يقف حارس مدرسة هجر الابتدائية بالهيئة الملكية في الجبيل ناصر محمد الدوسري صباح كل يوم دراسي دون ملل أو كلل أمام بوابة المدرسة مرحِّبا ومصافحا الطلاب والمعلمين والإداريين، ولم يتضجر من روتينية الأمر الذي ما فتئ يؤديه منذ ما يربو عن 10 سنوات حتى غدا لديه تقليدا، الدوسري اثناء تأدية عمله (اليوم) شخصيته تتسم بالطيبة .. وأسلوبه النادر أضاف إلى مهمته قيما وجدانية أسرت القلوب وصنعت له شعبية لدى طلاب المدرسة وأولياء الأمور والمسؤولين، أبو بندر يتحدث هنا عن حياته العملية الممتعة فيقول:» كثيرا ما أفاجأ بشباب في عمر الزهور يبادرونني بالسلام علي وتقبيل رأسي؛ لأكتشف من حديثهم أنهم عرفوني في المرحلة الابتدائية أبا حانيا ومحبا لهم في الوقت الذي يعبر بعض أولياء الأمور عن شكرهم بزيارتي في المنزل، وهذا ما زاد في نفسي شرف هذه الرسالة وقيمة هذا الدور الأبوي الذي أقدمه تطوعا إضافة إلى عملي حارسا للمدرسة»، ويذكر هذا الحارس المحبوب أنه يعيش في الجبيل الصناعية حالة من الشهرة المحدودة التي يفتخر بها ويحس بتناميها مع مرور السنوات وتعاقب الأجيال، كما أن كثرة معارفه من الطلاب والآباء زاد من شهرته في المدينة، أمر يقر فيه الدوسري الذي لا يمضي يوم يخرج فيه للتسوق أو للنزهة إلا ويواجه محبيه ليتبادل معهم التحية بأجمل منها، والعرفان بالشكر، معانٍ إنسانية جعلت من الحارس الذي لا علاقة مباشرة له بالعملية التعليمية رمزا في مدرسته ومدينته لمعاني التربية ومشاعر الأخوة والأبوة والانتماء، وعن ذلك يقول مدير المدرسة علي القحطاني : يندر وجود حارس بشخصية الزميل أبو بندر .. فهو محل ثقة الجميع وتقديرهم، ويتمتع بشخصية عملية نشطة فيما يؤدي عمله في حراسة المدرسة على أكمل وجه دون تقصير.