تشهد حدود مصر مع فلسطينالمحتلة، وتحديدا في القطاع الحدودي لشبه جزيرة سيناء، حالة من التوتر عقب قيام طائرات عسكرية إسرائيلية بالتحليق فوق المنطقة الحدودية والقصف الجوي والصاروخي لاهداف فلسطينية في رفح الفلسطينية. وقال مصدر أمني مصري لوكالة الأنباء الألمانية: "من الطبيعي وفي حالات الهجوم الإسرائيلي على غزة أن يكون نتيجته توتر على طول الحدود". وأضاف: إن المنطقة الحدودية تلتهب، مما يؤدي إلى توتر في المنطقة بأسرها، وما تقوم به القوات المصرية هو حماية لحدودها وأمنها القومي. وأوضح أن توقف عمليات الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء خلال اليومين الماضيين؛ جاء نتيجة للطقس السيء الذي يسود شبه جزيرة سيناء من أمطار ورعد وعواصف ورياح رملية تؤثر في عمليات الجيش في سيناء، مؤكدا أن عمليات الجيش في سيناء ستتواصل لاحقا. وصدرت تأكيدات عدم الرغبة في التصعيد من قبل أعلى المسؤولين الاسرائيليين، وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن حكومته لا تنوي التصعيد العسكري في غزة. وكانت طائرات إسرائيلية أغارت ليل الخميس / الجمعة على أهداف في قطاع غزة في استمرار للتوتر لليوم الثالث على خلفية إطلاق قذائف من القطاع على جنوب إسرائيل، وذكرت مصادر فلسطينية أن الغارات استهدفت موقعي تدريب لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وموقعاً آخر لأولوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية في رفح، إضافة إلى أرض زراعية. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن الغارات جاءت "ردا على إطلاق 17 قذيفة صاروخية على الأراضي الإسرائيلية منها 7 سقطت في مناطق مفتوحة". وقصفت الطائرات الإسرائيلية في وقت سابق من يوم الخميس أرضا خالية ونفقا مهجورا على الشريط الحدودي مع مصر أقصى جنوب القطاع. وتبنت جماعات من المقاومة الفلسطينية المسؤولية، فيما قالت حركة الجهاد الإسلامي: إنها التزمت بما أعلنته من تفاهمات بوساطة مصرية لإعادة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار. ومساء الخميس، أعلنت حركتا حماس الحاكمة في قطاع غزة والجهاد الاسلامي التوصل لاتفاق لتثبيت التهدئة مع إسرائيل بوساطة مصرية. ولكن بعد اعلان التهدئة أُطلقت خمسة صواريخ من قطاع غزة باتجاه اسرائيل، بحسب جيش الاحتلال، ليرتفع العدد بذلك الى ثمانية، وهو اجمالي الصواريخ التي اطلقت خلال يوم الخميس، مقابل حوالي 60 صاروخا الاربعاء، في اكبر تصعيد من نوعه منذ الهجوم الاسرائيلي الاخير على القطاع في تشرين الثاني / نوفمبر 2012. قال مصدر أمني مصري: "من الطبيعي وفي حالات الهجوم الإسرائيلي على غزة أن يكون نتيجته توتر على طول الحدود، المنطقة الحدودية تلتهب، مما يؤدي إلى توتر في المنطقة بأسرها، وما تقوم به القوات المصرية هو حماية لحدودها وأمنها القومي واوضح الجيش ان احد الصواريخ الخمسة التي اطلقت مساء الخميس اعترضتها القبة الحديدية، المنظومة الصاروخية المضادة للصواريخ التي نصبتها اسرائيل. من جهة اخرى، أعلن مسؤول طبي في غزة ان خمسة فلسطينيين من عائلة واحدة بينهم طفلان اصيبوا في انفجار وقع مساء الخميس في منزل في بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة. وبعد الاعلان عن التهدئة استهدف سلاح الجو الاسرائيلي "سبعة مواقع" للمقاومة الفلسطينية في غزة، بحسب جيش الاحتلال، أسفرت عن اصابة ثلاثة فلسطينيين بجروح طفيفة، بحسب مصادر فلسطينية. واعلن الناطق باسم حركة الجهاد الاسلامي داود شهاب ان "الجانب المصري ابلغنا بالتوصل لاتفاق لتثبيت التهدئة بشكل متبادل، وفقا لشروط التهدئة التي تم الاتفاق عليها بعد الحرب الاسرائيلية الثانية على غزة في نهاية 2012، وموافقة الاحتلال الاسرائيلي"، واضاف: "فصائل المقاومة ملتزمة بتثبيت التهدئة شرط الالتزام الاسرائيلي الكامل بها". وقال خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الاسلامي لفرانس برس: "بعد جهود واتصالات حثيثة أجراها الاشقاء في مصر، تم التوصل الى تثبيت التهدئة وفقا لتفاهمات 2012 التي تمت برعاية كريمة من مصر في القاهرة". إلا إن مسؤولا في الجيش الاسرائيلي قال: إنه "لا يعلم" باي ترتيب لوقف إطلاق النار. ورغم هذه المواجهة، إلا إن خبراء قالوا: إن اسرائيل لا تريد حاليا الدخول في مواجهة واسعة في غزة. وصباح الخميس فتحت المدراس الاسرائيلية أبوابها كالمعتاد في مستوطنات اسرائيل الجنوبية.