تظل قيم الحوار والشورى والعدل وغيرها من القيم الإنسانية السامية سمات بارزة لرقي وتقدم المجتمعات، وتحرص معظم الدول على جعل تلك القيم دائماً جزءاً لا يتجزأ من ثقافة أفرادها، بل وتتبنى الخطط اللازمة لنشرها وتنميتها داخل النسيج الاجتماعي وفي جميع التعاملات والممارسات سواء في المجالات الاقتصادية أو السياسية أو غير ذلك. ولقد تشرفت يوم الأربعاء الفائت بدعوة كريمة من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالمشاركة في اللقاء التحضيري الثاني ضمن سلسلة اللقاءات التحضيرية التي تسبق عقد اللقاء الوطني التاسع للحوار الفكري؛ الذي يتمحور حول « الإعلام:الواقع وسبل التطوير. حوار بين المجتمع والمؤسسات الإعلامية»، حيث لمست عن قرب حجم الجهد الذي يقوم به القائمون على المركز في دعم عجلة الحوار في المجتمع، لا شك أن المؤسسة الإعلامية بحكم موقعها في المجتمع تتحمل دوراً هاماً في تعميم لغة الحوار وتعميق ممارساته بين كافة أفراد المجتمع، كما أن المؤسسات الأخرى كالمؤسسة التربوية والمؤسسة الثقافية وغيرهما من مؤسسات المجتمع، ومؤسسات المجتمع المدني، شركاء أيضاً من أجل تحقيق ذلك الهدف. ويعد ذلك اللقاء أحد الجهود النوعية لترسيخ لغة الحوار، كما يعكس بوضوح الرغبة الجادة لقادة هذه البلاد –حفظهم الله- لتكريس مفاهيم الحوار والتسامح والمحبة من أجل التعايش المشترك بين كافة شرائح المجتمع، لتحقيق السلام الاجتماعي. لا شك أن المؤسسة الإعلامية بحكم موقعها في المجتمع تتحمل دوراً هاماً في تعميم لغة الحوار وتعميق ممارساته بين كافة أفراد المجتمع، كما أن المؤسسات الأخرى كالمؤسسة التربوية والمؤسسة الثقافية وغيرهما من مؤسسات المجتمع، ومؤسسات المجتمع المدني، شركاء أيضاً من أجل تحقيق ذلك الهدف، وحتى نصل إلى ممارسة حقيقية لمضمون الحوار، ودعماً للجهود التي يبذلها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وتحقيقاً للتكامل في أداء المؤسسات للواجبات الوطنية، فإننا بأمس الحاجة –أكثر من أي وقت مضى- إلى أن يتبنى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني «استراتيجية وطنية شاملة»، تتصف بالديمومة، وتشارك في صياغتها جميع المؤسسات، بحيث تتحدد من خلالها الأهداف والخطط والإجراءات المناسبة، وتتوزع فيها الأدوار بين كافة المؤسسات، لتقوم من جهتها بالبرامج والأنشطة المتنوعة التي تسهم من خلالها إسهاماً حقيقياً في تنمية مفهوم الحوار كقيمة إسلامية، وبما يتلاءم مع طبيعة المرحلة العمرية للفئة المستهدفة، فكلما زاد العمر الزمني زاد مستوى النضج، وعلى ذلك فالأنشطة الموجهة إلى الناشئة تختلف عن تلك التي تستهدف فئة الشباب أو الكبار، عملاً بقوله -صلى الله عليه وسلم- « أُمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم»، ويمكن أن تشمل تلك البرامج والأنشطة مفهوم الحوار كقيمة ترتقي بأداء الجماعات، ومهارة من مهارات الحياة على المستويين الفردي والجماعي، وكذلك ضوابط الحوار الفعال، وكيفية فهم الآخر، وقبل ذلك التعريف بالآخر وغير ذلك. إن من الضروري -أن لا يغيب عن أذهاننا- أهمية العمل على تحقيق التوصيات التي تخرج بها كافة اللقاءات المتعلقة بالحوار بحيث بعد استيفاء دراستها وتسليمها إلى الجهة المعنية صاحبة القرار، يتم ترجمتها إلى برامج يكون لها أثر على أرض الواقع، وضرورة أيضاً أن يتولى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني من خلال لجنة خاصة بالتنسيق مع كل جهة على حدة؛ عمليات المتابعة والتقييم المستمر، بما يضمن تحقيق أفضل النتائج. [email protected]