أظهرت دراسة علمية حديثة أن معدل الاستهلاك المائي لأشجار النخيل باستخدام نظم الري المختلفة «سطحي، ونبع، وتنقيط» بلغ (19710, 14235, 16790) م3/هكتار/سنة, للري السطحي, والري بالتنقيط, والري بالنبع على التوالي. وبينت الدراسة التي دعمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وأجريت لموسمين زراعيين، أنه عند حساب معامل المحصول لأشجار النخيل تحت نظم الري المختلفة, وجد أن أقصى قيمة لمعامل المحصول كانت (1.0 و1.2 و1.1) للري بالتنقيط, والري السطحي, والري بالنبع على التوالي. واستهدفت الدراسة معرفة تأثير نظم الري والمقتنيات المائية على إنتاجية أشجار النخيل من حيث الكمية وجودة الثمار, حيث تم اختيار 24 نخلة عشوائياً تمثل صنفين من النخيل هما: سكرية وربيعية (12 نخلة في كل صنف)، وتم جمع محصول كل موسم لتقدير الإنتاجية, كما تم إجراء التحليلات الفيزيائية والكيميائية على 100 ثمرة اختيرت عشوائياً من محصول كل نخلة. وأوضحت نتائج الدراسة التي قام بها فريق بحثي من جامعة الملك عبدالعزيز برئاسة الدكتور جلال باصهي، أن تأثير نظم الري على كمية المحصول وصفات الجودة الكيميائية والفيزيائية لم يكن معنوياً إلا في صفة طول الثمرة في صنف سكرية، وجرى خلال الدراسة متابعة التغير اليومي في المحتوى الرطوبي للتربة، وذلك باستخدام جهاز التشتت النيتروني, كما تم استخدام طريقة الموازنة المائية لحساب كمية المياه المعطاة لكل شجرة في كل رية ومعدل التسرب العميق خلال التربة في منطقة الدراسة. وأوصت الدراسة بأهمية استخدام نظام الري بالتنقيط, والري بالنبع, في ري أشجار النخيل, كما أوصت بضرورة تحديد قيم الاحتياجات المائية لأشجار النخيل اللازمة لتصميم وإدارة نظم الري. وفي نفس السياق تطبق وزارة الزراعة حاليا بواسطة هيئة الري والصرف في الأحساء أسلوباً نموذجياً للمزاوجة بين الأمن المائي والأمن الغذائي بهدف خفض استخدامات المياه الجوفية، وبالتالي خفضت السحب من المياه الجوفية وتوسعت في تدوير استخدام مياه الصرف الزراعي واستفادت من مياه الصرف الصحي المعالج ثلاثيا كبدائل للمياه الجوفية حتى بلغت حاليا نسبة مياه الري من مصادر غير جوفية ما يعادل 60% من جملة مياه ري نخيل وبساتين الواحة.