الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) وعلى اجزاء من الرمادي المجاورة في محافظة الانبار. وتشهد مناطق متفرقة في عموم العراق منذ مطلع العام 2013 تصاعدا في اعمال العنف هو الأسوأ منذ موجة العنف الطائفي التي اجتاحت البلاد بين عامي 2006 و2008 واوقعت آلاف القتلى. وقتل اكثر من 300 شخص منذ بداية شهر اذار/مارس واكثر من 2000 منذ بداية 2014 في اعمال العنف اليومية في العراق، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر أمنية وعسكرية وطبية.