لم تمنع الاجراءات الامنية المشددة التي اتخذتها الاجهزة الامنية، منذ اسابيع، الهجمات المسلحة وعمليات الاغتيال التي ادت الى سقوط عشرات القتلى والمصابين، وسط تحذير من عودة العنف الطائفي مرة اخرى. وكانت اعنف تلك الهجمات وقعت امس في محافظة كركوك (255 كلم شمال بغداد)، اذ شهدت انفجار 5 سيارات مفخخة في مناطق متفرقة من المدينة استهدفت مركزاً للشرطة المحلية ونقاط تفتيش للاجهزة الامنية الكردية المسماة «الاسايش». مع صباح امس، ادى تفجير سيارتين مفخختين بالتعاقب في تقاطع السيوف في منطقة عرفة، شمال غربي كركوك، الى مقتل اثنين وإصابة 12 آخرين، بينهم 5 من عناصر الشرطة وعنصر في الأمن الكردي «الأسايش». وفي وقت متزامن تقريباً، تم تفجير سيارتين مفخختين في تقاطع «الكانتين» في منطقة عرفة ايضاً، ما ادى الى اصابة 5 عناصر من شرطة كركوك بينهم مدير شرطة «9K» المتخصصة بالكلاب البوليسية. كما قتل مدني وأصيب 5 آخرون بينهم ضابط في الجيش برتبة نقيب بتفجير مزدوج بعبوتين ناسفتين وسط قضاء الدبس شمال غربي كركوك. وفي قضاء داقوق، جنوب كركوك، ادى انفجار مزدوج بعبوة ناسفة وسيارة مفخخة، استهدف مركز شرطة القضاء الى مقتل 4 واصابة 27 بينهم مدير مكافحة الجريمة. في بغداد، حيث تتخذ السلطات اجراءات مشددة بعد ورود معلومات عن تخطيط «تنظيم القاعدة» لشن هجمات واسعة خلال عيد الفطر، اعلنت الشرطة مقتل واصابة 40 شخصاً بانفجار سيارة مفخخة قرب دائرة التسجيل العقاري في ناحية الحسينية شمال شرقي العاصمة. وفي منطقة التاجي ادى انفجار سيارة مفخخة الى اصابة 12 شخصاً. وفي صلاح الدين، قتل شخص وأصيب 6 بتفجير قنبلة محلية الصنع في منزل احد المخاتير في بلدة طوزخرماتو، فيما تمكنت قوة من وحدة مكافحة المتفجرات من إبطال مفعول سيارة مفخخة على جانب الطريق في الحي الصناعي جنوب تكريت. وأفاد مصدر في قيادة الشرطة في محافظة الأنبار، أن قواته تمكنت من قتل 5 مسلحين يرتدون أحزمة ناسفة هاجموا مراكز الشرطة والجيش في مدينتي الرمادي والفلوجة. واكد ان قواته «ضبطت ثلاث سيارات معدة للتفجير في منطقة الكيلو 160 غرب الرمادي وفي ناحية العبيدي وفي قضاء هيت، كما تمكنت من تفكيك قنبلتين معدتين للتفجير في وسط الرمادي». وقتل 3 من عناصر الشرطة ومدني وأصيب 5 مدنيين في هجوم مسلح على نقطة في مدينة الفلوجة. وفي ديالى، قتل 4 أشخاص وأصيب 31 بتفجير سيارتين مفخختين غرب بعقوبة وقضاء المقدادية. واوضح سمير عيد القادر، الضابط في شرطة المقدادية ل «الحياة»، ان «سيارة انفجرت قرب مخبز في منطقة حي فلسطين 5، ثم اعقبها بوقت قليل، انفجار عبوة ناسفة على مسافة قريبة من موقع الانفجار الاول، ما اسفر عن مقتل شخصين واصابة 23 شخصاً بجروح متفاوتة». وشهدت منطقة الرازي، غرب بعقوبة مقتل 4 اشخاص وإصابة سبعة آخرين بانفجار سيارة مفخخة. واوضح مصدر امني ان « ثلاثة من أفراد الجيش قتلوا وأصيب اثنان آخران، عندما هاجم مسلحون مجهولون نقطة تفتيش بالاسلحة الكاتمة للصوت في منطقة الصفراء» (شرق بعقوبة). وأكد «مقتل امرأة وإصابة زوجها في انفجارعبوة ناسفة في قرية شيخي، كما قتل خمسة جنود في هجوم شنه مسلحون على سيطرة امنية في منطقة دلي عباس في حين قتل طفل وجرح أربعة آخرون في انفجار عبوة ناسفة في منطقة الكاطون». وفي محافظة الموصل، قتل اثنان واصيب 10 بتفجير سيارة تابعة للوقف السني بعبوة لاصقة تحت مقعد السائق. وبعد دقائق من انفجار السيارة الاولى اعلنت الشرطة انفجار سيارة ثانية في منطقة الزجيلي. ولم تعط معلومات عن اعداد الضحايا. بدورها، حذرت كتلة «الاحرار» النيابية التي تمثل «تيار الصدري» في البرلمان من «فتنة طائفية جديدة في العراق»، مطالبة ب «اخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب وقوعها». وذكر بيان للكتلة بعد زيارة رئيسها بهاء الاعرجي وعدد من نوابها رئيس الوقف السني عبدالغفور السامرائي في جامع ام القرى في بغداد ان «كتلة الاحرار تنتمي الى خط ديني، والوقف السني يمثل جهة دينية ايضاً علينا ان نأخذ الاحتياطات كي لا تكون فتنة طائفية مجددة في العراق»، مبيناً انه «تم الاتفاق على امور عدة اولها ان يشدد خطباء الجمعة من كلا الطرفين على الأخوة والوحدة بين كل مكونات الشعب العراقي بغض النظر عن طائفته او قوميته، وان نرفض رفضاً قاطعاً كل الدعوات التي تدعو الى الطائفية».